قررت إسرائيل، الجمعة، إرسال وفد إلى الدوحة لمواصلة المفاوضات حول صفقة محتملة تشمل وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بعد أن وصفت عرضا قدمته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لإبرام اتفاق على مراحل بغير الواقعي، بينما عبرت واشنطن عن تفاؤل حذر بنجاح المحادثات.
وقال ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية تعليقا على العرض الذي قدمته حماس للوسطاء في مصر وقطر إن مطالب الحركة لا تزال غير واقعية.
وأضاف الديوان أن فريقا إسرائيليا سيتوجه إلى الدوحة لمواصلة المفاوضات بعد انتهاء المباحثات بهذا الشأن في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية.
وكان مراسل الجزيرة قال في وقت سابق اليوم إن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر يجتمع بمقر وزارة الدفاع لمناقشة رد حماس على صفقة التبادل.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن مجلس الحرب سيعقد جلسة أخرى الجمعة لمناقشة رد حماس على الصفقة.
من جهته، نقل مراسل موقع أكسيوس الإخباري الأميركي عن مسؤولين إسرائيليين مطلعين قولهم إن من المتوقع أن يعقد نتنياهو اجتماعا تشاوريا مساء السبت أو صباح الأحد لاتخاذ قرار بشأن توسيع تفويض الوفد الإسرائيلي قبل مغادرته إلى قطر.
وأضافت المصادر أن الفجوات الكبيرة بين الطرفين تستدعي مرونة إضافية من جانب إسرائيل، مشيرة إلى أن ذلك غير ممكن دون توسيع صلاحيات الوفد المفاوض.
من جانبها، نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مسؤولين سياسيين كبار أن الفجوات كبيرة جدا في صفقة التفاوض، ومنها إصرار حماس على عودة السكان إلى شمالي قطاع غزة.
اتفاق على مراحل
وفي وقت سابق الجمعة، قالت مصادر للجزيرة إن المقترح الذي عرضته حماس على الوسطاء يقضي بوقف إطلاق النار على 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما.
وتابعت أن حماس اشترطت في المرحلة الأولى انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من شارعي الرشيد ومحور صلاح الدين لعودة النازحين ومرور المساعدات إلى قطاع غزة.
كما عرضت مقابل الإفراج عن كل مجندة أسيرة حية إطلاق 50 أسيرا فلسطينيا، 30 منهم من أصحاب المؤبدات. وتقدر إسرائيل عدد أسراها لدى المقاومة في غزة بنحو 130 ولكنها ترجح أن 32 منهم قتلوا.
وأضافت المصادر للجزيرة أن حماس اشترطت، مع بدء المرحلة الثانية، إعلان وقف دائم لإطلاق النار قبل أي تبادل للجنود الأسرى لديها.
كما تضمن مقترح حماس البدء في عملية الإعمار الشامل لقطاع غزة، وإنهاء الحصار، مع بدء المرحلة الثالثة.
وفي مقابلة مع الجزيرة، قال القيادي في حماس أسامة حمدان إن المقترح الذي قدمته الحركة للوسطاء واقعي ويتسم بالمرونة العالية، مضيفا أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول الالتفاف على ملف وقف إطلاق النار.
عائلات الأسرى تظاهرت مجددا في تل أبيب للمطالبة بصفقة تبادل (وكالة الأناضول)
تفاؤل حذر
وفي ردود الفعل، قال البيت الأبيض إن مقترح حركة حماس يقع بالتأكيد ضمن إطار الصفقة التي تم العمل عليها خلال الأشهر الماضية.
وعبّر البيت الأبيض عن تفاؤل حذر بأن محادثات وقف إطلاق النار في غزة تتحرك في الاتجاه الصحيح.
كما نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول أميركي قوله إن رد حماس كان ضمن الإطار المتفق عليه في اجتماع باريس الأخير.
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن بلاده تعمل بشكل مكثف مع مصر وقطر وإسرائيل لسد الفجوات المتبقية بشأن اتفاق تبادل "الرهائن"، مشددا خلال مؤتمر صحفي مع نظيره النمساوي بفيينا على أن واشنطن ستعمل بكل جهد لإنجاز تلك الصفقة.
وأضاف بلينكن أن هناك محادثات تجري الآن بشأن الصفقة، وأن إسرائيل ترسل فريق تفاوض لمتابعة هذا الأمر، مما يعكس إمكانية وضرورة التوصل إلى اتفاق، بحسب تعبيره.
في الإطار، دعا رئيس لجنة العلاقات الخارجية و7 أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي قطر لمضاعفة جهودها لضمان الإفراج عن جميع "الرهائن".
ومنذ انتهاء أحدث جولات التفاوض في باريس والقاهرة، تعرض واشنطن هدنة لمدة 6 أسابيع يتم خلالها الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.
في غضون ذلك، تظاهر إسرائيليون الجمعة أمام مقر مجمع قيادة الجيش والأجهزة الأمنية في تل أبيب للمطالبة باستعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة.
ونشر ناشطون صور المتظاهرين وهم يرددون هتافات تطالب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بإجراء صفقة تبادل.
المصدر: الجزيرة