واجه الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، الأحد، احتجاجات حاشدة في العاصمة الهولندية أمستردام، التي يجري إليها زيارة رسمية، ويشارك في حفل افتتاح متحف الهولوكوست (المحرقة)، بينما تمثل تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية" بحق الفلسطينيين.
وافتتح ملك هولندا، فيليم ألكساندر، رسميا أول متحف للمحرقة في البلاد، وقال خلال تجمع في كنيس قريب، حضره أيضا ناجون هولنديون من المحرقة: "يظهر لنا هذا المتحف العواقب المدمرة التي يمكن أن تترتب على معاداة السامية".
وتجمع آلاف قرب متحف الهولوكوست، وسط تشديدات أمنية كبيرة من شرطة العاصمة. وأطلق المتظاهرون هتافات دعوا فيها بالحرية لفلسطين، ووقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
كما رفع المحتجون لافتات كتبت عليها عبارة "اليهودية تعارض الإبادة الجماعية وترفض الفكر الصهيوني"، وهتفوا "لن يحدث هذا مرة أخرى الآن"، في إشارة إلى أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وقالت جماعة يهودية مناهضة للصهيونية في منشور على "إكس" عشية الافتتاح إنها قدمت بلاغا ضد هرتسوغ في المحكمة الجنائية الدولية والشرطة الهولندية تتهمه فيه بـ"ارتكاب جريمة إبادة جماعية، وجرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني".
ومن قلب هذه المظاهرات، قال رئيس الجالية الفلسطينية في هولندا أيمن نجمة إن أعدادا غفيرة تتجاوز الآلاف تشارك في هذه المظاهرة، ويشكل اليهود والمؤسسات اليهودية ركيزة أساسية للمشاركين، بالإضافة إلى أبناء الجاليات العربية والمسلمة والهولنديين الذين يتضامنون مع الحق الفلسطيني.
وأضاف نجمة -في تصريحات خاصة للجزيرة نت- أن "حكومتنا الهولندية لم تكتف بالدعم وإرسال السلاح لهذا الكيان الغاشم، وإرسال المساعدات والدعم السياسي في أروقة المؤسسات الدولية، ولكنها اليوم تستقبل بحفاوة مجرم الحرب هنا، وسط العاصمة أمستردام".
وكانت 7 منظمات إسلامية في هولندا تُعرف باسم "K7"، ناشدت الملك فيليم ألكسندر، عدم قبول زيارة الرئيس الإسرائيلي، موضحة في بيان مشترك، أن زيارة هرتسوغ، إلى هولندا ستكون بمثابة ضربة كبيرة لكل من يهتم بمصير الشعب الفلسطيني وقيم العدالة.
وعن تأثير هذه المظاهرات في السياسة الهولندية، قال نجمة إن "الأحزاب في هولندا تنظر بعين الاهتمام لهذا الحراك الذي يمتد زمانيا ومكانيا منذ بداية العدوان على قطاع غزة، وبدأنا نشعر في الفترة الأخيرة باختلاف الخطاب السياسي الهولندي، وهناك تغير كبير في الرأي العام لدى الهولنديين".
وأضاف "أننا اليوم نتحدث عن نسبة كبيرة تمثل ما يزيد على 70% من الشباب الهولندي الذين بدؤوا يهتمون بحقيقة ما يجري في فلسطين بعد أن كانوا مغيبين عن هذه القضية، لأن تأثير اللوبي الإعلامي الصهيوني في هولندا كبير ومهم".
ويضم الحي اليهودي التقليدي في العاصمة أمستردام عدة مؤسسات تتعلق بالوجود اليهودي في هولندا، مثل المتحف اليهودي الصغير والمعبد اليهودي البرتغالي وموقع الهولوكوست التذكاري، بالإضافة إلى "المتحف الوطني للهولوكوست".
ويأتي افتتاح هذا المتحف بعد نحو 79 عاما من الحرب العالمية الثانية، وكان من المقرر أن يفتتح العام الماضي، بتكلفة تزيد على 28 مليون دولار، وهولندا تعد من آخر دول أوروبا الغربية التي تفتتح مثل هذه المنشأة.
المصدر: يمن شباب نت+ الجزيرة+ وكالات