كشف نائب رئيس الرابطة الوطنية لأسر الشهداء الدكتور ناصر الخدري، في حوار خاص مع "يمن شباب نت"، عن طبيعة عمل الرابطة والأدوار التي تقوم بها في رعاية حقوق الشهداء وأسرهم، والمشاريع التي تم إنجازها في هذا الشأن.
وأكد الخدري، أن الرابطة هيئة مدنية حقوقية تعمل كحلقة وصل بين أسر الشهداء والجهات الرسمية وقناة تعاون مع المنظمات المدنية والحقوقية، مشيراً إلى أن "الرابطة هي عبارة عن هم وتطلعات تُرجمت من معاناة وواقع أسر الشهداء والذين ضحوا وقدموا أغلى ما لديهم".
وأشار إلى أن عدد الشهداء الذين وثقتهم الرابطة منذ بدء حرب استعادة الدولة مع مليشيا الحوثي بلغ نحو 38 ألف شهيد في عموم جبهات القتال.
وحث نائب رئيس الرابطة الجهات الرسمية والخيرية والأهلية، على الوفاء لتضحيات الشهداء والعمل على رعاية أسرهم، كما تحدث حول مساعي الهيئة الإدارية إلى حلحلة العديد من إشكاليات حقوق الشهداء، والوقوف إلى جانب أسرهم، فضلاً عن عدد من القضايا ذات الصلة بالشهداء.
نترككم مع تفاصيل هذا الحوار:
تعريف بالرابطة
- بدايةً لو تحدثنا عن الرابطة الوطنية لأسر الشهداء؟
- الرابطة هيئة مدنية حقوقية بالدرجة الأولى تأسست رسمياً في الربع الأول من العام 2018م، وهي عبارة عن هم وتطلعات تُرجمت من معاناة ومن واقع ما تعانيه أسر الشهداء والذين ضحوا وقدموا أغلى ما لديهم، فإذا لم يكن هناك إطار تحفظ وتصون حقوق هؤلاء الشهداء فإن هذه الحقوق ستضيع ضمن الأحداث والصراعات، فمن خلال المعاناة التي مر بها أبناء وأسر الشهداء جاءت فكرة تأسيس رابطة حقوقية تجمع أسر الشهداء وتكون لهم منبراً للتعبير عن تلك الهموم، ومن خلال هذه القناة يتم العمل على حل مشاكل ذوي الشهداء ومتابعة حقوق شهيدهم لدى الجهات المختصة، وعبر التعاون مع المنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني.
ـ هل تعمل الرابطة في بقية المحافظات المحررة، أم ينحصر عملها في مأرب وحسب؟
- الرابطة لديها مقر رئيسي في مدينة مأرب، باعتبار أن أغلب أسر الشهداء من مختلف محافظات الجمهورية يسكنون محافظة مارب، فالمكتب الرئيسي هنا يمثل حلقة الوصل بيننا وبين أسر الشهداء، كما أن لدينا فروع قائمة في بعض المحافظات المحررة مثل محافظة (تعز، وشبوة، والحديدة)، فضلاً عن منسقين للرابطة في بقية محافظات الجمهورية.
تنسيق مع الجانب الرسمي
ـ ما أوجه العلاقة بين الرابطة والجهات الرسمية؟
- الرابطة كما ذكرت آنفا تعمل كحلقة وصل، فالأهالي عندما يأتوننا أو يتواصل بنا ويطرحون مشاكلهم ومعاناة أسرهم، بدورنا نقوم بأخذ تلك المشاكل والهموم والتواصل مع الجهات الحكومية المختلفة مثل وزارتي الدفاع والداخلية ورئاسة هيئة الأركان العامة والسلطة المحلية بالمحافظة للعمل على حل تلك الإشكالات.
