أجرى أحمد عوض بن مبارك، سفير اليمن في أمريكا، مقابلة صحفية مع" فرانشيفال" تحدث فيها عن مستجدات الوضع الحالي وقراءته له، وموقف إدارة ترامب من الحوثيين ونفوذ إيران بالمنطقة.
وتطرق السفير في إجاباته إلى الموقف من جهود المبعوث الأممي إلى اليمن ودور المنظمات الأممية في التخفيف من الأزمة الإنسانية في البلاد.
نص المقابلة:
استمرار معركة التحرير في اليمن حسب رأيك إلى أين يتجه اليمن ؟
بحسب مؤشرات الأسابيع والأشهر التي مضت فالأمور تتجه نحو استعادة السلطة الشرعية لزمام الأمور في البلاد، وهذا إن حدث قريباً فستنتقل البلاد من حالة الحرب إلى حالة السلم وما يستتبع ذلك من استتباب الأمن وتطبيع للحياة العامة، لكن الأمر بالطبع لن يكون بهذه البساطة فحتى بعد تحرير كل هذه المناطق من الميليشيات يلزمنا الكثير من العمل لتأمينها ثم تزويدها بالخدمات وإعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب “.
هل وضعت عاصفة الحزم حدا للمتمردين أو الإنقلابيين ؟ وهل إنحصر دور إيران في اليمن ؟
دور إيران في اليمن يشهد تقهقراً متسارعاً وخصوصاً مع تراجع سيطرة الانقلابيين وانحصارهم في مناطق محددة، وأعتقد أن سمعة إيران في المنطقة العربية ساهمت لحد كبير في رفض الشعب اليمني لتواجد مليشيات مدعومة منهم وخصوصاً لكونها تحاول تدمير النسيج المجتمعي المتين، أو فرض أفكار مذهبية وعنصرية دخيلة على المجتمع اليمني ومخالفة لما يعتنقه اليمنيون منذ أمد طويل “.
متى نرى اليمن يعود لطريق البناء وتواصل إنتقالها الديمقراطي ؟
حالما تتحرر اليمن كاملة من الميليشيات سنواصل نهج الانتقال الديمقراطي الذي كان مرسوماً بدقة قبل الانقلاب، فما زالت اليمن تملك الرؤية التي ستمكنها من العبور بسلام بعد الحرب وهذه الرؤية متمثلة في مخرجات الحوار الوطني الشامل ومسودة الدستور، وهو المشروع الذي سانده ودافع عنه الرئيس عبد ربه منصور هادي منذ البداية وحتى اللحظة “.
بإعتبار حضرتكم سفير لليمن بواشنطن،كيف ترون الملف اليمني مع التغير في افدارة الأمريكية ووصول “ترامب” لسدة الحكم؟
من الواضح لنا أن الرئيس ترامب يتبنى موقفاً حازماً من سلوك إيران بالمنطقة وتهديدها للجوار اليمني من خلال دعمها للحوثيين واستخدامها لهم في استهداف الإقليم، وهي قضايا لم يتم التعاطي معها من قبل إبان إدارة أوباما، وعليه فإننا ننظر بإيجابية لهذا الموقف “.
ما هو تقييمكم لآداء ولد الشيخ أحمد كمكلف بالملف اليمني ؟ وهل وفق ؟
نحن نقدر للمبعوث الدولي كل الجهود التي بذلها ويبذلها من أجل التوصل إلى اتفاق سياسي منذ توليه منصبه، ولكن من واقع خبرتنا مع الميليشيات من خلال جولات التفاوض التي سبقت سقوط صنعاء ومن خلال جولات التفاوض الثلاث في جنيف وبييل ثم الجولة المطولة في الكويت فلا توجد نية حقيقية لديهم لتقديم تنازلات لتحقيق السلام وإيقاف الحرب وقد بدا لنا أنهم يعدون العدة للالتفاف على أي اتفاق جديد إذ عمدوا إلى اختلاق الذرائع والخوض في تفاصيل غير منطقية.
وقد اتضحت لنا نواياهم منذ 2014 عندما انتهكوا بشكل صريح اتفاق السلم والشراكة الذي وقعته الأطراف السياسية معهم فور اجتياحهم للعاصمة. نحن كنا ومازلنا مستعدون للانخراط في أي مساعي حميدة يبذلها المبعوث الدولي على أن تكون مبنية بشكل صارم على المرجعيات الثلاث المتفق عليها “.
كيف وجدتم سيادتكم تعاطي الأمم المتحدة مع الأزمة اليمنية على مستوى الأمن والإنساني ؟
إجمالاً، نحن نكن كل الاحترام والتقدير لكافة الجهود الإنسانية التي تقوم بها المنظمة الأممية بمختلف هيئاتها وغيرها من المنظمات الدولية والوطنية. غير أن لدينا بعض التحفظات والملاحظات على أداء المنظمات الإنسانية من قبيل تعاملها بصفة رسمية مع الميليشيات واقتصار نشاطها على مناطق دون غيرها. وقد قمنا بنقل هذه التحفظات إلى المنظمة الدولية “.
المرحلة القادمة من الأزمة اليمنية كيف ستكون ملامحها؟ ومن سيرسم ملامحها ؟
أنا متفاءل بنهاية قريبة للحرب في اليمن خصوصاً بعد السيطرة على ميناء المخا واقتراب السيطرة على ميناء الحديدة كآخر منفذ بحري تحت سيطرة المتمردين ، وأعتقد أن التفاصيل النهائية ستحددها إرادة الشعب التواقة للحرية والسلام المستدام والمشرف “.