استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين في غارات إسرائيلية على قطاع غزة اليوم السبت، ولا سيما في مخيم جباليا شمالي القطاع حيث استشهد قرابة 40 فلسطينيا، في حين أدى الهجوم على شرق رفح إلى تهجير نحو 800 ألف شخص.
وأفاد مراسل قناة الجزيرة بأن قوات الاحتلال مجزرة في حي سكني بمحيط مستشفى كمال عدوان، ذهب ضحيتها عشرات المواطنين بين شهيد وجريح، موضحا أن طائرات حربية أغارت على عشرات المنازل في الحي المأهول بالسكان، ومعظمهم من النساء والأطفال.
وأعلن حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان وصول جثامين 28 شهيدا، بينهم 10 أطفال و10 نساء عقب هذا القصف، بالإضافة إلى عشرات الإصابات.وقال إن العديد من الجرحى فارقوا الحياة بسبب عدم توفر الإمكانات الطبية اللازمة لإنقاذهم في ظل انهيار المنظومة الصحية في القطاع جراء الحرب.
تدمير 300 منزل
من جانبه، قال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل إن الجيش الإسرائيلي دمر 300 منزل في جباليا منذ بداية عمليته العسكرية في المخيم قبل أسبوع.
وأضاف أن طواقم الدفاع المدني لا تستطيع الوصول إلى معظم هذه المنازل بسبب استمرار الغارات، مؤكدا أن إمكانات الطواقم العاملة في جباليا لا تتناسب مع حجم المأساة التي يعيشها المخيم.
وفي جباليا أيضا، استشهد 15 فلسطينيا على الأقل وإصابة 30 آخرين جراء غارات إسرائيلية على مواطنين حاولوا العودة إلى منازلهم ولم تتمكن طواقم الدفاع المدني من الوصول إلى جثامين عشرات الشهداء في شوارع المخيم.
وفي وسط القطاع، أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 3 فلسطينيين وإصابة آخرين، بينهم أطفال، جراء قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من المواطنين شرق مخيم المغازي.
كما استشهد شابان برصاص قوات الاحتلال قرب وادي غزة شمال المحافظة الوسطى، وشابان آخران غرب مخيم النصيرات وسط القطاع، وفقا لما أفاد به مراسل الجزيرة.
وفي المناطق الجنوبية، استشهد 4 فلسطينيين، وأصيب آخرون جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلا في بلدة خزاعة شرق خان يونس. كما استهدفت طائرات الاحتلال منزلا من 3 طوابق في منطقة الفراحين ببلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، مما أسفر عن استشهاد عدد من الفلسطينيين وجرح آخرين.
واستشهد فلسطيني وأصيب آخرون بجروح متفاوتة إثر استهداف مسيّرة إسرائيلية سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وقالت وزارة الصحة في غزة ظهر اليوم إن الاحتلال ارتكب 9 مجازر ضد العائلات في القطاع، وصل منها إلى المستشفيات 83 شهيدا و105 إصابات خلال الـ24 ساعة الماضية.
وبذلك ترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 35 ألفا و386 شهيدا و79 ألفا و366 جريحا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفقا للوزارة.
800 ألف نازح من رفح
وفي تلك الأثناء، قال رئيس بلدية رفح أحمد الصوفي إن العدوان الإسرائيلي المتواصل على المدينة أجبر قرابة 650 ألفا على الخروج منها.
وأوضح الصوفي أن السكان لم يكن أمامهم خيار سوى التوجه نحو مواصي رفح أو المناطق الغربية لمحافظتي خان يونس والوسطى والتي تفتقر لأدنى مقومات الحياة، مشيرا، العمليات العسكرية التي تشهدها المحافظة تسببت في خروج المستشفى الوحيد ومراكز الرعاية الأولية في شرق ووسط المدينة عن الخدمة.
ووصف الصوفي استمرار إغلاق المعابر البرية بأنه حكم بالإعدام البطيء على كافة سكان القطاع، داعيا المنظمات الدولية والمجتمع الدولي إلى التدخل الفوري والجاد لإعادة تشغيلها والضغط من أجل وقف حرب الإبادة الجماعية.
بدوره أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، السبت، أن 800 ألف شخص "أجبروا على الفرار" من رفح في أقصى جنوب قطاع غزة منذ أن بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية في المدينة هذا الشهر.
وقال فيليب لازاريني عبر منصة إكس إن "ما يقرب من نصف سكان رفح أو 800 ألف شخص موجودون على الطريق، بعد أن أجبروا على الفرار منذ أن بدأت القوات الإسرائيلية العملية العسكرية في المنطقة في 6 مايو".
وكانت الأمم المتحدة قد حذرت من كارثة "كبيرة" في حال شنت إسرائيل هجوما مباشرا على المدينة التي يتكدس فيها حوالي 1.4 مليون شخص، غالبيتهم من النازحين.
وطلبت إسرائيل من سكان مناطق عدة في رفح إخلاءها والتوجه إلى "المنطقة الإنسانية" التي قالت إنها أقامتها في المواصي إلى الشمال الغربي من رفح، رغم أن منظمات إنسانية حذرت من أنها غير قادرة على استقبال أعداد إضافية من النازحين.
وحذرت الأمم المتحدة من مجاعة تلوح في الأفق في غزة فيما تقول وكالات انسانية وأخرى تابعة للأمم المتحدة إن المساعدات التي ترسل عبر البحر أو الجو لا يمكن أن تحل محل دخول الشاحنات إلى غزة الذي يعتبر أكثر فاعلية.
المصدر: يمن شباب نت+ الجزيرة+ وكالات