انتشل فلسطينيون وطواقم طبية، اليومين الماضيين، العشرات من جثث القتلى الملقاة في الشوارع والمنازل السكنية بعد انسحاب إسرائيلي جزئي من مناطق غرب مدينة غزة، فيما اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية حماس قنص الاحتلال المدنيين امتدادا لأعمال الإبادة الجماعية.
ويواصل الجيش الإسرائيلي استهداف المدنيين في أنحاء متفرقة في قطاع غزة، رغم المحاكمة التي تواجهها تل أبيب بمحكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين.
وأفاد شهود عيان ومسعفين فلسطينيين في مدينة غزة لوكالة الأناضول، بأن عشرات جثامين الشهداء الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي في منازل وطرقات مدينة غزة تم نقلها خلال اليوم الأحد وأمس السبت إلى المستشفيات، بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق عديدة غرب المدينة.
وقال الشهود والمسعفين، إن الجثث نقلت من منطقة الصناعة، والكتيبة، والجامعات، والاتصالات، وحي النصر، وتل الهوا.
وقالت حركة حماس، إن العثور على ما يقرب من 100 شهيد بعد انسحاب قوات الاحتلال الصهيوني المجرم من أحياء الرمال وتل الهوا في مدينة غزة معظمهم استشهدوا برصاص قناصة الاحتلال القتلة النازيين، يشير إلى النهج الإجرامي الذي يتبعه هذا الكيان بهدف الإبادة ودفع شعبنا للهجرة عن أرضه قسراً.
ودعت الحركة في بيان لها، شعوب وأحرار العالم لتواصل حراكها وإدانة هذا الكيان النازي، وحرب الإبادة التي يشنها ضد المدنيين من الأطفال والنساء.
كما دعت محكمة العدل الدولية لتوثيق هذه الجرائم واعتماد قرار بوقف هذه الحرب واتخاذ كافة الإجراءات لوقف هذه الجرائم المروّعة ضد شعبنا، ومحاسبة هذا الكيان المارق وقادته النازيين على جرائمهم التي يرتكبوها على مرأى ومسمع من العالم أجمع.
من جانبه، قال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إسماعيل الثوابتة للأناضول: "هذه جريمة جديدة تضاف إلى جرائم الاحتلال التي يرتكبها بشكل يومي"، مضيفا "تأتي في إطار حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين والأطفال والنساء والقتل بدم بارد وبدون أي اعتبارات للأخلاق ولا للإنسانية".
وتابع: "ندين بأشد العبارات هذه الجرائم، ونحمل الاحتلال المسؤولية إضافة إلى الولايات المتحدة التي تمنحه الضوء الأخضر لمواصلة ارتكاب هذه الجرائم"، داعيا المجتمع الدولي إلى "وقف حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال ضد المدنيين والأطفال والنساء".
حماس: جرائم القنص امتداد لأعمال الإبادة
وكانت حركة "حماس" أدانت في وقت سابق اليوم، استهداف قناص إسرائيلي للمدنيين شمال مدينة غزة، معتبرة ذلك "امتدادا لأعمال الإبادة الجماعية" ضد الفلسطينيين.
وفي وقت سابق، نشرت قناة "الجزيرة" الفضائية مقطع فيديو حصلت عليه، تقول إنه "يوثق لحظات قنص الجيش الإسرائيلي مدنيين في حي الشيخ رضوان في مدينة غزة"، المعروف أيضًا بمنطقة أبو اسكندر.
وفي الفيديو، يظهر مجموعة من الفلسطينيين على أحد الشوارع يحاولون بكل جهدهم إنقاذ السيدة والطفل اللذين سقطا على الأرض بعد تعرضهما لإصابة جراء إطلاق النار.
ويستخدم الفلسطينيون الحبل وقطعة خشبية لسحبهما بعيدا عن مكان القناص في محاولة لإنقاذ حياتهما. لكن يظهر في المقطع أن السيدة كانت ساكنة ولم تتحرك، بينما تمكن الفلسطينيين من سحب الطفل، الذي بدا مصابا.
وخلال المقطع، سُمِعَ صوت المواطنين وهم يقولون "فيه روح"، مما يشير إلى أن الطفل على قيد الحياة، فيما ظهر في المقطع مشاهد للطلقات النارية من القناص تجاه الطفل والسيدة.
وقالت "حماس": "الجريمة التي ارتكبها الاحتلال في حي أبو اسكندر (الشيخ رضوان) شمالي مدينة غزة، واستهداف قناصته للمدنيين العزل، من أطفال ونساء في الشوارع، واستمرار جرائم قنص المدنيين، خصوصاً في محيط مجمّع ناصر الطبي بمدينة خانيونس، امتداد لحرب الإبادة المتواصلة التي يشنها ضد الفلسطينيين".
وأضافت أن "هذا يحصل أمام سمع وبصر العالم أجمع"، داعية"محكمة العدل الدولية، التي أقرّت مجموعة من القرارات التي تهدف إلى حماية المدنيين من أعمال الإبادة، إلى متابعة هذه الجرائم المستمرة، وتوثيقها، والمُضيّ في إجراءات محاكمة هذا الكيان، الذي يتحدّى كافة القوانين والقرارات الدولية".
وطالبت مجلس الأمن الدولي "الوقوف عند مسؤولياته، واتخاذ إجراءات جادّة تضمن وقف هذه الجرائم المروّعة، وتُلزِم حكومة الاحتلال (الإسرائيلي)، بتنفيذ القرارات التي أصدرتها المحكمة".
ومنذ منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بدأ الجيش بالانسحاب التدريجي من مناطق بمحافظة شمال القطاع، ليتبعها في بداية يناير/ كانون الثاني الماضي، انسحابات جزئية من أحياء ومناطق بمحافظة غزة.
وبين الفينة والأخرى، تشهد بعض المناطق في محافظتي غزة والشمال تقدما جزئيا للآليات الإسرائيلية ضمن مناورة ينفذ خلالها الجيش عمليات عسكرية ومن ثم يعاود للانسحاب بعد أيام.
وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في مناطق مختلفة من قطاع غزة ضمن هجومها البري، الذي بدأ في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".
المصدر: يمن شباب نت+ الأناضول