قالت صحيفة واشنطن بوست "بأن حرب إسرائيل في غزة قد وصلت إلى نقطة انعطاف حيث أكملت الحرب الإسرائيلية في غزة ستة أشهر من عمرها، وقد خلفت الحرب بالفعل ما لا يقل عن 33 ألف قتيل في غزة".
وبحسب تقرير للصحيفة هناك مؤشرات على نقطة تحول في الحرب، حيث قال الجيش الإسرائيلي يوم الأحد إن فرقة الكوماندوز 98، التي تتكون من قوات برية خاصة، "أنهت مهمتها" في جنوب غزة وستغادر القطاع "للتعافي والاستعداد للعمليات المستقبلية".
بالتزامن مع هذا الانسحاب من القوات، تحرك الاحتلال الإسرائيلي لفتح نقاط وصول إضافية إلى شمال غزة من شأنها أن تسمح بتدفق المزيد من المساعدات - من الناحية النظرية على الأقل.
وتلوح في أفق هذه التحركات محادثات وقف إطلاق النار في القاهرة، حيث تحدث المسؤولون المصريون بشكل إيجابي عن إمكانية التوصل إلى اتفاق يمكن أن يؤدي إلى إطلاق سراح بعض الرهائن المتبقين الذين تحتجزهم حماس في غزة، والذين يزيد عددهم عن 100، مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل.
ووفقا للصحيفة، يأتي هذا التحول وسط ضغوط دولية على إسرائيل التي تواجه أسوأ رد فعل دولي منذ عقود، والذي تفاقم بسبب مقتل سبعة من عمال الإغاثة في المطبخ المركزي العالمي في غارة إسرائيلية في الأول من أبريل/ نيسان.
وقد دعت إدارة بايدن مراراً وتكراراً إلى وقف إطلاق النار وقالت إن على إسرائيل السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة لتجنب المجاعة، بينما تعارض فكرة الهجوم على مدينة رفح الجنوبية، التي تزعم إسرائيل إنها آخر معقل رئيسي لحماس.
ويشير المسؤولون الأميركيون إلى التغييرات في السياسة الإسرائيلية كدليل على أنهم يحققون نتائج. وخلال اجتماع لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ يوم الثلاثاء، أخبر وزير الدفاع لويد أوستن المشرعين أن الضغط الأمريكي على إسرائيل ناجح.
مع ذلك اعتبرت الصحيفة بأن أقوى نفوذ على إسرائيل لم يستخدم بعد. إذ تواجه الدول الغربية مثل الولايات المتحدة وألمانيا دعوات لوقف أو الحد من مبيعات الأسلحة لإسرائيل.
وقد زود البلدان ما يقرب من 99% من جميع الأسلحة المستوردة إلى إسرائيل في الفترة من 2019 إلى 2023، وفقًا لتحليل نشره معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام في مارس/آذار. وبالفعل تحركت بعض الدول الصغيرة لمنع صادرات الأسلحة إلى إسرائيل.
وفي الوقت نفسه، أوضح التقرير بأن نتنياهو يواجه ضغوطًا داخلية كبيرة للتوصل إلى اتفاق يمكن أن يحرر الرهائن المتبقين الذين احتجزتهم حماس في 7 أكتوبر. ومع عدم وضوح عدد القتلى أو الأحياء، واجهت العائلات انتظارًا مؤلمًا واستاءت من زعيمها.
وقال أحد الإسرائيليين المطلعين على المفاوضات للصحيفة هذا الأسبوع إن نتنياهو "يحتاج حقاً إلى تحقيق إنجاز مهم من خلال التوصل إلى اتفاق".
لكن تقرير الواشنطن بوست قال بأن نتيجة نافذة التغيير هذه ليست واضحة، موضحا بأن ما وصفها بالعوامل الأكثر أهمية في الصراع، لا تزال دون حل كما كانت دائمًا.
وذكر التقرير بأن حماس لا تزال تنشط في غزة، حيث يختبئ أهم قادتها، معتبرا أن هناك القليل من الأدلة على التراجع. كما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال يوم الأربعاء أن حماس مستمرة بالدعوة إلى إنهاء كامل للحرب.
من جهة أخرى أشارت الواشنطن بوست إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يظل في حالة شلل خاصة به أيضاً، حيث يقض مضجعه هجوم رفح الذي يلوح في الأفق، فضلاً عن حياة الرهائن المتبقين.
كما يخشى المحللون أن تكون إسرائيل قد دخلت في عملية "مكافحة تمرد "قد تفشل في حل مشاكلها الأساسية في غزة. فحتى أثناء إعلان ما يصفونه "بالنصر الجزئي" يوم الأربعاء، بدا أن وزير الحرب الإسرائيلي ومنافس نتنياهو بيني غانتس يعترفان بذلك.