اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس أن حركة طالبان الأفغانية حليفة بلاده في ما سماها "مكافحة الإرهاب"، في أعقاب حديث روسي الأشهر الماضية عن اقتراب موسكو من إقامة علاقات كاملة مع الحكومة الأفغانية التي شكلتها الحركة.
وقال بوتين في مؤتمر صحفي إن "طالبان هم بالتأكيد حلفاؤنا في مكافحة الإرهاب لأن أي حكم قائم معني باستقلال حكمه واستقرار الدولة التي يديرها"، مؤكدا أن الحركة تمسك بالسلطة وأعلنت بعض الالتزامات، وأشار إلى ثقته في أن طالبان "معنية أيضا بأن يكون كل شيء مستقرا وهادئا وخاضعا لقواعد معينة في أفغانستان".
كما قال ديمتري ميدفيدف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي أواخر مايو/أيار الماضي إن بلاده تقترب من إقامة علاقات كاملة مع حركة طالبان في أفغانستان.
وأوضح ميدفيدف أن موسكو كانت تعتبر حركة طالبان "إرهابية" في بداية القرن الـ21، غير أن "الوضع مختلف الآن، طالبان عادت إلى السلطة، ونحن قريبون جدا من إقامة علاقات كاملة معهم"، مشيرا إلى أن الإدارة الأفغانية تحاول الحفاظ على حوار بنّاء مع روسيا، وأن "موسكو سترى مدى إخلاصهم في القيام بذلك".
ترامب وحرب أوكرانيا
وفي سياق آخر، أكد فلادمير بوتين، أن بلاده تنظر بـ"جدية بالغة" إلى تصريحات المرشح الجمهوري دونالد ترامب التي أعلن فيها مرارا أنه سيوقف سريعا الحرب بين أوكرانيا وروسيا في حال إعادة انتخابه رئيسا للولايات المتحدة.
وقال "ترامب بوصفه مرشحا للرئاسة الأميركية قال إنه مستعد ولديه النية لوقف الحرب في أوكرانيا، ننظر إلى ذلك بجدية بالغة".
وأضاف "بالطبع، لا أعرف مقترحاته المحتملة بشأن الطريقة التي يريد بها القيام بذلك، وبالطبع هذا سؤال رئيسي، لكن ليس لدي شك في أنه يقول ذلك بإخلاص، وندعم ذلك".
كما أكد بوتين أن بلاده تنتظر نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية و"الحالة الذهنية وتوجهات الإدارة المستقبلية" قبل استئناف أي حوار بشأن "الاستقرار الإستراتيجي".
وشدد مرة أخرى على معارضته أي وقف لإطلاق النار في أوكرانيا إذا لم تقدم كييف تنازلات "دائمة" لروسيا.
يشار إلى أن بوتين كان قد أعلن في 14 يونيو/حزيران الماضي استعداده للتفاوض مع أوكرانيا في حال سحبت قواتها من 4 مناطق تطالب بها موسكو، وإن هي تخلت عن مسعاها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، مقللا من أهمية قمة سلام في سويسرا لم تدع إليها بلاده، ورفضت أوكرانيا وحلف الناتو والولايات المتحدة على الفور شروط بوتين لوقف الحرب.
والشهر الماضي، دعا بوتين إلى بناء علاقات بين بلاده وحكومة طالبان، مؤكدا أن الحركة -التي زار وفد منها روسيا حينها- "تمثل السلطة في أفغانستان".
وكانت موسكو أعلنت في مايو/أيار الماضي عزمها رفع حركة طالبان من قائمتها لـ"المنظمات الإرهابية"، بعد أكثر من 3 أعوام من عودة الحركة إلى السلطة في أفغانستان.
كما نقلت وكالة ريا نوفوستي للأنباء عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله حينها إن "كازاخستان اتخذت مؤخرا قرارا، وسنتخذه أيضا، ويهدف إلى شطب طالبان من قائمة المنظمات الإرهابية".
وأدرجت روسيا حركة طالبان في قائمتها تلك منذ 2003، لكن ذلك لم يمنع موسكو من إقامة علاقات مع الحركة منذ أعوام، وخصوصا عبر استقبالها مرارا موفدين من طالبان.
(وكالات)