- إلى أي مدى يصل التنسيق بينكم وبين الجهات الحكومية (دائرة الرعاية الإجتماعية) وغيرها؟
- الرابطة على تنسيق مستمر مع دائرة الرعاية منذ التأسيس، وتبنت الرابطة مشروع الحج لأسر الشهداء الدفعة الأولى والثانية بالتنسيق مع دائرة الرعاية، وقد قامت الهيئة الجديدة للرابطة بأول عمل ميداني لها بزيارة دائرة الرعاية لغرض التعاون في إيجاد قاعدة بيانات شاملة ومُحدثة وموحدة لأسر الشهداء، أيضا لدينا تواصل مع رئاسة هيئة الأركان العامة في حلحلة أية إشكالية تتعلق بحقوق الشهداء، والأخ رئيس هيئة الأركان العامة يولي أهمية قصوى في رعاية أسر الشهداء، ويساند الرابطة في جهودها ونتمنى دعم أنشطتها بشكل أكبر، كون الرابطة هي جهة مُساندة ومُكمّلة للجهود الرسمية.
- يكاد يكون عملكم مشابه لأعمال دائرة الرعاية الإجتماعية التابعة لوزارة الدفاع فياترى الفرق بينهما؟
- الفرق بين الرابطة والرعاية أن الرابطة هي جانب مدني والرعاية جهة حكومية، ونحن نعمل كرفيد ومساند لدائرة الرعاية في السعي لحل إشكاليات أسر الشهداء.
حقوق الشهداء
- ما أبرز مشاريع الرابطة التي قدمتها للشهداء؟
- قدمت الرابطة مجموعة من المشاريع التي تكفل حقوق الشهداء، مثل قانون الشهيد التي تسعى الرابطة بالضغط على الحكومة والرئاسة لاعتماده وإقراره من مجلس النواب، إضافة إلى مجموعة دراسات خدمية في المجال الصحي والتعليمي والاجتماعي.
- لو تعرفنا أكثر على قانون الشهيد الذي تعملون لإقراره رسمياً؟
- القانون يكفل الحق القانوني والأدبي والمعنوي والمادي لشهداء الجمهورية اليمنية، ويجسد تضحياتهم الغالية من خلال استحقاق التسويات والترقيات المالية والإدارية للشهيد، وكذلك في جوانب الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية لمن يعولهم الشهيد من أقارب الدرجة الأولى.
ـ هل لديكم إحصائية لعدد الشهداء منذ بدء الحرب؟
ـ عملت الرابطة منذ بدء عملها على حصر أعداد الشهداء الذين ارتقوا وهم يواجهون مليشيا الحوثي الإرهابية في معارك استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، وتشير المعلومات الأولية التي توصلنا إليها إلى أن إجمالي أعداد الشهداء يصل إلى نحو 38 ألف شهيد.
- هناك الكثير من الشهداء لم يتم ترقيتهم وتسويتهم مالياً ومازالت رتبهم جنود، ماذا فعلتهم في هذا الشأن؟
- بالنسبة لاعتماد الراتب أولاً هذه قضية تتعلق بالجانب الرسمي من حيث اعتماد رتبة الفرد في القوى البشرية والمالية، وكل مستويات القيادة في الوحدات أو المناطق تعمل لترقية الجندي الشهيد، لكن القيود المالية والسقف المالي المحدد للوحدات هو الذي يحول دون إنصاف الشهداء وترقيتهم إلى رتبة أعلى، وهذه الجزئية في الوقت الحالي هي السبب الرئيسي في تعثر إصدار قرار التسوية، والرابطة تسعى إلى أن يكون جميع الشهداء الجنود متساوون في الرتبة كحد أدنى وهي الترقية إلى ملازم2.
وماذا عن الإشكاليات المتعلقة بإكرامية الشهداء؟
كانت هناك إشكالية في صرف إكرامية الشهداء في تعز خلال الفترة الماضية، لنحو ربع الحالات بسبب انتهاء المدة المحددة للصرف، وحين وصول الشكاوى قامت هيئة الرابطة بزيارة المدير العام لشركة إنماء المتعهد بصرف الإكرامية، وبعد المداولات تم الاتفاق معهم على آلية صرف سلسة لاستكمال ومعالجة باقي الحالات بالتنسيق مع شعبة الشهداء في محور تعز وتم صرفها بشكل كامل.
