أعلنت الإدارة الأميركية، اليوم الخميس، أن الاحتلال الإسرائيلي وافق على "هدن إنسانية" شماليّ قطاع غزة، وذلك بواقع أربع ساعات يومياً، تكفّ خلالها قوات الاحتلال عن القيام بأي عمليات عسكرية من أجل السماح بخروج المدنيين. في وقت قال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن "القتال في غزة مستمر، ولن يكون هناك وقف لإطلاق النار بدون الإفراج عن مخطوفينا".
وذكر البيت الأبيض أن الاحتلال الإسرائيلي أبلغ أميركا بأنه لن تكون هناك عملية عسكرية في شمال غزة خلال فترات توقف القتال تبدأ اليوم، دون أن يوضح إن كانت "الهدن الإنسانية" تشمل باقي أرجاء قطاع غزة. واعتبر البيت الأبيض أن فترات التوقف في القتال "خطوة في الاتجاه الصحيح".
من جانبه، قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن "القتال في غزة مستمر، ولن يكون هناك وقف لإطلاق النار دون الإفراج عن مخطوفينا"، في إشارة إلى الأسرى الذين تحتجزهم حركة حماس، ويقدَّر عددهم بنحو 240. وقالت حماس إنها مستعدة لإجراء صفقة تبادل بشأنهم إما كلياً وإما جزئياً، لا تشمل المحتجزين مزدوجي الجنسية الذين أكدت أنها ستفرج عنهم متى سمحت الظروف بذلك.
وزعم نتنياهو في بيان عممه مكتبه أن "إسرائيل تسمح بوجود ممرات آمنة تمتد من شمال القطاع إلى جنوبه، حيث مر فيها بالأمس فقط 50 ألفاً من سكان غزة. ندعو مرة أخرى سكان القطاع إلى التوجه جنوباً".
من جهته، نفى المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، طاهر النونو، الخميس، التوصل إلى اتفاق هدنة، وقال: "ننفي أن يكون قد تمّ التوصل إلى اتفاق هدنة مع الاحتلال، والمحادثات مستمرة، ولم يتم التوصل إلى اتفاق حتى هذه اللحظة، وإذا ما جرى أي اتفاق سيتم إعلان ذلك بوضوح".
بدوره، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه "لا وقف لإطلاق النار في غزة، وإنما فترات توقف تكتيكية لأسباب إنسانية".
"وقف إطلاق النار ليس كلياً"
وفي التفاصيل، قال المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، إن هذه الهدن نجمت عن مناقشات بين مسؤولين أميركيين وإسرائيليين في الأيام الأخيرة، بما في ذلك محادثات أجراها الرئيس الأميركي جو بايدن مع نتنياهو.
وأضاف كيربي أن وقف الحرب لأربع ساعات سيسمح للناس بالابتعاد عن طريق الأذى وبإيصال المساعدات الإنسانية، كذلك يمكن استخدامها كوسيلة لإخراج الأسرى.
وتابع: "الإسرائيليون أبلغونا أنه لن تكون هناك عمليات عسكرية في هذه المناطق خلال فترة التوقف، وأن هذه العملية ستبدأ اليوم"، مضيفاً: "نتفهم أن إسرائيل ستبدأ بتنفيذ وقفات لمدة أربع ساعات في مناطق شمال غزة وستعلن موعدها قبل ذلك بثلاث ساعات".
وقال كيربي أيضاً إن وقف إطلاق النار ليس كلياً، لأن ذلك سيساعد حركة حماس و"يضفي شرعية على ما فعلته في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وببساطة لن ندافع عن ذلك في هذا الوقت"، في إشارة إلى عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حماس مع فصائل فلسطينية أخرى، رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته.
من جهته، أكد الرئيس الأميركي، اليوم الخميس، أنه حالياً "لا توجد إمكانية" لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وقال بايدن للصحافيين رداً على سؤال عن فرص تطبيق وقف لإطلاق النار قائلاً: "لا توجد إمكانية"، قبل أن يتوجه إلى إيلينوي.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، الخميس، إن أي وقف للقتال بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة لأغراض إنسانية يتعين تنسيقه مع المنظمة الدولية، ويجب أن توافق عليه جميع أطراف الصراع "لكي يكون فعالاً حقاً"، بحسب رويترز.
72 ألف نازح
ويُواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تضييق الخناق على شمال قطاع غزة، فيما ينزح عشرات آلاف الفلسطينيين جنوباً هرباً من الحرب بعد أكثر من شهر على حملة القصف والحصار الذي يحرمهم المياه والغذاء.
وغادر مدينة غزة 72 ألفاً، وفق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة (أوتشا). إلا أن مئات آلاف الفلسطينيين الآخرين لا يزالون شماليّ وادي غزة "في وضع إنساني كارثي"، بحسب الوكالة الأممية.
وتفرض إسرائيل منذ التاسع من أكتوبر/تشرين الأول "حصاراً مطبقاً" على قطاع غزة، حارمة سكانه المياه والكهرباء والمواد الغذائية والوقود. ويخضع القطاع أساساً لحصار إسرائيلي بحري وجوي وبري منذ عام 2007.
ومنذ 34 يوماً، يشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً على غزة، دمّر خلالها أحياءً سكنية على رؤوس ساكنيها، واستشهد أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني، بفعل قصف مدفعي وغارات جوية مستمرة على مناطق مأهولة ومكتظة بالمدنيين.
(العربي الجديد)