نشرت القيادة العسكرية الأميركية الوسطى (سنتكوم) اليوم الثلاثاء صورا للرصيف البحري العائم قبالة شواطئ قطاع غزة، قائلة إن العمل جار في بنائه، وإن الوكالة الأميركية للتنمية والشركاء في المجال الإنساني سيدعمون الرصيف لاستلام المساعدات الإنسانية وإيصالها عبر الرصيف فور انتهائه إلى سكان القطاع.
وقالت سابرينا سينغ نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس إن بناء الرصيف العائم كلف الولايات المتحدة حوالي 320 مليون دولار، تشمل جميع التكاليف المرتبطة بالإنشاء الأولي للنظام، المعروف باسم "الخدمات اللوجيستية المشتركة فوق الشاطئين، ومن المرجح أن تتم تكلفة التشغيل الفعلي للرصيف خلال الأشهر القليلة المقبلة".
ويهدف الرصيف المؤقت إلى المساعدة في إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة. ومن المرجح أن يقوم الجيش الأميركي بتشغيل الرصيف للأشهر الثلاثة المقبلة على الأقل، حسبما قال مسؤولون أميركيون لشبكة " سي إن إن" الأميركية في وقت سابق.
ونقلت الشبكة عن عسكري أميركي كبير الأسبوع الماضي قوله إن الولايات المتحدة "في طريقها لبدء تسليم المساعدات الإنسانية إلى غزة من البحر في أوائل شهر مايو/أيار المقبل"، موضحا أنها "ستبدأ بما يعادل 90 شاحنة يوميا من المساعدات، ثم تتوسع لتشمل 150 شاحنة يوميا بمجرد الوصول إلى القدرة التشغيلية الكاملة".
وقال المسؤول إن الجيش الأميركي مستعد لتنفيذ المهمة لعدة أشهر، لكنه أكد أنه "لن يكون هناك قوات أميركية على الأرض في غزة" وهو أمر استبعده الرئيس الأميركي جو بايدن عندما أعلن عن خطط لبناء الرصيف في مارس/آذار الماضي.
وأوضح المسؤول العسكري أنه "بدلا من ذلك، ستتعاون قوات الدفاع الإسرائيلية مع الجيش الأميركي لترسيخ الجسر المؤدي إلى الشاطئ في غزة في اليوم الأول” على حد قوله.
سفن ثم قوارب
وسبق وذكرت شبكة "سي إن إن" أن المساعدات "ستتدفق من قبرص عبر السفن التجارية، والتي ستسافر حوالي 200 ميل إلى الرصيف العائم الذي يرسو على بعد أميال قبالة ساحل غزة. وسيتم بعد ذلك نقل هذه المساعدات إلى قوارب أصغر تابعة للجيش، والتي يمكن لكل منها استيعاب حوالي 15 شاحنة مساعدات، والتي ستنتقل إلى الجسر الراسي على الشاطئ".
يذكر أن إنشاء الرصيف الأميركي يأتي ضمن سلسلة من الإجراءات التي أعلنها المجتمع الدولي للتخفيف من حدة الأزمة في غزة، حيث يحتاج أكثر من مليوني شخص إلى الغذاء، ويكاد النظام الطبي ينهار.
وتم طرح خطة الجيش الأميركي لإنشاء رصيف عائم، والتي أعلن عنها الرئيس الأميركي في خطابه عن حالة الاتحاد، بعد أيام فقط من بدء الولايات المتحدة إسقاط وجبات الطعام جوا على غزة في محاولة لمساعدة السكان، الذين تحذر الأمم المتحدة من أنهم على شفا المجاعة.
لكن آلاف الوجبات التي يتم إسقاطها في وقت واحد من قبل القوات الجوية الأميركية لا تقترب حتى مما هو مطلوب لإطعام أكثر من مليوني فلسطيني ما زالوا في القطاع.
وعلى الرغم من أن عمليات الإنزال الجوي المستمرة قد وفرت بعض الطعام، فإنها "قطرة في محيط" على حد تعبير مسؤولة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة سيخريد كاخ.
وتتزايد المخاوف بشأن العملية العسكرية الإسرائيلية المتوقعة في رفح جنوب قطاع غزة، مما أدى إلى تجدد الدعوات لوقف إطلاق النار لضمان تدفق المساعدات، كما حذر حلفاء إسرائيل، بما في ذلك الولايات المتحدة، من العملية بسبب احتمال وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين.
المصدر : الجزيرة + وكالات