اختار ناشطون وإعلاميون طريقة رسم صور المختطفين والمخفيين قسريا لدى مليشيات الحوثي والمخلوع للتذكير بقضيتهم التي تبدو منسية في غمرة الانشغال بالعمل العسكري والمشاورات السياسية في الكويت. ويرزح خلف القضبان بالسجون الرسمية والسرية بالعاصمة صنعاء والمحافظات الأخرى ما يقارب من ثمانية آلاف مختطف ومخفي قسريا بينهم سياسيون ووزراء وأكاديميون وصحفيون وطلاب وناشطين ومواطنين عاديين. ويحاول القائمون على حملة"إنسان أكبر من الجدران",التي بدأت اليوم السبت بمدينة تعز أن تساهم الحملة التي تقوم على طريقة رسم وجوه المختطفين بجدران شوارع المدينة شبه المحاصرة إلى تسليط الضوء على هذه القضية والضغط على الأمم المتحدة لتحمل مسؤولياتها في إطلاق سراحهم. ويرفض الحوثيون حتى اليوم الإفراج عن المختطفين بزعم أنهم متهمون بالعمالة لما يسمونه"العدوان",وهو الوصف الذي دأبوا على إطلاقه على التحالف العربي الذي تقوده السعودية,وتفاخر مهدي المشاط مدير مكتب عبدالملك الحوثي وأحد أعضاء وفد الجماعة للمشاورات بإحدى الجلسات باستمرار حملة الاختطافات تحت مبرر"ظرف الحرب". ويرى شباب"قافلة التحدي",التي تشرف على الحملة أن مثل هذه الأنشطة قد تحيي الروح الإنسانية والتكاتف المجتمعي وإبقاء المختطفين قضية حية غير قابلة للنسيان أو التجاوز في أي تسوية قادمة. وتستمر الحملة لأيام في رسم صور المختطفين بجدران شوارع تعز وسط تعويل على أن تحظى بتغطية إعلامية خاصة مع وجود صحفيين ومصورين في صفوفها. وناشد منظمو الحملة كافة الناشطين والإعلاميين والمبدعين والمواطنين والجهات الرسمية، بذل كل الجهود لتحريك قضية المختطفين من أجل الحل والخلاص لعشرات الأسر التي طال انتظارها لأبنائها وطال بها العناء. وعلى الرغم من الاتفاق على تشكيل لجنة خاصة بالمختطفين قبل أيام,إلا أن وفد الانقلابيين رفض اليوم السبت مناقشة هذه القضية ما أدى إلى تعليقها,في حين سلم وفد الحكومة اليوم قائمة اولية بأسماء السجناء والمعتقلين والمخفيين قسرا ووجه رسالة طالب فيها بالإفراج الفوري عن السجناء السياسيين والمختطفين والمعتقلين. وأكد الوفد الحكومي على اهمية تفعيل دور اللجنة الدولية للصليب الأحمر اعتبارا من الاسبوع الجاري . وتتهم منظمات حقوقية دولية بينها العفو الدولية وهيومن رايتس الحوثيين بتعذيب المختطفين وارتكاب انتهاكات وجرائم ترقى لجرائم ضد الإنسانية وطالبت بمحاكمة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان. ويستخدم الحوثيون الاختطاف لابتزاز الأهالي سياسيا أو ماديا أو لاستخدامهم ورقة سياسية عند التفاوض ومقايضتهم بأسراهم لدى المقاومة الذين قبض عليهم في جبهات القتال.