شّدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أنه لا يمكن لأحد أن ينتظر من بلاده الصمت إزاء الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون منذ 203 يومًا.
جاء ذلك في كلمة الجمعة، خلال المؤتمر الخامس لرابطة "برلمانيون لأجل القدس" بمدينة إسطنبول، تعليقا على الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ نحو 7 شهور.
وأشار أردوغان إلى أن رابطة "برلمانيون لأجل القدس" أصبحت بأنشطتها ومؤتمراتها صوتا ونفسا للقضية الفلسطينية على نطاق عالمي.
وأشار الرئيس إلى أنّ المنصة أصبحت صوت ونفس القضية الفلسطينية على نطاق عالمي من خلال نشاطاتها واجتماعاتها ومؤتمراتها وعملها في مختلف المجالات، قائلاً :"أهنئكم أيها الإخوة لخدمتكم القدس وفلسطين وفق قرارات الأمم المتحدة ومبادئها وأعرافها الدولية".
وأضاف: "تتزايد الاعتداءات ضد المسجد الأقصى وخصوصيته ومكانته التاريخية والقدسية على وجه الخصوص، فهو قبلتنا الأولى، ويتم محو هوية القدس القديمة رويدا رويدا من قبل إسرائيل المحتلة".
واعتبر الرئيس التركي أنّ بعض الدول تريد "إحياء العقلية الصليبية التي تتغذى على الدم والدموع".
وأردف: "باعتبارنا أحفاد الأجداد الذين أعادوا القدس التي دمرتها الحروب الصليبية، وحولوها إلى أرض السلام لمدة أربعة قرون، فإننا نتابع عن كثب كل تطور، سلبيا وإيجابيا، في فلسطين".
ولفت إلى أنه "في كل زاوية من القدس الشريف هناك آثار وبصمة لأجدادنا الأبطال الذين خدموا المدينة المقدسة طوال 400 عام، ولا يمكن لأحد أن يمحو ذلك".
وقال: "لا يمكن لأحد أن ينتظر منا الصمت إزاء الإبادة الجماعية بحق إخواننا الفلسطينيين الذين يقاومون وحيدين منذ 203 أيام"، مضيفا، أن إسرائيل تقضي على هوية القدس القديمة تدريجيا وتصعّد المضايقات ضد حرمة المسجد الأقصى أولى القبلتين للمسلمين.
وتابع: "العقلية التي تحتفل بعيد ميلاد أطفالها بقتل نظرائهم الغزيين تعني عدم وجود علاقة تربطها بأبسط القيم الإنسانية"، مؤكدا أن تركيا ستواصل اعتبار أعضاء حركة "حماس" الذين يدافعون عن أرضهم ضد المحتلين "حركة تحرر وطني".
كما أوضح أردوغان أن تركيا هي الدولة الوحيدة التي تفرض قيودًا تجارية على إسرائيل تشمل 54 منتجًا. وانتقد الإدارة الأمريكية لدعمها العسكري والدبلوماسي غير المشروط لإسرائيل بأنها تساهم بذلك في تفاقم المشكلة بغزة لا في حلها.
وانطلقت بمدينة إسطنبول، الجمعة، فعاليات المؤتمر الخامس لرابطة "برلمانيون لأجل القدس" بمشاركة قرابة 600 برلماني من أكثر من 75 دولة حول العالم.
ومن المقرر أن يستمر المؤتمر 3 أيام ويحمل عنوان "الحرية والاستقلال لفلسطين"، ويتضمن مجموعة فعاليات تضامنية مع فلسطين، حيث يتزامن مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وعلى هامش المؤتمر، سيتم الإعلان عن مبادرة "موسم القدس" وتتضمن عدة أنشطة وفعاليات مع شخصيات وكيانات وشراكات متعددة تساهم في دعم ومساندة القضية الفلسطينية، وتشجع على العمل التطوعي الفردي والجماعي الإنساني لصالحها، بحسب الرابطة.
وشهدت الجلسة أيضا كلمات من رئيس الرابطة الشيخ حميد بن عبد الله الأحمر، ورئيس الرابطة في تركيا النائب نور الدين نباتي، فضلا عن رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش.
وقال الأحمر في كلمته الافتتاحية: "نلتقي اليوم لنرسل تحية اعتزاز لإخواننا في الضفة وغزة لنقول للفلسطينيين في الملاجئ والخيام والجرحى والثكلى إنكم لستم وحدكم وجميعنا معكم وهذا الجهد والتواجد بحضور رئيس الجمهورية التركية من أجلكم وأننا سنستمر معكم حتى يرفع الظلم وتنال فلسطين حريتها".
وأضاف أن الرابطة التي تأسست برعاية من تركيا وبرلمانها "هي العنوان البرلماني الأبرز في العالم للدفاع عن فلسطين والقدس" مشيرا إلى أن الرابطة "وصلت للعديد من الاتحادات البرلمانية والمحطات العالمية والدولية وانتسب للرابطة العديد من البرلمانيين الأحرار من جميع أنحاء العالم من كافة القارات".
ولفت الأحمر في كلمته إلي خروج "الشعوب في أكثر دول العالم وانطلاقها في حراك شعبي رائع ينتصر لحق الضحية والقضية".
وأوضح أنه في مقابل هذا التواطؤ مع الاحتلال الوحشي (من قبل الولايات المتحدة وعدد من الجهات الغربية) برزت مواقف العديد من الدول في العالم وفي الإقليم في مقدمتها تركيا، مع القضية الفلسطينية ودعم شعبها.
وتابع: "تقف تركيا في مقدمة هذه الدول من حيث دعم الشعب الفلسطيني في الحرية والسعي الحثيث لوقف حرب الإبادة الظالمة، ودعم جهود الإغاثة لأهالي غزة".
وخاطب الأحمر الرئيس أردوغان بقوله "إن موقفكم الواضح فخامة الرئيس بدعم حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال ورفضكم لمحاولات تسمية مقاومة الشعب الفلسطيني بالإرهاب لهو موقف سيسجله لكم التاريخ بحروف من نور وهو موقف أسمع العالم أجمع وغير مواقف كثير من الدول وعبر بصدق عن الملايين من أبناء الشعب التركي".
وأردف: "المواقف المشرفة لتركيا أكثر من أن تعد كما أن المواقف الكثيرة للعديد من الدول المناصرة لفلسطين أكثر من أن تع، وفي هذه الوقفة لا بد لنا من الإشادة بالموقف المتميز لجنوب إفريقيا التي بادرت إلى رفع القضية في محكمة العدل الدولية ضد جرائم الكيان الصهيونية".
وأكمل: "نجتمع وطبول الحرب ونذر توسعها ماثل أمامنا مع تزايد احتمال اقتحام الاحتلال رفح (جنوب قطاع غزة) التي نزح إليها أكثر من مليون فلسطيني هربا من آلة القتل الإسرائيلية التي لاحقتهم في جميع أنحاء غزة".
وتابع: "نأتي ونحن نرى الاحتلال يسارع في وتيرة تدنيس الأقصى ويمنع المسلمين في ممارسة شعائرهم في كافة عموم فلسطين وفي القدس وهم يريدون وضع الحجر الأخير في مشروع التهجير باستهدافهم الأونروا".
وختم بقوله "اليوم تشارك تركيا وفلسطين وغيرها من أصحاب القضية من أنحاء العالم، نريد منكم سيدي الرئيس أن تجمعوا وتنظموا هذه الجهود حتى تكون أكثر إثمارا".
المصدر: الأناضول