أعلن الأردن، الثلاثاء، تنفيذ أكبر عملية إنزال جوي لمساعدات على قطاع غزة حتى الآن، بالاشتراك مع الولايات المتحدة ومصر وفرنسا، في حين أكد مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، أن الإنزال الجوي "ليس الطريقة المثلى لإيصال المساعدات إلى المحتاجين"..
وذكر بيان نشرته وكالة الأنباء الأردنية "بترا" أنه "استمراراً للتوجيهات الملكية السامية وضمن جسرها الجوي المتواصل لتكثيف المساعدات للأهل والأشقاء في قطاع غزة، نفذت القوات المسلحة الأردنية الثلاثاء، 8 إنزالات جوية مشتركة مع دول شقيقة وصديقة هي الأكبر منذ بدء عمليات الإنزال حتى اليوم".
وضمت عمليات الإنزال 3 طائرات تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني، و3 طائرات أميركية، وطائرة مصرية، وطائرة فرنسية، بحسب البيان.
وذكر البيان أن "المساعدات الإغاثية والغذائية استهدفت عدداً من المواقع في شمال غزة، وتضمنت مواد مقدمة من برنامج الأغذية العالمي".
وتأتي عملية الإنزال ضمن الجهود المستمرة لإرسال المزيد من المساعدات الطبية والإغاثية والغذائية لسكان غزة، للتخفيف من آثار الحرب وتعويض النقص الحاد في الغذاء والدواء نتيجة استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وأكدت القوات المسلحة الأردنية أنها مستمرة بإرسال المساعدات عبر جسر جوي لإيصالها سواء أكانت من خلال طائرات المساعدات من مطار ماركا باتجاه مطار العريش الدولي أو من خلال عمليات الإنزال الجوي على قطاع غزة.
وذكر البيان أنه تم "تنفيذ 28 إنزالا جويا أردنيا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع، بالإضافة الى 15 إنزالاً جوياً نفذتها القوات المسلحة بالتعاون مع دول شقيقة وصديقة".
إنزال المساعدات مؤشر على اليأس
في سياق متصل، قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، إن عمليات الإنزال الجوي للمساعدات الإغاثية إلى غزة مؤشر على مدى "اليأس" الذي وصلت إليه الأمور في القطاع الذي يواجه حربا إسرائيلية منذ أشهر.
والسبت الماضي، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم"، إجراء عملية إنزال جوي مشتركة مع القوات الأردنية للمساعدات الإنسانية في قطاع غزة.
وأضاف، كيربي لشبكة "سي ان ان" الأمريكية، مساء الاثنين تعليقا على تلك العمليات: "إنها بالتأكيد إشارة إلى مدى يأس الأمور، لدرجة أننا نضطر الآن إلى الإنزال الجوي".
وأوضح أن الإنزال الجوي للمساعدات "ليس الطريقة المثلى لإيصال المساعدات إلى الأشخاص المحتاجين"، مشيرا، إلى أن الإنزال الجوي للمساعدات يعد "مكملا" لعملية إدخال المساعدات عبر الشاحنات.
وأكد كيربي أن "أعداد الشاحنات التي دخلت (إلى غزة) لم تكن كافية ولم تصل بالسرعة الكافية. ولذا فإننا نحاول تخفيف الحاجة الملحة" للمساعدات في القطاع.
وشدد المستشار الأمريكي أن "الشاحنات هي أفضل طريقة لإدخال المساعدات، لكنها ليست الطريقة الوحيدة"، مشيرا إلى استمرا عمليات الإنزال الجوي للمساعدات من طائرات أمريكية في الأيام القادمة، دون ذكر تفاصيل أكثر.
ودعا كيربي إسرائيل إلى "فتح معابر حدودية إضافية، ليس فقط معبر كرم أبو سالم، بل ومعابر أخرى للمساعدة في عملية التسليم البري" للمساعدات.
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية، بات سكان غزة ولا سيما محافظتي غزة والشمال، على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من السكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما.
وخلَّفت العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عشرات آلاف الضحايا، معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية غير مسبوقة ودمارا هائلا في البنى التحتية والممتلكات، بحسب بيانات فلسطينية وأممية؛ مما استدعى مثول إسرائيل، للمرة الأولى منذ عام 1948، أمام محكمة العدل الدولي، بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية".
المصدر: وكالات