قال كاتب إسرائيلي إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو محشور في الزاوية بعد أن بات وزراء مجلس الحرب يؤيدون صفقة لتبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ويريدها أيضا الجيش المنهك، لكن نتنياهو يناور لإسقاطها (إضاعتها) حتى يحافظ على تحالفه الحاكم.
وفي مقال في صحيفة "هآرتس" بعنوان "نتنياهو يعرف أن كل وزراء مجلس الحرب يؤيدون الصفقة وهو محشور في الزاوية" كتب رفيف دروكر أن إسرائيل "تجرجر أقدامها" بعد نحو شهرين من بداية الحرب البرية في قطاع غزة، وأن الجيش يقر بوجود خيبة في صفوفه، من أدنى الهرم إلى أعلاه.
ويعزو الكاتب السبب إلى الخطة الأصلية التي طرحها الجيش وأقرها مجلس الحرب وتقضي بعملية من 3 مراحل تستمر لمدة عام، لكن القوة التي رُصدت لتنفيذ المرحلة الثالثة -وهي الحالية- لا تستطيع فعل أكثر ما تفعله، وليس هناك ما يكفي من القوات لشن عملية في مخيمات وسط القطاع، ناهيك عن رفح، وليس هناك أيضا صفقة تفرض وقفا لإطلاق النار.
بين خان يونس وبيروت
ومن باب شرح التعقيدات العسكرية، ضرب الكاتب مثلا بخان يونس التي تستمر فيها المعارك منذ 3 أشهر، بينما استمر حصار بيروت وهي مدينة أكبر بكثير، شهرين فحسب.
وكتب أن وزير مجلس الحرب بيني غانتس ورئيس الأركان غادي آينزنكوت يعرفان أنهما أخطآ بإقرارهما خطة بلا نهاية يراها تليق بحماس لا بدولة عصرية تريد عودة الحياة الطبيعية، ويبحث رئيس وزرائها الحالي عن حرب لا تضع أوزارها.
ويسخّف الكاتب الإسرائيلي ما يدور بوسائل إعلام عن تسريبات تشير إلى تصلب في موقف حماس، وبات معها يحيى السنوار -حسبها- يريد استمرار الحرب في رمضان بعدما كان يريد صفقة بحلول هذا الشهر، قائلا بسخرية إن التسريبات المزعومة تستند إلى مصادر معلومات مذهلة "تعرف دائما كيف تفسر نوايا السنوار" ليخلُص إلى أن "أحدهم يجهز الرأي العام لرفض ملامح الصفقة".
مطالب حماس
أما الحقيقة -يذكر الكاتب- فتختلف قليلا عما سبق، فحماس أسقطت مطلبها الأصعب وهو أن تبدأ الصفقة بالتزام إسرائيلي بوقف الحرب والانسحاب من القطاع، حتى إن كان صحيحا أنها مع تراجعها عن هذا المطلب باتت تريد مكافأة أكبر من ذلك، حيث لم تعد تشترط مثلا 10 أسرى فلسطينيين -بينهم ذوو المحكوميات الأمنية العالية- عن كل أسير إسرائيلي، بل عددا أعلى بكثير وقد يصل إلى واحد مقابل 20 وربما أكثر.
كذلك لا تكتفي حماس باشتراط انسحاب القوات الإسرائيلية من مراكز المدن، وإنما تريد انسحابا أكبر من ذلك، ولا باشتراط عودة النساء والأطفال وكبار السن إلى شمال غزة، وإنما السماح برجوع الرجال أيضا.
ويرى الكاتب أنه ليس من العيب قبول هذه الشروط حتى إن أقر بصعوبتها فـ"الثمن الذي دفعناه في صفقة شاليط كان أعلى بكثير".
لكن نتنياهو يعرف المآل الذي سينتهي إليه، إذ كان هذا هو أساس مفاوضات القاهرة، ويدرك أن كل وزراء مجلس الحرب يقبلون قاعدة التفاوض هذه، بمن فيهم المتشدد يوآف غالانت ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمير اللذان يعتقدان بوجود حاجة إلى صفقة يريدها الجيش أيضا، لكنها تضرب أهم مهام نتنياهو: الحفاظ على تحالفه الحاكم الذي يضم وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش.
ويختتم المقال بأنه لهذا السبب ربما يضع نتنياهو شروطا جديدة مثل استلام أسماء الأسرى الأحياء قبل كل صفقة -وإن لم يشر لهذا الشرط إلا في وسائل الإعلام، ولم تكن هذه طريقته للحفاظ على تحالفه- حتى تحين لحظة الحقيقة ويقبل الصفقة في النهاية.
المصدر : هآرتس