رضيعان فلسطينيان يغطيهما كفن، تحملهما أمهما باكية، عقب استشهادهما في غارة للاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، على حي السلام في مخيم رفح للاجئين جنوبي قطاع غزة.
وحصدت الغارة روحي الرضيعين، وسام ونعيم أبو عنزة، البالغين ستة أشهر، من بين 14 شهيدا. وبينما تحمل رانيا أبو عنزة طفليها، أحدهما مضرج في دمائه، متسائلة: "من سيقول لي ماما؟". تردد الأم سؤالها كثيرا في تعبير عن صدمتها لفقدان صغيريها.
توضح الأم الثكلى أنها أنجبت الرضيعين بعد عشر سنوات خاضت خلالها محاولات تلقيح عدة وزراعة داخل الرحم، لتحقق حلمها في أن تصبح أما، قائلة: "زرعوا لي 3 أجنة، بقي منهم اثنان، وها هما ذهبا".
وتقول الأم: "بعد عشرة أيام كانا سيتمان الستة أشهر. قصفوا الدار، زوجي استشهد وأولادي استشهدوا والعيلة استشهدت. مجزرة"، مشيرة إلى أن عددا من أفراد عائلتها لا يزالون تحت الأنقاض.
وفيما كانت أبو عنزة تودّع طفليها، تواصلت في منزل العائلة الذي تحوّلت طبقاته الأربع إلى ركام محاولات إنقاذ من هم تحت الأنقاض، حيث يعكف الرجال المشاركون في عمليات الإنقاذ على مناداتهم باسمائهم "سجى، أحمد، يزن".
ويؤكد شحدة أبو عنزة، ابن شقيق صاحب المنزل، أن كل من في المنزل "مدنيون، لا يوجد أي عسكري"، موضحا أنه "عند الساعة 11:30 فجر صاروخ فجأة الدار كلها، كلهم أطفال ورضع".
أما عرفات أبو عنزة فبدا محبطا من عدم توافر المعدات لإنقاذ السكان، قائلا: "صار الوقت نهار ولم نستطع إخراج أحد، نحاول البحث عن أحد بين ركام الطبقات الأربع".
ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، نزح نحو 1.5 مليون فلسطيني إلى رفح، ما يثير مخاوف من سقوط أعداد كبيرة من الشهداء إذا ما مضى الاحتلال الإسرائيلي في مخطط تنفيذ هجوم بري على رفح.
من جانبها، أعلنت وزراة الصحة الفلسطينية في غزة عن ارتفاع عدد الشهداء في قطاع غزة منذ بدء الحرب إلى 30410 أشخاص، معظمهم من النساء والأطفال.
(فرانس برس، العربي الجديد)