أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، السبت، عن استشهاد وإصابة 100 شخص في "مجزرة كبيرة" ارتكبها الجيش الإسرائيلي في منقطة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوبي القطاع، والتي صنفها ضمن "المناطق الآمنة".
وقال المكتب الحكومي في بيان "جيش الاحتلال يرتكب مجزرة كبيرة بقصف مخيمات النازحين في منطقة النُّص بخان يونس، خلفت أكثر من 100 شهيد وجريح، بينهم أفراد وضباط من الدفاع المدني، في حصيلة أولية".
وتابع: "الطواقم الحكومية والإغاثية مازالت تنتشل عشرات الشهداء والجرحى حتى هذه اللحظة من مكان القصف والاستهداف".
وأشار إلى عدم وجود "مستشفيات تستطيع استقبال هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى، وبالتزامن مع تدمير الاحتلال للمنظومة الصحية في قطاع غزة".
ولفت إلى أن هذه المجزرة تأتي بعد "ارتكاب الاحتلال مجازر مروّعة في منطقة الصناعة بحي تل الهوى، وفي أحياء مدينة غزة ومخيمات الوسطى، والتي راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد".
وحتى مساء الجمعة، قالت مصادر طبية في المستشفى المعمداني للأناضول، إنه "تم انتشال جثامين 56 قتيلا من حي تل الهوى ومنطقة الصناعة غرب مدينة غزة"، حيث قتلوا خلال عملية عسكرية بدأها الجيش غرب غزة، الاثنين.
وحمّل المكتب الحكومي إسرائيل والإدارة الأمريكية "المسؤولية الكاملة عن استمرار هذه المجازر المروعة ضد المدنيين".
وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية المختلفة "بالضغط على الاحتلال وعلى الإدارة الأمريكية لوقف حرب الإبادة الجماعية وإيقاف شلال الدم المتدفق في قطاع غزة".
وأفاد مراسل الأناضول نقلًا عن شهود عيان بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت سلسلة غارات على منطقة "دوار النص" الواقعة ضمن المواصي غربي مدينة خان يونس.
ويتكدس في هذه المنطقة المستهدفة الآلاف من النازحين الفلسطينيين.
وهذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الجيش مخيمات النزوح في منطقة المواصي، التي صنفها بـ"المناطق الإنسانية الموسعة"، والتي تعد آمنة وفق توصيفات سابقة له.
وسبق وأن استهدف الجيش الإسرائيلي خيام النازحين في منطقة المواصي غرب رفح لمرتين خلال أقل من شهر، الأولى نهاية مايو/ أيار الماضي، والثانية في 21 يونيو/ حزيران الماضي ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وعلى مدار أشهر الحرب، دفع الجيش الإسرائيلي نحو تجميع نازحين من شمال غزة وجنوبها إلى منطقة المواصي على الشريط الساحلي للبحر المتوسط، وتمتد على مسافة 12 كلم وبعمق كيلومتر واحد، من دير البلح شمالا، مرورا بمحافظة خان يونس جنوبي القطاع وحتى رفح.
وتعد المنطقة مفتوحة إلى حد كبير وليست سكنية، كما تفتقر إلى بنى تحتية وشبكات صرف صحي وخطوط كهرباء وشبكات اتصالات وإنترنت، وتقسم أغلب أراضيها إلى دفيئات زراعية أو رملية.
وفي هذه المنطقة الجغرافية الصغيرة، يعيش النازحون وضعا مأساويا ونقصا كبيرا في الموارد الأساسية، مثل الماء والصرف الصحي والرعاية الطبية والغذاء.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي، خلفت أكثر من 126 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وبتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
الأناضول