كشفت مصادر فلسطينية مطلعة، الأربعاء، عن موافقة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على مقترح خطة لتبادل الأسرى والتهدئة في قطاع غزة، وأضافت إليه ملحقا مفصلا لتنفيذ مراحله واشترطت أن يكون جزءا من الخطة.
وقالت المصادر لوكالة الأناضول، إن رد "حماس" على مقترح إطار باريس الذي قدم إليها الأسبوع الماضي، تضمن خطة من ثلاث مراحل مدة كل منها 45 يوما، يتم خلالها وقف العمليات العسكرية بشكل كامل من الجانبين وتبادل الأسرى والرفات.
وأوضحت المصادر، مفضلة عدم الكشف عن هويتها، أن حركة "حماس" اشترطت إنهاء محادثات وقف الحرب بشكل شامل قبل نهاية المرحلة الثانية، وضمان خروج القوات الإسرائيلية خارج حدود القطاع، وبدء عملية الإعمار.
المرحلة الأولى
ووفقا للمصادر ذاتها، عرضت حركة حماس في المرحلة الأولى إطلاق المحتجزين الإسرائيليين من النساء والأطفال والمسنين والمرضى مقابل 1500 أسير، بينهم 500 من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية، إضافة إلى جميع النساء والأطفال وكبار السن في سجون الاحتلال.
كما اشترطت الحركة "وقفا كاملا" للعمليات العسكرية من الجانبين، وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق السكنية بكافة مناطق القطاع، وإدخال ما لا يقل عن 500 شاحنة يوميا من المساعدات والوقود إلى كافة مناطق قطاع غزة خلال المرحلة الأولى.
وأوضحت المصادر أن حركة حماس طالبت في المرحلة الأولى أيضا بعودة النازحين إلى أماكن سكناهم، وضمان حرية الحركة بين شمال وجنوب القطاع، وفتح المعابر.
واشتمل رد الحركة على ضرورة الموافقة على إدخال ما لا يقل عن 60 ألف مسكن مؤقت و200 ألف خيمة إيواء إلى القطاع خلال المرحلة الأولى، إضافة إلى إقرار خطة إعمار البيوت والمنشآت الاقتصادية والمرافق العامة التي دمرت، وذلك خلال مدة لا تتجاوز 3 سنوات.
وتتضمن المرحلة الأولى أيضا إعادة تشغيل المستشفيات وترميم المنشآت الطبية المتضررة.
المرحلتان الثانية والثالثة
وتشمل المرحلة الثانية تسليم حماس الأسرى العسكريين الإسرائيليين على أن تقوم تل أبيب بإطلاق عدد معين من الأسرى الفلسطينيين، إضافة إلى الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من جميع مناطق القطاع.
وطالبت حركة حماس -ضمن هذه المرحلة، وفقا لما نقلته وكالة الأناضول- بالانتهاء من محادثات الوقف الكامل للحرب، واستمرار جميع الإجراءات الإنسانية المطبقة بالمرحلة الأولى، إضافة إلى البدء الفعلي لعملية إعادة الإعمار.
ووفقا لرؤية الحركة، تشمل المرحلة الثالثة تبادل جثامين ورفات الموتى لدى الجانبين بعد التعرف إليها.
كما تضمنت المطالب التي رفعتها حركة حماس وقف اقتحام المستوطنين الأقصى الشريف، وعودة الأوضاع في المسجد المبارك إلى ما قبل عام 2002.
وشددت الحركة على ضرورة إتمام إجراءات قانونية تمنع إسرائيل من اعتقال الأسرى المفرج عنهم ضمن الصفقة، كما طلبت أن تكون قطر ومصر والولايات المتحدة وتركيا وروسيا ضامنة لتنفيذ هذا الاتفاق.
رد إسرائيلي
وأفادت وسائل إعلام عبرية، الأربعاء، بأن إسرائيل ستناقش اليوم موقفها من رد حركة "حماس" على صفقة التبادل المرتقبة ووقف إطلاق النار بوساطة عدة دول.
ونقلت القناة الـ13 عن مسؤول -لم تسمّه- قوله "هناك العديد من النقاط في رد حماس لا يمكن قبولها، والمعضلة في الوقت الحالي هي ما إذا كان سيتم رفض المطالب بشكل مباشر أو الدخول في مفاوضات في محاولة لتخفيفها، والقرار سيُتخذ في نهاية النقاش مع رئيس الوزراء".
من جهة أخرى، نقل موقع "واي نت" عن مسؤولين إسرائيليين -لم يسمّهم- قولهم "لا يمكننا قبول مطلب إنهاء الحرب"، كما تحدث عن اعتراض على مطلب إطلاق 1500 أسير فلسطيني، بينهم محكومون بالسجن المؤبد. وتقدّر إسرائيل وجود نحو 136 أسيرا في غزة، فيما تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني.
وفي وقت سابق الأربعاء، قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن نتنياهو أعطى ضوءًا أخضر لوقف إطلاق النار في غزة خلال الفترات الانتقالية التي تفصل مراحل الصفقة المرتقبة مع "حماس"، دون إبلاغ المجلس الحربي مسبقًا بقراره.
ومساء الثلاثاء، قال جهاز الموساد في بيان نشره مكتب رئيس الوزراء: "تم تحويل رد حماس من قبل الوسيط القطري إلى جهاز الموساد حيث يتم النظر في تفاصيله من قبل كافة الجهات المعنية في المفاوضات".
وكان قيادي في حركة حماس، قد قال، ليل-الثلاثاء-الأربعاء، إنه بعد تسليم الحركة ردها على المقترح المقدم لإبرام صفقة تبادل أسرى مع الاحتلال الإسرائيلي باتت الكرة في ملعب الأخير.
وأكد القيادي في الحركة، في حديث لصحيفة "العربي الجديد"، أنّ "رد المقاومة شدد على ضرورة أن يكون هناك إلزام بأن يقود الاتفاق في نهايته إلى وقف شامل لإطلاق النار"، مضيفاً أنّ "الرد يطالب بذلك بوضوح كامل وضرورة وجود آلية للإلزام".
وسلّمت حركة حماس، مساء الثلاثاء، ردها حول اتفاق الإطار للوسطاء في كل من دولتي قطر ومصر، وذلك بعد إنجاز التشاور القيادي في الحركة، ومع فصائل المقاومة، بحسب بيان رسمي صادر عن الحركة.
وقالت حماس في بيانها إنها "تعاملت مع المقترح بروح إيجابية، بما يضمن وقف إطلاق النار الشامل والتام، وإنهاء العدوان على شعبنا، وبما يضمن الإغاثة والإيواء والإعمار ورفع الحصار عن قطاع غزة، وإنجاز عملية تبادل للأسرى". وأثنت الحركة على "أدوار مصر وقطر وكافة الدول التي تسعى إلى وقف العدوان الغاشم على الشعب الفلسطيني".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يشن جيش الاحتلال حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 27 ألف شهيد ونحو 67 ألف مصاب، وتسببت في دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة.
المصدر : يمن شباب نت+ الجزيرة+ وكالات
أخبار ذات صلة
الاربعاء, 07 فبراير, 2024
السعودية: لا تطبيع مع إسرائيل قبل الاعتراف بالدولة الفلسطينية وإيقاف العدوان على غزة
الثلاثاء, 06 فبراير, 2024
يتضمن ملاحظات.. رئيس الوزراء القطري: تسلمنا رداً من حماس بشأن تبادل الأسرى