كشفت صحيفة "هارتس" العبرية، الاثنين، أن الجيش قتل بطائرة مسيرة مدنيا إسرائيليا اجتاز حدود قطاع غزة، بعد أسبوعين من اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وقالت الصحيفة إن "أفياهو موري (29 عاما) دخل قطاع غزة وسار حوالي نصف كيلومتر بدون عوائق، حتى أصيب بنيران الجيش الإسرائيلي".
وأوضحت "هآرتس" في تقريرها أن الجيش "أكد تفاصيل الحادث في محادثة مع الصحيفة"، لكن حتى الآن لم يتواصل أي من مسؤوليه مع أفراد العائلة التي ما زالت تنتظر الحصول على إجابات لأسئلتها.
ونقلت الصحيفة عن شقيقته، داغنيت، قولها إن أفياهو "غادر منزله فجأة صباح 23 أكتوبر، وكان الأمر كما لو أن الأرض ابتلعته".
وأضافت: "اعتقدت والدتي أنه ربما ذهب إلى منزل أحد الأصدقاء للحصول على قدر من الهدوء، وللاسترخاء من التفجيرات العنيفة الليلة السابقة، كما اعتقدت أنه ربما ذهب إلى أماكن التجمع لمساعدة الجنود وإعداد الطعام".
وذكرت الصحيفة أنه "بعد أربعة أيام دون أي علامة على الحياة، وعندما انقطع هاتفه ولم يعرف أصدقاؤه مكانه، أبلغ أقاربه الشرطة عن اختفائه".
وتابعت شقيقته: "لم يكن يستطيع النوم ليلا، وكانت الرغبة في المساعدة تشتعل بداخله بطريقة أو بأخرى. ولم يتقبل حقيقة أنه لم يتم تجنيده للقتال".
وأشارت الصحيفة إلى أن موري "تجاوز القوات العسكرية في منطقة ناحال عوز (غلاف قطاع غزة)، وعبر السياج وسار دون عوائق لمسافة حوالي نصف كيلومتر داخل قطاع غزة".
وقالت: "عندما قرر التراجع والاقتراب من السياج، تم تحديده بالخطأ على أنه إرهابي، وقتل في غارة بطائرة بدون طيار".
ولا تعد هذه المرة الأولى التي يُقتل فيها إسرائيليون بنيران صديقة، إذ وثقت تقارير متعددة مقتل إسرائيليين داخل غلاف غزة برصاص الجيش، فضلا عن حوادث وقعت داخل قطاع غزة على خلفية عمليات قصف إسرائيلية راح ضحيتها جنود.
وأظهر تقرير لصحيفة "هآرتس"، نشرته في نوفمبر/تشرين الأول 2023، أن مروحية إسرائيلية أطلقت النار على "مسلحين فلسطينيين"، وإسرائيليين من المشاركين في حفل نظم قرب كيبوتس "رعيم" في غلاف قطاع غزة يوم 7 أكتوبر.
وذكرت أن تقييمات المؤسسة الأمنية تفيد بأن "مروحية قتالية تابعة للجيش الإسرائيلي وصلت مكان الحفل وأطلقت النار على منفذي هجمات هناك، وكما يبدو أصابت بعض المشاركين في المهرجان (الإسرائيليين)".
وأوضحت أن التقييم الأمني "استند إلى التحقيقات التي تجريها الشرطة الإسرائيلية مع مسلحي حماس الذين اعتقلتهم إسرائيل".
كما كشفت وسائل إعلام عبرية أن دبابة إسرائيلية قصفت أيضا "منزل مواطن بمستوطنة بئيري بغلاف قطاع غزة في 7 أكتوبر، ما أدى إلى مقتل عدد من الإسرائيليين".
وفي 7 أكتوبر 2023، أطلقت "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، ردا على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
وتشير وسائل إعلام عبرية إلى أن هجوم "حماس" أسفر عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي، وإصابة حوالي 5431، وأسر 239 على الأقل.
المصدر: الأناضول