قال رئيس الوزراء احمد عبيد بن دغر "نحن مع أي حل سياسي يضمن وحدة الأراضي اليمنية والنظام الجمهوري، ولن نوافق على حل يخالف ذلك".
وأضاف بن دغر في حوار مع صحيفة اليوم السابع المصرية"عندما وقعنا على مبادرة الأمم المتحدة التي قدمها إسماعيل ولد الشيخ، المبعوث الأممى لليمن، وكان ذلك تحت ضغط كبير، قيل لنا إن الطرف الآخر سيوقع أيضًا على المبادرة إلا أنه لم يوقع وانقلب مرة أخرى".
ووصف بن دغر زيارته للقاهرة الأيام القليلة الماضية بالناجحة والإيجابية، مؤكدًا أن مصر جزء من التحالف العربي لحماية الشرعية فى اليمن، وتدعم رغبات الشعب اليمنى، وتمارس هذا الدور من منطلق وحدوى ومصالح مشتركة.
وإلى نص الحوار..
بداية نريد أن نضطلع منكم على نتائج زيارتكم لمصر ولقائكم الرئيس عبد الفتاح السيسى؟
بداية أود التأكيد أن طبيعة العلاقات بين اليمن الشقيقة ومصر تاريخية وتقوم على المصالح المشتركة والترابط والتأثير المتبادل، وهو ما تدرك أهميته قيادتى البلدين، وبحثت مع الرئيس السيسى خلال زيارتى لمصر الموقف المصرى من الأزمة اليمنية، حيث أكد لنا الرئيس موقف مصر الثابت والداعم للشرعية فى اليمن، لافتًا إلى أن هذا الموقف ليس بجديد، فمصر تقف مع الشرعية منذ أول يوم فى انقلاب ميليشيات الحوثيين المتحالفين مع الرئيس السابق على عبد الله صالح.
هل ترى أن الأزمة اليمنية زادت تعقيدًا بعد تشكيل الحوثيين وصالح للمجلس الرئاسى؟
الحوثيون وصالح زوروا كل شيء واعتدوا على السلطة الشرعية، وعلى المدن خاصة العاصمة صنعاء، وهم يعتقدون أن تشكيل المجلس الرئاسى سيمنحهم شرعية، ولكن الحقيقة أن هناك ثلاث مرجعيات للشرعية الحقيقية وقد خرج عليها الحوثيون وصالح، تتمثل فى المبادرة الخليجية التي وقع عليها جميع أطراف الأزمة اليمنية بما فيهم على عبد الله صالح نفسه، فضلاً على مخرجات الحوار الوطني، والاتفاقيات الدولية.
أما بالنسبة لمجلس الشعب اليمنى فهو لم ينعقد بل كان مجرد اجتماع باطل، بدليل أن النصاب القانونى المطلوب لمواصلة اجتماع مجلس النواب لم يكتمل وإجراء التصويت بهذا الشأن، فالجلسة الأولى شهدت حضورًا يصل إلى 100 عضو (النصاب القانونى 151 عضوًا من أصل 301 كامل أعضاء المجلس (النصف زائد 1)، وأرغم بعض النواب على الحضور، وبعضهم توفاهم الله مثل النائبة أوراس ناجى والتى أعلنوا عن حضورها الجلسة على الرغم من وفاتها.
ثم أن مجلس النواب محكوم بالمبادرة الخليجية التي تنص على أنه مجلس انتقالي أي أن قراراته تكون بالتوافق، وإذا حدث خلاف فالقرار الفاصل للرئيس. كما أن ممثلى المحافظات الجنوبية لم تحضر ذلك الاجتماع الباطل، وأكثر من نصف النواب لم يحضروا متسائلاً: "كيف نسمى هذا شرعية"، والحقيقة أن ميليشيات الحوثيين وصالح لم تنجح فى إقناع المجتمع الدولي بشرعية المجلس الرئاسي.
أيضًا هذا مجلس رفضه الحوثيون أنفسهم عندما قدم الرئيس منصور هادى استقالته من الرئاسة ولم يقبل بها المجلس، فرفض الحوثيون هذا القرار، إذا هذا الاجتماع يعد خرقًا للقانون والدستور.
لماذا لم تحقق حكومتكم الانتصار الذي يصبو إليه الشعب اليمنى على الرغم من اعتراف المجتمع الدولي بها بجانب دعم التحالف العربي؟
الوضع اليمنى فيه كثير من التعقيدات، فقد شكل على عبد الله صالح خلال فترة رئاسته لليمن قوات من الحرس الجمهورى وكان يشرف عليه بنفسه وكان ينفق الكثير من أموال الشعب اليمنى على شراء الأسلحة بالإضافة إلى الأسلحة التى تدخلها إيران عن طريق البحر وتهريبها إلى الحوثيين، ورغم ذلك نحن نواصل التقدم على الأرض ونرى أنه مهما تعقدت الأمور سيظل الحل السياسى جنبًا إلى جنب مع المواجهة العسكرية.
ولكن البعض يرى أن الحل السياسى يضطركم لتقديم تنازلات؟
نحن مع أي حل سياسي يضمن وحدة الأراضي اليمنية والنظام الجمهوري، ولن نوافق على حل يخالف ذلك، فعندما وقعنا على مبادرة الأمم المتحدة التى قدمها إسماعيل ولد الشيخ، المبعوث الأممى لليمن، وكان ذلك تحت ضغط كبير، قيل لنا إن الطرف الآخر سيوقع أيضًا على المبادرة إلا أنه لم يوقع وانقلب مرة أخرى على ما تم الاتفاق عليه برعاية الأمم المتحدة.
ونحن واثقون من دعم أشقائنا في الخليج العربي والدول العربية ومصر التي ضحت كثيرًا وخسرت في سبيل تحرر اليمن نتيجة الجهل والخرافة الذي ساد فترة حكم الإمامة، فوقفت مصر مع استقلال اليمن ووحدة شعبه ولم ترض بعودة اليمن إلى الوراء وأنا واثق أن اليمن السعيد سيعود سعيدًا.
أعلن الرئيس منصور هادى خلال قمة نواكشوط عن استعداد اليمن لترؤس القمة العربية القادمة، هل ما زلتم متمسكون بهذا الأمر؟
نعم، فهذا حقنا ونتمسك به ولن نتنازل عنه، وسوف ننتظر حتى وقت انعقاد القمة المقبلة فقد تتغير الأوضاع وتستضيف صنعاء هذه القمة بعد القضاء على الميليشيات المسلحة.