قال ممثل روسيا أمام محكمة العدل الدولية جينادي كوزمين، الأربعاء، إن مستوى العنف الإسرائيلي في قطاع غزة وصل مستوى "كارثي غير مسبوق".
جاء ذلك في كلمة خلال جلسات استماع تعقدها محكمة العدل الدولية بمدينة لاهاي، بناء على طلب من الجمعية العامة للأمم المتحدة لتقديم آراء استشارية بخصوص التبعات القانونية الناشئة عن سياسات إسرائيل وممارساتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأفاد ممثل روسيا الاتحادية بأنه منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي "أصبح قطاع غزة منطقة لأعمال عدائية مكثفة حيث وصل العنف إلى مستوى كارثي وغير مسبوق".
وأوضح كوزمين في جلسة الاستماع أن عدد ضحايا الحرب المستمرة في غزة "تخطى عدد ضحايا الحروب السابقة بين العرب والإسرائيليين".
ومنذ 7 أكتوبر تشن إسرائيل الخاضعة لمحاكمة أمام "العدل الدولية" بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين، حربا مدمرة على غزة خلَّفت حتى الأربعاء، 29 ألفا و313 شهيدا و69 ألفا و333 مصابا معظمهم أطفال ونساء، وآلاف المفقودين تحت الأنقاض، بحسب السلطات الفلسطينية.
وأكد ممثل روسيا أن "الحادث المأساوي في 7 أكتوبر (هجوم حركة "حماس" على المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة)، لا يبرر معاقبة أكثر من مليوني غزاوي".
وشدد على أنه "لا يمكن قبول منطق مسؤولين إسرائيليين وغربيين يدافعون عن العنف ضد المدنيين"، مؤكدا أن "العنف يولد عنفا".
ويشارك في الجلسات التي انطلقت الاثنين وتستمر حتى 26 فبراير/ شباط أكثر من 50 دولة ستقدم مرافعات بشأن ممارسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ومن بين تلك الدول تركيا والسعودية والجزائر ومصر والإمارات والأردن، إضافة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وروسيا والصين، وفق الموقع الإلكتروني للمحكمة.
ودعا ممثل روسيا المحكمة إلى التأكيد على "التزام فلسطين وإسرائيل باستئناف مفاوضات السلام".
وقال كوزمين: "إسرائيل وفلسطين ملزمتان بإجراء مفاوضات فورية وبحسن نية للوصول إلى اتفاق نهائي بشأن حل الدولتين".
وشدد على أن "مفاوضات السلام بين فلسطين وإسرائيل يجب أن تؤكد على حق المصير وإقامة دولة فلسطينية".
الصحة العالمية: غزة أصبحت منطقة موت
إلى ذلك، وصف مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، غزة بأنها أصبحت "منطقة موت"، مشيرا إلى "تدمير جزء كبير منها".
وقال غيبريسوس خلال مؤتمر صحفي عقده الأربعاء، إن الوضع الصحي والإنساني في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ أكثر من 4 أشهر "مستمر في التدهور".
وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية نفذت مع شركائها عمليات طوارئ تجاه مستشفى ناصر بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة.
وذكر أنه لا يزال هناك نحو 130 مريضا وما لا يقل عن 15 طبيبا وممرضا في المستشفى الذي يخضع للحصار ويتعرض لهجمات من الجيش الإسرائيلي.
وأوضح أن وحدة العناية المركزة في المستشفى لم تعد تعمل، وأن منظمة الصحة العالمية تساعد في نقل المرضى إلى مستشفيات أخرى.
وتابع غيبريسوس: "أصبحت غزة منطقة موت، لقد تم تدمير جزء كبير من المنطقة. وقُتل أكثر من 29 ألف شخص وأصيب عدد أكبر بكثير".
ولفت إلى "تزايد سوء التغذية الحاد بسرعة منذ بداية الحرب"، داعيا إلى وقف إطلاق النار وتقديم مساعدات إنسانية غير محدودة.
والثلاثاء، أعلن متحدث المنظمة طارق جاساريفيتش، إجراء مهمتين يومي 18 و19 فبراير/ شباط لنقل 32 مريضا بحالة حرجة، بينهم طفلان، من مجمع ناصر الطبي بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
وأوضح جاساريفيتش خلال مؤتمر صحفي أن المهمتين كانتا "عاليتي الخطوة" وتم تنفيذهما بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا".
ومنذ أسابيع، يصعّد الجيش الإسرائيلي حملته العسكرية ضد المنظومة الصحية في خانيونس، وأجبر في الأيام الماضية آلاف النازحين الفلسطينيين على الخروج من مستشفى الأمل، ومجمع ناصر الطبي بالمدينة.
(الأناضول)