قالت صحيفة واشنطن بوست، بأن جنوب أفريقيا التي تقف بشجاعة مع غزة تستحق الاحترام لوقوفها إلى جانب الفلسطينيين المضطهدين، وليس الانتقام مشيرة إلى أن أمريكا تجد نفسها مجدداً على الجانب الخطأ من تاريخ معاملة السود مع تزايد انتقاد مقاومة السود والأفارقة للاضطهاد -في إشارة إلى موقف جنوب افريقيا القوي ضد حرب إسرائيل على غزة.
ونشرت الصحيفة مقالا للكاتبة، كارين عطية اعتبرت فيه "بأن الانتصار الذي حققته جنوب أفريقيا منذ فترة طويلة على نظام الفصل العنصري يعني أنها تحمل قوة أخلاقية خاصة في نظر العالم. حيث ساعدت الحركات العابرة للحدود الوطنية في إسقاط الفصل العنصري".
وبحسب الكاتبة، فإن هذه القوة هي ما يخيف من يمكن أن يساعدوا في الحرب الوحشية التي يشنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على غزة، وهي السبب وراء ردة فعلهم القوية ضد جنوب أفريقيا.
وفي وقت سابق من هذا العام، اتهمت جنوب أفريقيا، بقيادة حكومة ذات أغلبية سوداء، إسرائيل - والغرب بالتالي - بارتكاب إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية. وقالت ألمانيا، التي يتعين عليها أن تتراجع عندما يتعلق الأمر بالإبادة الجماعية، إن "اتهام جنوب أفريقيا ليس له أي أساس على الإطلاق".
ووقع أكثر من 200 مشرع أمريكي رسالة إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن يدينون فيها جنوب أفريقيا، قائلين إن الاتهام "يكشف إلى أي مدى سيذهب أعداء إسرائيل في محاولاتهم لشيطنة الدولة اليهودية".
وفي ظل تزايد المطالبات الغربية بمعاقبة جنوب افريقيا، رأت الكاتبة بأن الهدف من الضغوط الغربية هو ضرب أحد أكبر المحركات الاقتصادية في أفريقيا بسبب "الجريمة المفترضة المتمثلة في الوقوف ضد الإبادة الجماعية والفصل العنصري".
مضيفة بأنه وحتى في السياسة الخارجية، لا تبدو معاقبة جنوب أفريقيا أمراً ذكياً حيث تعد أفريقيا أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في القارة.
وأكدت بأن حركات التضامن الدولية للسود تغلبت على استراتيجيات الاستعمار الأكثر وحشية والأنظمة العنصرية الأكثر تطورا - كل ذلك بدون صواريخ أو حملات مذبحة جماعية ضد مضطهديهم.