احتضنت جامعة هوفسترا في جزيرة لونغ آيلند بولاية ينويورك الأمريكية، فجر اليوم الثلاثاء، المناظرة التلفزيونية الأولى بين المرشحين الديمقراطي هيلاري كلينتون، والجمهوري دونالد ترامب لخلافة الرئيس باراك أوباما في تسيّد البيت الأبيض.
وبدأ المرشحان بالتراشق اللفظي حول القضايا الاقتصادية، إذا شدّدت كلينتون على وجوب بناء اقتصاد فعّال يعود بالنفع للجميع وليس لمن هم في القمة فقط، وأكّدت على أنها ستعمل على رفع مستوى المعيشة لذوي الدخل المتوسط، بالإضافة إلى وعودها حول خلق فرص عمل جديدة.
بالمقابل، قال ترامب إنّ نظام الضرائب القائم في البلاد يدفع بالكثير من الشركات إلى الانتقال لخارج البلاد، داعياً إلى وجوب منع هذه الشركات من ترك الولايات المتحدة عبر إجراء تعديلات على نظام الضرائب.
وأوضح أن "الولايات المتحدة الأمريكية تخسر الكثير من الشركات التي تسرّح موظفيها وتنقل مراكزها إلى خارج البلاد، لذا سأعمل على تغيير النظام الضريبي القائم حال فوزي في الانتخابات الرئاسية، وسأكافح من أجل تحسين الوضع التجاري، لأنني أؤمن بأنّ ذلك سيضمن بقاء الأثرياء في بلادنا ومضاعفتهم لاستثماراتهم في أمريكا، الأمر الذي سيؤدي بطبيعة الحال إلى خلق فرص عمل جديدة".
وتطرق المرشحان في مناظرتهما إلى قضية العنصرية، التي قالت عنها كلينتون إنّ هذه المسألة ما زالت من أهم المشاكل التي تعاني منها البلاد، لافتةً إلى ضرورة إعادة بناء الثقة المتبادلة بين المجتمع وأجهزة الشرطة.
ورفض ترامب في هذا الخصوص اتهامات العنصرية الموجهة إليه، مبيناً أنّه تعامل مع ذوي البشرة السوداء لأعوام طويلة وتربطه بهم علاقات متينة.
وحول أمن الولايات المتحدة الأمريكية، أفادت كلينتون، أن "روسيا نفّذت عدة مرات هجمات الكترونية على العديد من المؤسسات الأمريكية، وعلى الرغم من ذلك فإنّني أعلم بأنّ المرشح ترامب لا يزال يمدح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، فيما اعتبر ترامب أنّ واشنطن فقدت قدرتها على التحصن من الهجمات الالكترونية في عهد الرئيس باراك أوباما.
وفيما يخص مكافحة المنظمات الإرهابية وخاصة تنظيم "داعش"، أكّدت كلينتون أنّ التنظيم الإرهابي يشجّع الناس على التطرف من خلال منشورات على صفحات الانترنت، داعية في هذا الصدد إلى وجوب فرض مراقبة لصيقة على الفعاليات الالكترونية التي يقوم بها "داعش".
وشددت كلينتون على مضاعفة الغارات الجوية ضدّ مواقع "داعش"، وتكثيف التعاون ودعم الأكراد الذين يحاربون التنظيم الإرهابي، واصفةً إياهم بشركاء الولايات المتحدة.
ودعت كلينتون إلى وجوب زيادة التعاون مع مسلمي الشرق الأوسط، مشيرةً أنّ ترامب مستمر في توجيه الإهانات للمسلمين سواء أولئك الذين يعيشون داخل أمريكا أو خارجها.
بدوره، رأى ترامب أنّ تنظيم "داعش" والمنظمات الإرهابية الأخرى، تستخدم شبكة الانترنت كوسيلة للاعتداء على الولايات المتحدة.
وأفصح ترامب عن معارضته لاحتلال العراق، مبيّناً أن سياسة الولايات المتحدة تجاه العراق أدخلت منطقة الشرق الأوسط في مأزق يصعب الخروج منه.
وتابع: "الخروج الآني للقوات الأمريكية من العراق، أحدث نوعاً من الفراغ الأمني، فلو بقي عدد قليل من هذه القوات هناك، لما تمكّن تنظيم داعش من تقوية صفوفه إلى هذا الحد، وعلى حلف شمال الأطلسي التوجه نحو الشرق الأوسط لمكافحة هذا التنظيم".
