تتواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لليوم الـ195على التوالي، وسط قصف عنيف يخلّف مئات الشهداء والجرحى يومياً، فيما وصلت سياسة التجويع التي ينتهجها الاحتلال بحق الفلسطينيين إلى أقصى درجاتها خلال الأيام الأخيرة.
وكثف جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، غاراته الجوية والمدفعية على تجمعات للفلسطينيين في مدينة غزة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، فيما انسحبت قواته من شمال مخيم النصيرات وبلدة بيت حانون، وسط وشمال القطاع.
وقالت وزارة الصحة في غزة، اليوم الخميس، إن الاحتلال الاسرائيلي ارتكب 7 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، وصل منها للمستشفيات 71 شهيداً و106 إصابات، معلنة ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي إلى 33970 شهيداً و76770 إصابة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأضافت أنه ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم. وأهابت بذوي شهداء ومفقودي الحرب على غزة ضرورة استكمال بياناتهم بالتسجيل عبر الرابط المرفق، لاستيفاء جميع البيانات عبر سجلات وزارة الصحة".
انتشال جثامين 30 شهيداً من مجمع الشفاء الطبي
وأعلن رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف، في تصريح صحافي، أنه بعد عدة أيام من عمل الطواقم الحكومية المختصة بحثاً عن جثامين الشهداء التي أخفاها جيش الاحتلال في زوايا مجمع الشفاء الطبي، وتحت بقايا ركامه وأنقاضه، استطاعت الطواقم انتشال 30 شهيداً مدفونين بمقبرتين، إحداها أمام قسم الطوارئ والأخرى أمام قسم الكلى، لفاتاً إلى أنه جرى التعرف وتحديد جثمان 12 شهيداً، فيما لم يتم التعرف على البقية.
وأشار إلى أن جيش الاحتلال تعمّد إخفاء الجثامين ودفنها عميقاً بالرمال، وإلقاء النفايات عليها، وقد وجدت بعض الجثامين لنساء ومسنين وأيضاً لجرحى، فيما تم تكبيل أيدي بعضها وتجريدهم من ملابسهم، ما يشير إلى إعدامها بدم بارد، وفق معروف.
وأكد أن مصير نحو ألف شخص من المواطنين والكوادر الطبية والصحافيين الذين كانوا يتواجدون بالمجمع لحظة اقتحامه من جيش الاحتلال لا يزال مجهولاً، ولا يُعرف مصيرهم إذا ما تم اعتقالهم أو قتلهم وإخفاء جثامينهم في أماكن أخرى.
وقال: "إن الجريمة البشعة الدنيئة التي ارتكبها جيش الاحتلال باستباحة المجمع الطبي الأكبر في فلسطين وتدميره بالكامل، هي أفظع مجزرة عرفها التاريخ بحق مجمع طبي بقصفه وحرقه وتجريفه، ضمن حربه التي تدمر كل مقومات الحياة وسبل النجاة داخل قطاع غزة".
وطالب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في هذه المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال بمجمع الشفاء، بكافة تفاصيلها، سواء ضد المجمع، أو بحق المواطنين والنازحين والكوادر الطبية والصحافية.
وزارة الصحة: الاحتلال تعمّد تدمير المنظومة الصحية
قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة للمكتب الإعلامي الحكومي، إن الاحتلال الإسرائيلي تعمّد تدمير المنظومة الصحية في منطقتي غزة وشمال غزة، مشيراً إلى أن تدمير مجمع الشفاء الطبي شكل ضربة قاسمة للمنظومة الصحية في غزة، مؤكداً أن أكثر من 730 ألف نسمة في منطقتي غزة وشمال غزة بلا خدمات صحية حقيقية.
وطالب بتوفير مستشفيات ميدانية وفرق طبية دولية متعددة التخصصات لمنطقتي غزة وشمال غزة، مضيفاً: "نحتاج مستشفيات ميدانية جراحية بسعة 200 سرير، وتضم غرف عمليات، وعناية مركزة، وخدمات مخبرية، وتشخيصية، لسد حاجة السكان في منطقتي غزة وشمال غزة".
ولفت إلى أن الاحتلال تعمّد ارتكاب مجازر وحشية، ونفذ إعدامات مباشرة للكوادر الطبية والمرضى في مجمع الشفاء الطبي ومستشفيات شمال غزة. وأضاف: "فقدنا كوادر طبية تخصصية كانت تشكل العمود الفقري للخدمات الطبية، منها فحص عينات الاورام وزراعة الكلى وغيرها".
"يونيسيف": استشهاد نحو 14 ألف طفل
أعلنت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" كاثرين راسل، أن أكثر من 13800 طفل في قطاع غزة قتلوا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة بالسابع من أكتوبر/ تشرين الأول. وأضافت، خلال مؤتمر صحافي في نيويورك، بحسب بيان صادر عن المنظمة: "لقد أصيب الآلاف، وهناك آلاف على شفا المجاعة".
وحثت راسل التي قامت بزيارة استغرقت يومين إلى المنطقة، أطراف النزاع على "إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين، وتنفيذ وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون قيود، والامتناع عن أي أعمال عنف أخرى ضد الأطفال".
المصدر: وكالات