أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الأربعاء، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية إلى 37 ألفا و202 قتيلا، و84 ألفا و932 مصابا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقالت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي: "ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 37 ألفا و202 شهيدا، و84 ألفا و932 مصابا منذ 7 أكتوبر الماضي".
وكشفت أن "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 38 شهيدا و100 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية".
وأشارت إلى وجود عدد من "الضحايا تحت الركام وفي الطرقات"، لافتة إلى عجز "طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم" بسبب الاستهدافات الإسرائيلية.
من جانب أخر، أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن قطاع غزة يواجه مجاعة في ظل شح المساعدات الإنسانية وإغلاق إسرائيل للمعابر الحدودية.
وقالت الحركة في بيان: "يواجه شعبنا الفلسطيني في القطاع تصعيدا بحرب التجويع الوحشية، وتفاقما بالكارثة الإنسانية ومظاهر المجاعة، خصوصا في محافظتي غزة والشمال".
وأرجأت السبب إلى "إغلاق الاحتلال (الإسرائيلي) للمعابر، والعدد الهزيل من شاحنات المساعدات التي يسمح بدخولها، والحصار الظالم الذي يفرضه على قطاع غزة، خصوصا بعد احتلاله لمعبر رفح (جنوب)، وفرض إغلاقه أمام حركة الأفراد والمساعدات".
وأكدت أن "استخدام الاحتلال المجرم التجويع كسلاح خلال هذا العدوان الفاشي، هو جريمة حرب، وتأكيد على استمراره بجريمة الإبادة ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة"، مطالبة "الدول العربية والإسلامية ببذل الجهود والضغط لفتح المعابر لإغاثة شعبنا في غزة".
ودعت الحركة، "المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى التدخل الفوري، لإلزام حكومة العدو الفاشي بوقف عدوانها الهمجي على المدنيين الأبرياء، وفرض إدخال المساعدات ومواد الإغاثة إلى كافة مناطق القطاع".
وضع كارثي
في الأثناء، دق مسؤولو مؤسسات أممية ناقوس الخطر، بسبب الوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشه الفلسطينيون في قطاع غزة، محذرين من خطر المجاعة والأمراض الفتاكة التي تتهدد حياة الناس.
وتوقع مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، اليوم الأربعاء، أن يواجه نصف سكان قطاع غزة الموت والمجاعة بحلول منتصف يوليو/تموز المقبل.
وقال غريفيث في بيان إن "الصراعات في السودان وغزة تخرج عن نطاق السيطرة، وتدفع الحرب ملايين الناس إلى حافة المجاعة".
وأشار إلى أن "الأمور الفنية هي التي تمنع إعلان المجاعات (في غزة والسودان)، حيث يموت الناس من الجوع بالفعل" في تلك المناطق.
وأضاف "في غزة، من المتوقع أن يواجه نصف السكان، أكثر من مليون شخص، الموت والمجاعة بحلول منتصف يوليو/ تموز المقبل".
بدوره، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس اليوم الأربعاء إن كثيرين من السكان في غزة يواجهون "مستوى كارثيا من الجوع وظروفا شبيهة بالمجاعة".
وأضاف "تشير تقارير إلى زيادة توصيل المواد الغذائية، لكن لا دليل حاليا على حصول الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة على الكمية والنوعية الملائمتين من الغذاء".
وقال غيبريسوس إن أكثر من 8 آلاف طفل دون سن الخامسة تم تشخيصهم وعلاجهم من سوء التغذية الحاد، من بينهم 1600 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد.
وأضاف "لكن بسبب انعدام الأمن وتعذر الوصول، لا يمكن تشغيل إلا مركزين للمرضى الذين يعانون من سوء التغذية الحاد.. عدم قدرتنا على تقديم الخدمات الصحية بأمان، مع نقص المياه النظيفة والصرف الصحي، يفاقم كثيرا احتمالات إصابة الأطفال بسوء التغذية".
والثلاثاء، قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة في بيان، إن 224 شاحنة فقط دخلت لمحافظتي غزة والشمال الأسبوع الماضي، من نقطة غرب بيت لاهيا تحت إشراف برنامج الغذاء العالمي، مؤكدا "انخفاض بأعداد الشاحنات التي دخلت هذا الأسبوع بنسبة 12 بالمئة مقارنة بالأسبوع الماضي".
وأشار المكتب إلى أن عدد الشاحنات الواصلة للمحافظتين لا يزيد يوميا عن 35 شاحنة، لافتا إلى أنها تعد المصدر الوحيد للغذاء والدواء لأكثر من 700 ألف محاصر شمال القطاع.
ومنذ بداية الحرب على غزة، أغلقت إسرائيل معابر قطاع غزة ومنعت دخول البضائع، بينما سمحت بدخول كميات قليلة ومحدودة جدا من المساعدات الإنسانية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، عبر معبر رفح البري الحدودي مع مصر، قبل أن تسيطر على الجانب الفلسطيني منه في 7 مايو/ أيار الماضي.
يأتي ذلك ضمن حرب مدمرة تشنها إسرائيل على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، خلفت نحو 122 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 10 آلاف مفقود.
وتواصل إسرائيل حربها على غزة رغم قرارين من مجلس الأمن بوقف القتال فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع.
المصدر: يمن شباب نت+ وكالات