إنجازات وخطط
- ما أبرز الانجازات التي حققتها الرابطة لصالح الشهداء منذ انشائها قبل خمس سنوات؟
- الرابطة حققت عدد من الإنجازات والتي كلها تصب في مصلحة الشهداء وأسرهم، فمن حيث الجانب الحقوقي عملنا على الصياغة القانونية لمشروع قانون الشهيد ورفعه للمستوى الأعلى في الحكومة، ومُتابعة إقراره، مع إعداد مشروع البحوث والدراسات للتعليم العام والعالي، والمنح الدراسية في الكليات والمعاهد التطبيقية والجامعات وكذا الكليات العسكرية في تخصيص مقاعد مجانية لأبناء الشهداء.
أما في الجانب الصحي فقد عملت الرابطة بالتنسيق مع السلطة المحلية ومكتب الصحة العامة بمحافظة مأرب على إصدار كرت التأمين الصحي لأسر الشهداء من الدرجة الأولى للعلاج في المستشفيات الحكومية برسوم رمزية، وبعض المستشفيات الخاصة بتخفيضات متفاوتة، وقد وصلنا في الفترة الماضية إلى إصدار أكثر من (3800) كرت تأمين صحي.
وفي الجانب التعليمي عملت الرابطة بالتنسيق مع جامعة إقليم سبأ لتخصيص مقاعد لأبناء الشهداء في مختلف الكليات، وفي الكليات العسكرية مثل (الطيران والدفاع الجوي) كانت نسبة الاستيعاب والأولوية لأبناء الشهداء أعلى، إضافة إلى منح المدارس الأهلية والخاصة. وهنا وجه نائب وزير التربية والتعليم الدكتور على العباب بإصدار توجيه للمدارس الخاصة بتحديد نسبه 5% كمقاعد مجانية لأسر الشهداء.
وحالياً تعمل الرابطة بالشراكة مع دائرة الرعاية على إنشاء مجمع تربوي يحتضن أبناء الشهداء.
- هل لديكم مشاريع استثمارية تنموية يعود نفعها على أسر الشهداء؟
- لدينا تجربة في فرع الرابطة بتعز حيث سعت الرايطة لإنشاء مدينة سكنية لأبناء الشهداء بتمويل من الأشقاء في دولة الكويت، وضمن مرافق المدينة مركز تدريبي تأهيلي لأسر الشهداء في المهارات والحرف المتنوعة التي تكسب الفرد المهارة وتمنحه الأساسيات لينافس في سوق العمل.
وفي مأرب عملت الرابطة مع بعض المنظمات في جانب التمكين الاقتصادي لزوجات الشهداء في مجال الحرف اليدوية مثل الخياطة والتطريز والكوافير وغيرها، وهذه كتجربة أولية نأمل تطويرها وتوسيعها.
- رسائل تحب توجهها في ختام هذا اللقاء؟
- نقول كما قال قدوتنا صلى الله علية وسلم: (كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول) ما تركه الشهداء وما خلفوه أمانة في أعناقنا سواء كانت الجهات الحكومية أو المجتمع المحلي بكل شرائحه أو الجهات الخيرية، لا نخون دماء الشهداء، ولا نضيع حقوقهم أو نهمل أسرهم وذويهم، بل نسعى جميعاً لنكمل بعضنا تجاه ذوي الشهداء، ونكون لهم في مقام من سبقوهم إلى الله.
أخيراً من خلالكم نحيي كل أم شهيد، ووالد شهيد أنجبا بطلاً، وكل زوجة شهيد صابرة محتسبة، والتحية لأبناء وبنات وإخوان الشهداء الثابتين والمكافحين على طريق آبائهم وإخوانهم الأحرار الذين مضوا في طريق العزة والكرامة وفي سبيل تمتين واستعادة قيم الثورة والجمهورية، وقطع الطريق على المشروع الظلامي الكهنوتي، ونبشرهم بأن فجر النصر قريب.