ارتكب الاحتلال الإسرائيلي عدة مجازر في رفح جنوب قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، فيما أعلنت السلطات عن حصيلة جديدة للشهداء منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقد شن طيران الاحتلال غارات كثيفة على مناطق شرقي رفح، وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن الاحتلال ارتكب خلال الساعات الـ24 الماضية 5 مجازر بحق العائلات في قطاع غزة، وصل منها إلى المستشفيات 52 شهيدا و90 مصابا.
وأعلن الدفاع المدني والهلال الأحمر في قطاع غزة، اليوم الاثنين، أن طائرات إسرائيلية قصفت منطقتين في رفح، سبق أن طلب الجيش صباحا من السكان إخلاءهما.
وقال مسؤول الإعلام في الدفاع المدني أحمد رضوان إن المناطق المستهدفة "بالقرب من محيط مطار غزة الدولي، ومنطقة الشوكة وأبو حلاوة ومنطقة شارع صلاح الدين وحي السلام".
وأكد أسامة الكحلوت -من غرفة طوارئ الهلال الأحمر الفلسطيني- أن "القصف حاليا في المناطق الشرقية لمحافظة رفح".
وأكد المواطن يعقوب الشيخ سلامة (30 عاما) وجود "قصف متواصل وعنيف في مختلف المناطق الشرقية التي طلب الجيش الإسرائيلي إخلاءها، مثل حي السلام ومنطقة الشوكة وأبو حلاوة".
وأشار إلى أن القصف "عبارة عن انفجارات ضخمة جدا وأصوات القصف المدفعي والجوي مرعب"، مضيفا، أن القصف سبّب "رعبا للأطفال والنساء بعدما أصبحوا مشردين ولا يعلمون إلى أين يذهبون".
حصيلة العدوان
في السياق ذاته، أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الاثنين، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 34 ألفا و735 شهيدا و78 ألفا و108 إصابات.
أفاد بذلك التقرير الإحصائي اليومي للوزارة، الخاص بعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع المستمر لليوم الـ213.
وجاء في تقرير الوزارة "ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
وتتصاعد تحذيرات فلسطينية ودولية من ارتفاع كبير محتمل في عدد الضحايا إذا نفذت إسرائيل تهديدها باجتياح عسكري لمدينة رفح جنوب قطاع غزة. ويوجد في رفح -قرب الحدود مع مصر- نحو 1.4 مليون نازح، وتزعم إسرائيل أنها المعقل الأخير لحركة حماس.
حماس تتوعد الاحتلال
وأكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن أي عملية عسكرية في رفح جنوبي قطاع غزة لن تكون نزهة لجيش الاحتلال، حسب تعبيرها، كما أنها ستضع المفاوضات في "مهب الريح"، وذلك بعدما أنذر الاحتلال الفلسطينيين لترحيلهم من شرق المدينة، تحضيرا للهجوم المزمع.
وقالت حماس، في بيان اليوم الاثنين، إن خطوات الاحتلال من أجل الهجوم على المدينة، المكتظة بقرابة المليون ونصف المليون من المواطنين والنازحين، "جريمة صهيونية تؤكد إصرار حكومة الإرهابي نتنياهو على المضي في حرب الإبادة ضد شعبنا مدفوعا بحساباته السياسية".
وأكدت الحركة أن أي عملية عسكرية في رفح "لن تكون نزهة لجيش الاحتلال الفاشي، وأن مقاومتنا الباسلة وعلى رأسها كتائب القسام، على أتم الاستعداد للدفاع عن شعبنا ودحر هذا العدو".
ودعت حماس المجتمع الدولي للتحرك العاجل "لوقف هذه الجريمة التي تهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين العزل"، كما دعت المنظمات والهيئات الإنسانية، وعلى رأسها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إلى البقاء في أماكنها بالمدينة وعدم مغادرتها.
