واصل طيران ومدفعية جيش الاحتلال الإسرائيلي حملة القصف على مناطق متفرقة في قطاع غزة مع دخول حرب غزة يومها الـ244، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى. ويتركز القصف المدفعي المتواصل على مخيم البريج، وسط القطاع، تزامناً مع توغل بري يشهده المخيم المكتظ بالسكان.
كما طاول قصف مدفعي عنيف مدينة دير البلح التي شكلت وجهة جديدة للنازحين الذين تقطعت بهم السبل وفروا مراراً وتكراراً من ويلات الحرب، خصوصاً بعد اجتياح مناطق نزوحهم في مدينة رفح جنوبي القطاع.
وأعلنت إدارة مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، الأربعاء، تعطل أحد مولدي الكهرباء لديها، ما ينذر بوقوع "كارثة إنسانية" قد تؤدي إلى وفاة العشرات من الجرحى والمرضى والأطفال الخدج.
ارتفاع حصيلة الشهداء
بدورها أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، الخميس، في تقريرها الإحصائي اليومي: "ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي إلى 36 ألفا و654 شهيدا، و83 ألفا و309 مصابين منذ السابع من أكتوبر الماضي".
وأضافت أن "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 6 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 68 شهيدا و235 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية".
كما أعلنت الوزارة "ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي على مخيم النصيرات (وسط القطاع) فجر الخميس، إلى 40 شهيدا، بينهم 14 طفلا و9 نساء، إلى جانب 74 مصابا"، مؤكدة أنه "ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
وفي وقت سابق الخميس، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة بلوغ عدد "الشهداء" إلى 40 بينهم 14 طفلا و9 سيدات جراء المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي باستهدافه مدرسة لوكالة "الأونروا" تؤوي نازحين بمخيم النصيرات.
أسلحة أميركية
بدورها كشف تحليل أجرته شبكة "سي إن إن" الأميركية عن أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدم أسلحة أميركية في هجومه مساء أمس الأربعاء على مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وقالت الشبكة إن هذه هي المرة الثانية خلال أسبوعين التي تتمكن فيها من التحقق من استخدام ذخائر مصنعة بالولايات المتحدة في هجمات قاتلة على النازحين الفلسطينيين في غزة.
وأشارت إلى أن المرة الأولى كانت خلال غارة شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على مخيم للنازحين في رفح يوم 26 مايو/أيار الماضي.
أونروا: إسرائيل قصفت المدرسة دون سابق إنذار
قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن إسرائيل قصفت اليوم الخميس مدرسة تابعة لها في قطاع غزة "من دون سابق إنذار" بعدما لجأ إليها آلاف النازحين الفلسطينيين.
وقال المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، عبر منصة إكس "تعرضت مدرسة أخرى تابعة للأونروا تحولت إلى ملجأ، لهجوم، هذه المرة في النصيرات في المناطق الوسطى، تعرضت للقصف من قبل القوات الإسرائيلية خلال الليل من دون سابق إنذار للنازحين أو للأونروا".
وأوضح لازاريني أن المنظمة الأممية كانت قد زودت الجيش الإسرائيلي إحداثيات الموقع الذي تقع فيه المدرسة.
حماس: مجزرة النصيرات جريمة ارتكبت عن سبق إصرار وترصد
قالت حركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، إن المجزرة المروعة التي ارتكبها جيش الاحتلال، ضد المدنيين الآمنين النازحين في مدرسة ذكور الإعدادية "السردي" التابعة لوكالة أونروا في مخيم النصيرات للاجئين، والتي تسببت بارتقاء نحو أربعين شهيداً، وعشرات الجرحى المدنيين، هي جريمة ارتكبت عن سبق إصرار وترصد من جيش الاحتلال النازي الذي أمن العقاب أمام تقاعس المجتمع الدولي عن القيام بدوره في حماية المدنيين من جريمة الإبادة والتطهير العرقي التي تُرتكب على مسمع ومرأى من العالم.
وإذ دانت الحركة هذه الجريمة الجديدة، واستمرار حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني، فقد طالبت المجتمع الدولي والأمم المتحدة وكافة الأطراف ذات العلاقة بالقيام بمسؤولياتهم بالضغط على الاحتلال لوقف هذه الإبادة والمجازر الوحشية.
كما طالبت محكمة العدل الدولية، ومحكمة الجنايات الدولية، وكل الجهات القضائية والقانونية في العالم، بمحاسبة وملاحقة إسرائيل التي انتهكت كافة القوانين والأعراف الدولية.
90 بالمائة من أطفال غزة يفتقرون إلى الغذاء اللازم للنمو
قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، إن تسعة من كل عشرة أطفال في غزة لا يستطيعون تناول العناصر الغذائية من مجموعات غذائية كافية لضمان نموهم وتطورهم بشكل صحي. وأضافت اليونيسف: "في قطاع غزة، أدت أشهر من الأعمال القتالية والقيود المفروضة على المساعدات الإنسانية إلى انهيار النظامين الغذائي والصحي، ما أدى إلى عواقب كارثية على الأطفال وأسرهم".
وذكرت أن خمس مجموعات من البيانات التي جمعت بين ديسمبر/ كانون الأول 2023 وإبريل/ نيسان 2024، وجدت أن تسعة من كل عشرة أطفال في قطاع غزة، الذي يتعرض لقصف إسرائيلي منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يعانون من فقر غذائي حاد، وهو ما يعني أنهم يتغذون على مجموعتين غذائيتين أو أقل في اليوم للبقاء على قيد الحياة.
وقالت اليونيسف إنّ "هذا دليل على التأثير المروع للصراع والقيود على قدرة الأسر على تلبية احتياجات الأطفال الغذائية وعلى المعدل السريع الذي يتعرض الأطفال به لخطر سوء التغذية المهدد لحياتهم".
المصدر: وكالات