أثار وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الجمعة، السخرية والاتهامات بأنه هو الجاهل بالتاريخ وليس نائبة رئيس الوزراء الإسباني، التي وصفها بـ”الجاهلة”.
وجاء في تغريدة نشرها كاتس على حسابه على “أكس” لتبرير قراره بمنع القنصلية الإسبانية العامة في القدس من تقديم خدماتها للفلسطينيين، بأنه كان "ردا على اعتراف إسبانيا بالدولة الفلسطينية والدعوة المعادية للسامية، التي أطلقتها نائبة رئيس الوزراء الإسباني".
"وليس فقط للاعتراف بالدولة الفلسطينية بل "لتحرير فلسطين من النهر إلى البحر"، قررت قطع العلاقة بين التمثيل الإسباني في إسرائيل والفلسطينيين، ومنع القنصلية الإسبانية في القدس من تقديم الخدمات للفلسطينيين من الضفة الغربية".
وأضاف: “إذا كانت هذه الشخصية الجاهلة (نائبة رئيس الوزراء الإسباني) المليئة بالكراهية تريد أن تفهم ما الذي يسعى إليه الإسلام الراديكالي حقا، فعليها أن تدرس 700 عام من الحكم الإسلامي في الأندلس – إسبانيا اليوم”.
ويظهر كاتس، الذي يتحدث عن الكراهية ولا يتوقف عن رفع “فزاعة معاداة السامية”، جهلا كبيرا وتناقضا واضحا، على اعتبار أنه خلال حكم المسلمين للأندلس، عاش اليهود في فترة أمان كبيرة، بل وكانت لهم مناصب عليا كوزراء، وبرز حضورهم في جميع مناحي الحياة.
في المقابل تعرضوا للاضطهاد والإبادة بعد سقوط حكم المسلمين، ووصول الحكام المسيحيين الكاثوليكيين خاصة خلال ما سميت بحروب الاسترداد، التي أجبر من بقي فيها من المسلمين واليهود في الأندلس على التحول إلى المسيحية أو القتل، والتهجير.
وقد تحول عدد من اليهود قسرا للمسيحية، بينما اختار عشرات الآلاف من اليهود – مثل المسلمين – الهروب من إسبانيا، وقد وجدوا ملاذات لهم في مناطق المسلمين، وخاصة في شمال إفريقيا القريبة، وبشكل خاص المغرب والجزائر وتونس، واختار العديد منهم اللجوء إلى مناطق سيطرة الخلافة العثمانية، وبينها العاصمة اسطنبول.
وفي عام 2014، مُنح أحفاد اليهود الذين جرى نفيهم من الأندلس الجنسية الإسبانية، دون أن يُطلب منهم الانتقال إلى إسبانيا أو التخلي عن أي جنسية أخرى قد تكون لديهم في ذلك الوقت. واتخذت البرتغال، التي كانت أجراء منها أيضا تحت حكم المسلمين، القرار نفسه. وكان الموعد النهائي لتقديم الطلبات هو سبتمبر 2019، وفي ذلك الوقت، وتقول تقديرات إنه كان هناك 130 ألف يهودي قد قدموا طلبًا لذلك الغرض.
ومن بين الردود على الوزير الإسرائيلي، ما كتبه إيتان نيشان الكاتب والصحافي الإسرائيلي المقيم في نيويورك، والذي يكتب في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن عصر حكم المسلمين لإسبانيا “كان يُطلق عليه حرفيًا العصر الذهبي للثقافة اليهودية في إسبانيا. موسى بن ميمون وسليمان بن غابيرول ويهوذا هاليفي وإبراهيم بن عزرا.. أيها المهرج”.
وكانت نائبة رئيس الوزراء الإسباني يولاندا دياز هتفت أن “فلسطين ستتحرر من النهر إلى البحر” في نهاية مقطع مصور تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، الأربعاء، وأوضحت فيه أن تحرك إسبانيا للاعتراف بالدولة الفلسطينية في 28 مايو/ أيار الجاري، “مجرد بداية”.
وأضافت: “سنواصل الضغط من موقعنا في الحكومة للدفاع عن حقوق الإنسان، ووضع حد للإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني”.
وتابعت دياز، التي تشغل أيضا منصب وزيرة العمل والاقتصاد: “إننا نعيش في لحظة يعتبر فيها القيام بالحد الأدنى أمرًا بطوليًا وغير كاف في آن واحد”.
وأردفت “ستتحرر فلسطين من النهر إلى البحر”، في إشارة إلى نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، الذين تقع بينهما دولة فلسطين.
وقد أدانت السفارة الإسرائيلية في مدريد تعليقات دياز، وزعمت أن “العبارة تشجع على الكراهية والعنف”.
واعتبرت سفيرة إسرائيل لدى إسبانيا روديكا راديان غوردون، في منشور على حسابها عبر منصة إكس، أنه لا يوجد مجال لما وصفته بـ”التصريحات المعادية للسامية في مجتمع ديمقراطي”.
وتابعت “من غير المقبول على الإطلاق أن تتحدث بها نائبة رئيس الوزراء إسبانيا”، في إشارة إلى عبارة فلسطين ستتحرر من النهر إلى البحر.
وكان هذا أحد التصريحات الرسمية الأخيرة للسفيرة قبل أن تعود إلى إسرائيل.
وتأسفت غوردون لاضطرارها للعودة إلى إسرائيل بسبب ما اعتبرته “القرارات العبثية” التي اتخذتها الحكومة الإسبانية.
(القدس العربي)