انطلقت مساء اليوم الإثنين، حملة إلكترونية للمطالبة بفك الحصار عن مدينة تعز (جنوب غرب اليمن) والذي تفرضه مليشيات الحوثي على السكان منذ نحو سبعة أعوام.
وتأتي هذه الحملة التي حملت وسم #الطريق_حق_إنساني ، بهدف الضغط على الجهات والأطراف الفاعلة محليًا ودوليًا لممارسة دور أكبر لفتح الطرق المغلقة وإنهاء الحصار المفروض على مئات الألاف من السكان القاطنين مدينة تعز.
وقال بيان صادر عن الحملة – تلقى "يمن شباب نت" نسخة منه- إنه "حان الأوان لأن تنتهي معاناة أبناء محافظة تعز التي يعيشونها منذ نحو سبعة أعوام جراء إغلاق المنافذ والطرق الرئيسية من وإلى المدينة المكتظة بالسكان".
وأضاف أن "هذه المعاناة التي عزلت تعز وابنائها عن محيطها، ترتب عنها الكثير من الصعوبات والأزمات الإنسانية جراء صعوبة الدخول والخروج من والى إلمدينة واللجوء إلى طرق وعرة وشاقة طويلة قد تمتد إلى أكثر من ست ساعات بدلا من خمس دقائق فيما لو تم فتح الطرق الرئيسية".
واعتبر فتح الطرق المغلقة وإنهاء معاناة المدنيين في تعز بأنها "أولوية إنسانية بحتة، وحق أساسي لكل المدنيين ولا ينبغي حرمانهم منه مهما كانت الأسباب".
وأوضح البيان أن الحملة سيُسلط من خلالها "الضوء على العواقب الإنسانية ومعاناة المدنيين جراء إغلاق الطرق الرئيسية، بهدف حث الجهات والأطراف الفاعلة محليا ودوليا على ممارسة دور أكبر لفتح الطرق المغلقة وإنهاء واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في اليمن".
وتسبب الحصار الذي يفرضه الحوثيون على المدينة، في تفاقم معاناة السكان، حيث يضطرون إلى أن يسلكوا طرقا فرعية وعرة وضيقة يمر بمنطقة الحوبان وحتى مدينة دمنة خدير ومن ثم مناطق ريفية جنوبي المحافظة، حتى الوصول إلى وسط المدينة.
وتستغرق مدة الوصول من الحوبان إلى مدينة تعز عبر هذه الطرق، حوالي 8 ساعات، وفي بعض الأحيان تتضاعف المدة بسبب عوامل طبيعية مثل تضرر الطرق، جراء الأمطار أو غيرها من العوامل.
جريمة حرب
ولاقت الحملة تفاعلًا كبيرًا من قبل رواد موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، وسط حالة سخط عامة من غياب دور الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إزاء المعاناة التي يعيشها سكان تعز جراء الحصار.
وتداول ناشطون صورًا لحوادث مرورية حدثت في الطرق الفرعية التي لجأ لها السكان للتنقل والسفر بين محافظات البلاد.
الناشط ماهر العبسي قال في تغريدة عبر تويتر، إن "إغلاق الطرق الرئيسية المؤدية الى مدينة تعز وحصار وتجويع المدنيين من قبل جماعة الحوثي مُجَرَمَ بحسب المادة 14 من البروتوكول الإضافي الثاني ويعد جريمة حرب بحسب نظام روما الأساسي".
وطالب العبسي "بفتح الطرق الرئيسي ورفع الحصار وإنهاء معاناة المدنيين وضمان حقهم بالتنقل بحرية".
أما الصحفية آفاق الحاج فعلقت قائلة: "استبدلت الطرق الرئيسية الرابطة بين المدينة والحوبان والتي كانت تستغرق 5 دقائق بطرق أخرى وعرة تستغرق أكثر من 5 ساعات".
وأضافت أن "ست سنوات من الحصار المفروض على محافظة تعز أجبر المواطنين للجوء إلى طرقات طويلة وشاقة المرور بها أشبه بمخاطرة تجعلك حبيس الأنفاس لساعات طويلة حتى تتجاوزها وفي أسوأ الأحوال تنتهي حياتك عندها".
وأدى استمرار الحصار إلى ارتفاع الأسعار في تعز، جراء زيادة كبيرة في أجور نقل مختلف البضائع الواصلة إلى المدينة.
يشار إلى أنه في ديسمبر/ كانون الأول 2018، وقعت الحكومة الشرعية في العاصمة السويدية مع الحوثيين، ما سمي اتفاق "ستوكهولم" الذي تضمن بنودا إنسانية حيوية، بينها "تفاهمات" لفك الحصار عن مدينة تعز.
واتفق الطرفان حينها برعاية أممية، على تشكيل لجنتين من الحكومة والحوثيين، مهمتها مناقشة آلية لحل الوضع الإنساني في تعز، وعودة الأوضاع إلى ما قبل الحصار.
لكن هذه اللجنة لم تعقد حتى اجتماعا واحدا، ولم تحرز أي تقدم بشأن حل الوضع الإنساني في تعز. وهناك طريق وحيد يربط مدينة تعز بالعالم الخارجي وهو طريق هيجة العبد، وهو يعاني من الحفريات والتعرجات الوعرة الأمر الذي تسبب في توقف حركة السير أكثر من مرة.
وهذا الطريق هو الوحيد الذي لا يخضع لسيطرة الحوثيين، ويقع جنوبي محافظة تعز، على منحدر جبلي يصل ارتفاعه إلى 3 آلاف متر عن سطح البحر، وفيه يتواجد نحو 47 منعطفًا منها 27 شديدة الانحدار.