أجرى الرئيس الأميركي جو بايدن مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الأحد، استمرت نحو 45 دقيقة، تحدثا فيها حول الحرب على قطاع غزة.
وقال البيت الأبيض إن بايدن حثّ نتنياهو على عدم شنّ عملية عسكرية برية في رفح بجنوب قطاع غزة "من دون خطة ذات مصداقية وقابلة للتنفيذ" لحماية المدنيين.
وأوردت الرئاسة الأميركية في بيان، وفق "فرانس برس"، أن بايدن "أكد مجدداً رأيه بأن عملية عسكرية في رفح لا ينبغي أن تتم من دون خطة ذات مصداقية وقابلة للتنفيذ، لضمان الأمن والدعم لأكثر من مليون شخص لجأوا إلى هناك".
ولم يشر البيان إلى أي اعتراض من بايدن على العملية من حيث المبدأ، بل تحدث عن "خطة ذات مصداقية"، ضمن لغة متكررة يُفهم منها، وعلى امتداد حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة التي تلت 7 أكتوبر، أنها "ضوء أخضر" للتنفيذ، كما حدث عند اقتحام مجتمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، وغيره.
ورفح، الواقعة على الحدود مع مصر، هي الملاذ الأخير للفلسطينيين الفارين من القصف الإسرائيلي المستمر على امتداد قطاع غزة منذ أربعة أشهر.
إلى ذلك، أضاف البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي أكد في حديثه لنتنياهو ضرورة الاستفادة من التقدم المحرز في المفاوضات لتأمين إطلاق سراح جميع المحتجزين "في أقرب وقت ممكن"، مشيراً إلى أن بايدن دعاه إلى "اتخاذ خطوات عاجلة ومحددة لزيادة المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين".
والمكالمة الهاتفية هي أول اتصال معلن بين بايدن ونتنياهو منذ أن قال الرئيس الأميركي إنه يعتبر الرد العسكري الإسرائيلي في غزة "مفرطا"، مشددا، في تصريحات أدلى بها الخميس، أن "العديد من الأبرياء من المجاعة يعانون. العديد من الأبرياء الذين يواجهون مشاكل ويموتون. يجب أن يتوقف ذلك".
وفي وقت سابق اليوم، قال مصدر قيادي في حركة حماس إن أي هجوم لجيش الاحتلال الإسرائيلي على مدينة رفح يعني "نسف مفاوضات التبادل"، في وقت تتواصل فيه المباحثات في قطر ومصر من أجل التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين.
وكان نتنياهو قد أعلن الجمعة أنه أوعز إلى المستوى الأمني والجيش الإسرائيلي بتحضير خطة للقيام بعملية عسكرية في رفح، في حين أوضحت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن الجيش صدّق عملياً على خطته التي حضّرها للعملية العسكرية في رفح، والتي تشمل أيضاً إخلاء السكان من هناك.
وقال نتنياهو إنه "لا يمكن تحقيق هدف الحرب وهو تدمير حماس حين يجري الإبقاء على 4 كتائب تابعة لحماس في رفح".
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، السبت، عن مسؤول إسرائيلي رفيع لم تسمّه قوله إنّ "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) ومجلس الحرب بأنه يجب إنهاء العملية العسكرية البرية في رفح مع حلول شهر رمضان، في العاشر من مارس/ آذار المقبل".
ويأتي إصرار نتنياهو على شنّ عملية عسكرية في رفح رغم الانتقادات الدولية والتخوف من وقوع عدد كبير من الضحايا في المنطقة، التي سبق لجيش الاحتلال أن أمر السكان المدنيين بالنزوح نحوها، مع تشديده القصف وسط قطاع غزة وشماله.
وبحسب ما قال المصدر لقناة "الأقصى" التابعة للحركة، فإن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو "يحاول التهرب من استحقاقات صفقة التبادل، بارتكاب إبادة جماعية وكارثة إنسانية جديدة في رفح"، مشيراً إلى أنّ "ما لم يحققه نتنياهو وجيشه النازي خلال أكثر من أربعة أشهر، لن يحققه مهما طالت الحرب".
وتجري مفاوضات تهدف إلى التوصل إلى صفقة بين المقاومة ودولة الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن سلمت "حماس" ردها على اقتراح باريس لدولتي قطر ومصر، وسلمت إسرائيل كذلك ردها على اقتراحات الحركة.
العربي الجديد
أخبار ذات صلة
الأحد, 11 فبراير, 2024
حذرت من "عواقب وخيمة".. مصر: استهداف رفح بمثابة إسهام فعلي في تنفيذ سياسة التهجير