155 يوما من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لم تمنع الفلسطينين النازحين من تعليق زينة رمضان تفاؤلا باقتراب شهر الصوم، حيث زينت عائلة فلسطينية خيمتها البدائية بأحبال من الإضاءة والفوانيس .
على جنبات الخيمة تدلت أحبال مضيئة لتنير ظلمات الحرب الإسرائيلية، ومن السقف تدلت فوانيس كرتونية، بجانب إضاءة صفراء تضفي أجواء رمضانية دافئة.
خارج الخيمة، تجلس العائلة في حالة من الفرحة المختلطة بالحزن، يستحضر أفرادها ذكريات أوقات رمضان السابقة في منزلهم، ويتساءلون عن كيفية قضاء هذا الشهر الكريم في ظروف صعبة كهذه.
زينة رمضان تتحدى صواريخ الاحتلال
وفيما يلهو الأطفال الصغار خارج الخيمة، يشعلون فوانيس رمضان ويغنون أناشيد رمضانية، ما يملأ الجو بالبهجة والأمل، وسط صوت الطائرات الحربية التي تثير الرعب في قلوبهم الصغيرة.
وتأتي زينة رمضان ضمن مبادرة أطلقها الفلسطيني ماهر سلول (34 عاما) في قطاع غزة بهدف بث الفرحة في صفوف النازحين الفلسطينيين، وقال "بالرغم من الحرب على غزة، كان دورنا مبادرة تزيين خيام النازحين مع اقتراب شهر رمضان المبارك للمسلمين"، مضيفا: "المبادرة جاءت من جهد شخصي، ونأمل أن تتوسع لننشر الفرحة في كل خيمة للنازحين في مدينة رفح".
وأشار سلول إلى أنه "عادة ما يقوم المسلمون في قطاع غزة بتزيين منازلهم في شهر رمضان، لكن هذا العام ومع وجود الحرب والآلاف من النازحين في الخيام، قررنا تزيين بعض هذه الخيام"، موضحا: "أردت أن أبعث من خلال زينة رمضان الفرحة والسرور في قلوب الأطفال الصغار في مخيم مدينة رفح رغم الحرب والدمار في قطاع غزة".
وشدد على أن "الأطفال يحبون الحياة واللعب والمرح، ونحن نريد أن نظهر محبتنا لأهلنا في قطاع غزة من خلال نسيان الحرب ومعاناتها"، وختم حديثه بدعوة الفلسطينيين العالم لأن يقف صفًا واحدًا لوقف الحرب على قطاع غزة، معربًا عن أمله في عودة الفلسطينيين لتزيين منازلهم في هذا الشهر الفضيل.
بدورها، وضعت الفلسطينية حلا (15 عاماً) اللمسات الأخيرة في تزيين خيمتها التي لجأوا إليها بعد نزوحهم من مدينة غزة إلى مدينة رفح، وقالت: "نزحنا بسبب الحرب بعد أن ألقت إسرائيل علينا مناشير ورقية تحذرنا من التوجه إلى الجنوب".
وتضيف: "نحن هنا وشهر رمضان قادم، ولكننا نحتفظ بالأمل في العودة إلى بيوتنا في غزة، وأن تعود الحياة إلى مسارها الطبيعي في بيوتنا حيث الراحة والدفء"، مضيفة: "هنا في رفح، في مخيم النزوح، نعاني من البرد وقلة المياه والصعوبات في نقلها".
ولفتت إلى أنه "في رمضان العام الماضي، كنا في بيوتنا وكانت الناس تجتمع وتحتفل بلم الشمل، أما اليوم فالناس تفرقت بسبب القتل والتدمير الإسرائيلي لقطاع غزة"، موضحة أن هناك عائلات دمرت منازلها وأخرى فقدت أحبابها، وأن رمضان هذا العام يحمل الحزن إلى قطاع غزة، ولا يوجد طعم له مثل الأعوام الماضية.
وتمنت الفلسطينية العودة إلى منزلها في مدينة غزة التي نزحت منها بفعل دعوات إسرائيل، والعودة إلى مقاعد الدراسة ورؤية أصدقائها وأقاربها.
وليواصلوا حياتهم في ظل الحرب، أنشأ الفلسطينيون النازحون مخيمات مؤقتة تضم خيامًا صنعت من أقمشة مهترئة ونايلون في مدينة رفح المكتظة بالنازحين.
هذه المخيمات، رغم افتقارها إلى أبسط مقومات الحياة، تمثل ملاذًا مؤقتًا للعديد من الأسر التي نزحت جراء القصف، حيث يعيش السكان في ظروف صعبة تحت ظلالها أملا في تجنّب ويلات القصف الذي يستهدف المباني والمنازل في كل الأرجاء.
وفي تصريحات سابقة، أكد مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إسماعيل الثوابتة، لـ"الأناضول"، قائلاً: "مدينة رفح جنوبي قطاع غزة تضم نحو مليون و300 ألف نسمة، يعيشون ظروفا صعبة جراء الحرب".
ومؤخرا، بحثت حكومة الحرب الإسرائيلية (الكابينت) خطة "إجلاء" الفلسطينيين من رفح في إطار الاستعداد لاجتياحها، رغم التحذيرات الدولية من أن خطوة كهذه قد تؤدي إلى مجازر بحق مئات آلاف النازحين الذين لا مكان آخر يذهبون إليه بعدما أجبروا على النزوح من كافة مناطق القطاع تحت وطأة الحرب المستعرة منذ نحو 5 أشهر.
يأتي ذلك بينما تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل في البنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".
العربي الجديد
أخبار ذات صلة
الأحد, 18 فبراير, 2024
طبول الفرح تقرع بمخيم للنازحين في غزة.. الحب يتحدى الحرب