من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق إن أي عملية عسكرية في رفح ستضع المفاوضات بشأن إنهاء الحرب وتبادل الأسرى "في مهب الريح"، مؤكدا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو وحكومته يتحملان كامل المسؤولية.
من ناحية أخرى، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، في بيان، إن سلطات الاحتلال "بدأت فعليا التمهيد لارتكاب أكبر جريمة إبادة جماعية باجتياح رفح"، محملا الإدارة الأميركية مسؤولية هذه السياسات الإسرائيلية الخطيرة، حسب وصفه.
تأهب مصري
في تلك الأثناء، نقلت وكالة رويترز عن مصدرين أمنيين أن مصر رفعت مستوى التأهب في شمال سيناء، في ضوء الاستعدادات الإسرائيلية لمهاجمة رفح.
وحذرت وزارة الخارجية المصرية من "مخاطر إنسانية بالغة" جراء الهجوم المحتمل، مطالبة إسرائيل "بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب المزيد من التصعيد في هذا التوقيت بالغ الحساسية في مسار مفاوضات وقف إطلاق النار".
وأضافت الوزارة، في بيان، أن مصر تواصل اتصالاتها على مدار الساعة مع كافة الأطراف، من أجل الحيلولة دون تفاقم الوضع أو خروجه عن السيطرة.
من جانب آخر، طالب الأردن المجتمع الدولي بتحرك فوري لمنع مجزرة أخرى تهدد قوات الاحتلال بارتكابها في رفح. وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في منشور على منصة إكس إن فشل المجتمع الدولي في منع المجزرة سيكون "وصمة عار لن تمحى".
تحذيرات أممية ودولية
من جانبه حذر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني من أن الهجوم البري الإسرائيلي المحتمل على رفح سيفتح صفحة جديدة من المأساة التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة.
وفي بيان له على منصة "إكس"، الاثنين، أشار لازاريني إلى أن الهجوم البري المحتمل على رفح سيجعل من العسير إيقاف انتشار المجاعة في المنطقة، مؤكدا أن الأونروا ستظل في رفح قدر الإمكان وستواصل تقديم المساعدة.
وقال مدير شؤون وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في قطاع غزة سكوت أندرسون، الاثنين، إن المكان الذي وجه الجيش الإسرائيلي سكان مدينة رفح جنوب قطاع غزة إليه "غير مناسب للسكن".
وأضاف أندرسون في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن الساحل الغربي لقطاع غزة "منطقة رملية" فيها الكثير من الشواطئ"، وهو ليس مكاناً مناسباً لنصب الخيام والمكوث ومحاولة العيش وتلبية احتياجات السكان الأساسية اليومية.
وجدد المسؤول الأممي التحذير بأن التداعيات المحتملة لأي هجوم إسرائيلي واسع النطاق في رفح سيكون "كارثي" على 1.4 مليون شخص، نصفهم تقريباً من الأطفال، مشددا على أن المكان الذي وجه الجيش الإسرائيلي سكان مدينة رفح جنوب قطاع غزة إليه "ليس مناسبا" للسكن.
كما حذرت ألمانيا، الاثنين، إسرائيل من شنّ "عملية برية واسعة" على مدينة رفح بقطاع غزة.
وأشارت كاثرين ديشاور، متحدثة الخارجية الألمانية، خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة برلين إلى وجود أكثر من مليون إنسان "بحاجة إلى الحماية والدعم الإنساني" في رفح.
وأضاف أن الحكومة الألمانية ووزيرة خارجيتها أنالينا بيربوك، سبقا وأن حذرا من "مأساة إنسانية" محتملة جراء شن عملية برية واسعة على رفح.
وأكدت أن الحكومة الألمانية تحذر من شنّ "عملية برية واسعة" على رفح، وتشدد على "ضرورة الحيلولة دون وقوع مأساة إنسانية" هناك، داعية إلى ضرورة "عدم المخاطرة بمفاوضات وقف إطلاق النار" المتواصلة حول قطاع غزة.
المصدر: وكالات