اقتحمت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، أمس الجمعة، أحد المساجد الكبيرة في مدينة إب (وسط اليمن)، ونصبّت أحد قياداتها بالقوة لإلقاء خطبتي العيد بديلاً عن خطيب المسجد.
 
وفي بيان لها عن الحادثة، قالت منظمة رصد للحقوق والحريات، السبت، إنها تلقت شكاوى بقيام مدير مكتب الإرشاد في سلطات جماعة الحوثي بمحافظة إب، المدعو أحمد العصري، صبيحة يوم العيد (أمس الجمعة) باقتحام مسجد التوحيد في المعاين (شمال مدينة إب)، الذي يضم مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم وعلومه ويسكن بداخله 400 طالب.
 
وأوضحت في البيان الذي تحصل "يمن شباب نت" على نسخة منه، أن العصري قام بالاستيلاء على المنبر بالقوة وألقى خطبتي العيد بديلاً عن إمام المسجد، في خطوة لاقت رفضا مجتمعيا من المصلين الذين انسحبوا من المسجد بشكل جماعي.
 
ولفتت منظمة "رصد" إلى أنه ووفقا للمعلومات التي تحصلت عليها فإن المدعو العصري، عمد من بداية شهر رمضان المبارك إلى منع صلاة التراويح في المسجد بالقوة، كما قام بسلسلة من المضايقات طالت إمام وخطيب المسجد حيث قام باستدعائهم أكثر من مرة للتحقيق، فيما تعرض الطلاب للمضايقات.
 
وإذ أدان البيان واستنكر سلوك جماعة الحوثي في استخدام القوة لفرض أفكارها الطائفية على المجتمع وإرهابه، أعربت المنظمة عن قلقها حول مصير إمام وخطيب المسجد و400 طالب يسكنون بداخل المسجد، بعد اقتحامه من قوات "العصري" مع خشيتها من أن تطالهم جملة من الانتهاكات بما في ذلك الاختطاف، فضلاً عن خشيتها من نهب سكن الطلاب والمطبخ بما فيه من مواد غذائية ومستلزمات.
 
وذكّرت المنظمة بانتهاكات الجماعة لحرمة المساجد خلال شهر رمضان المبارك، من خلال إغلاق عدد كبير من مصليات النساء ومنع دخول النساء إليها لأداء صلاتي التراويح والقيام، إضافة إلى استخدام المساجد لتناول القات والاستماع إلى خطابات زعيم الجماعة التي تروج للطائفية والعنف.
 
وأشارت المنظمة إلى أن هذا السلوك يأتي امتداداً لجملة من الانتهاكات التي طالت المساجد ومراكز تحفيظ القرآن الكريم في المحافظة من قبل جماعة الحوثي التي عمدت خلال الفترة الماضية على إغلاق عدد كبير من المدراس ودور القرآن والاستيلاء على عشرات المساجد بالقوة في مركز المحافظة ومدنها الثانوية وتحويلها إلى مراكز لنشر الطائفية والكراهية والعنف في المجتمع المسالم.
 
وشددت "رصد للحقوق والحريات" على أن ما قامت به جماعة الحوثي يشكل اعتداء لا أخلاقي على حرمة شهر رمضان وحرمة عيد الفطر المبارك، ويعكس سلوك الجماعة القائم على رفض الآخر وإلغاءه والترويج لنشر الأفكار ذات الأبعاد المذهبية والطائفية بالقوة.
 
ودعت المنظمة الحقوقية، جماعة الحوثي إلى رفع يدها عن مسجد التوحيد وجميع المساجد التي طالتها عمليات الاقتحام والمصادرة والاستيلاء في محافظة إب، كما تدعوا إلى وقف كافة أشكال الاعتداء والانتهاك ضد دور العبادة والقائمين عليها والعمل على توفير الحماية لهم وإخضاع المتورطين من أفرادها للمساءلة.