قال شهود عيان ومصادر محلية من محيط مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، لـ"العربي الجديد"، إن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي تتعمّد حرق عشرات منازل عائلات فلسطينية في محيط المجمع الطبي الأكبر في قطاع غزة، في إطار حملتها المستمرة في تلك المنطقة منذ عدة أيام.
ونكّل جنود الاحتلال بأفراد العائلات التي ما زالت تقطن في تلك المنطقة، وخاصة حي الرمال، بعدما اعتقلوا الشباب والرجال وجردوهم من ملابسهم وقيّدوا أيديهم وعصبوا أعينهم قبل اقتيادهم إلى مناطق مجهولة.
وفي الوقت نفسه، أجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي النساء والأطفال على النزوح جنوباً بملابسهم التي يرتدونها مجردين من الأمتعة أو أدنى مقومات الحياة. كما أفاد عدد من شهود العيان بانتشار عشرات الجثث لفلسطينيين قتلهم أو أعدمهم جنود الاحتلال في تلك المنطقة، وعلى جنبات الطرق التي يسلكها المجبرون على النزوح جنوباً.
وبدأت قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر الاثنين، اقتحام مجمع الشفاء الطبي وسط إطلاق نار كثيف وتحليق لطائرات مسيّرة، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى.
في الأثناء، ما تزال العديد من العائلات محاصرة في منازلها في مربعات سكنية إلى الشمال من مربع مجمع الشفاء الطبي، بينهم أطفال ومسنّون، من دون ماء وغداء. ويناشد هؤلاء لإخلائهم دون جدوى، ومنهم عائلة حلس المحاصرة في بناية قيد الإنشاء وتطلب التدخل لإنقاذ حياة مصابين بين المحاصرين في المكان.
وكان المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل قد ناشد، في تصريح صحافي، المؤسسات الدولية بـ"التدخل العاجل" لدى الاحتلال الإسرائيلي من أجل التنسيق والسماح لطواقمه بإخلاء تلك العائلات، كاشفاً عن تلقي عشرات المناشدات بهذا الصدد.
في غضون ذلك يتم على مدار الساعة سماع أصوات إطلاق النار والتفجيرات في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه، لا سيما في أوقات الليل، وسط إعلان مسؤولين في جيش الاحتلال الإسرائيلي والمتحدث باسمه، دانيال هاغاري، استمرار "العملية العسكرية" في مجمع الشفاء ومحيطه لعدة أيام أخرى.
وهذه المرة الثانية التي تقتحم فيها القوات الإسرائيلية مجمع الشفاء الطبي منذ بداية الحرب على القطاع في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إذ اقتحمته للمرة الأولى في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بعد أن حاصرته لمدة أسبوع على الأقل.
(العربي الجديد)