انتُشلت، أمس الإثنين، حوالي 70 جثة في مناطق متفرقة من خان يونس، التي انسحبت قوات الاحتلال منها، فيما عبر سكان عن صدمتهم من حجم الدمار في المدينة الواقعة جنوب القطاع.
وكانت قيادة جيش الاحتلال قد سحبت بشكل كامل «الفرقة 98»، من خان يونس ليل السبت الأحد، بعد انتهاء عملياتها هناك، عقب أربعة أشهر من القتال.
وبذلك ستبقى قوات «لواء ناحال» في ذلك المحور الجديد الذي أقامه جيش الاحتلال بعد بدء العمليات البرية ضد قطاع غزة، والذي يقسم القطاع الى قسمين شمالي وجنوبي.
وقالت مصادر طبية وشهود عيان، إن عددا من جثث الفلسطينيين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي، تم انتشالها ونقلها من مدينة خان يونس إلى المستشفيات في مدينتي رفح (جنوب) ودير البلح (وسط).
في السياق، ذكر شهود عيان أنه عقب انسحاب الجيش الإسرائيلي تم العثور في الطرقات الرئيسية والأزقة وتحت أنقاض المنازل المدمرة على جثث فلسطينيين، عدد كبير منها متحللة أو تظهر عليها أثار نهشها من الكلاب والقطط أو تم دهسها بجنازير الدبابات الإسرائيلية.
لم تختلف مشاهد الدمار التي خلّفتها قوات جيش الاحتلال في مدينة خان يونس، بعد أربعة أشهر ونصف على شنها العملية العسكرية البرية، عن تلك التي تركتها خلفها في مناطق غزة والشمال، بل إن حجم الدمار زاد قليلا في بعض المناطق، التي تغيرت ملامحها بالكامل، بعد أن طحنتها آلة الحرب الإسرائيلية.
وفي هذه المدينة التي عانت ويلات أطول اجتياح بري متواصل شهدته مناطق القطاع منذ بدء الحرب، تغير الكثير من الملامح الأساسية للأحياء السكنية.
ففي بعض المناطق مسحت قوات جيش الاحتلال عبر الغارات الجوية وعمليات النسف المتعمد والهدم باستخدام الجرافات الضخمة، عشرات المنازل المتجاورة، وسوّتها جميعا بالأرض.
ولم يجد الكثير من الأهالي أي شواهد تدل على منازلهم، سوى معرفتهم تقريبا بالمكان الذي كانت قائمة عليه قبل الحرب.
وفي مناطق تقع قي منطقة «المشروع» و «بطن السمين»، ومحيط مشفيي «الأمل» و «ناصر»، سوي الكثير من المنازل المجاورة بالأرض، وتشابك حطامها الذي غطى تلك المناطق، بشكل صعّب على السكان معرفة مكان سكنهم قبل التدمير.
«القدس العربي» تواصلت مع عدد من المواطنين في المدينة، بعد عودتهم الجزئية الى مناطق سكنهم، فقال رامز صالح، الذي كان برفقة عدد من أشقائه، إنهم لم يستطيعوا تحديد مكان منزلهم بدقة، بعد أن تشابك ركامه مع ركام المنازل المجاورة.
وبحسرة تحدث رامز عن ذكريات الأسرة الممتدة في المنزل الكبير. ويقول إنه قبل الحرب كان يقيم هو وخمسة من أشقائه وأبنائهم في شقق داخل المنزل. وزاد بحسرة «وين بدنا نروح»، وبجواره كان أحد أشقائه يصرخ بعد مشاهدة حجم الدمار.
وبين أن الأمر أصاب معظم سكان الحي، لافتا إلى أنهم شاهدوا منذ أن دخلوا حدود المدينة التي كانت تشهد توغلا بريا، كما كبيرا من الدمار، الذي طال البنى التحتية والمنازل والمصانع والمنشآت العامة والكثير من المنازل.
وسيضطر رامز وأشقاؤه للبقاء في خيام النزوح التي أقاموها غرب مدينة رفح، بعد أن فروا بما عليهم من ملابس وأطفالهم، بعد دخول جيش الاحتلال الى منطقة سكنهم بشكل مفاجئ.
(القدس العربي)