أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الأحد، الاستمرار في المناقشات مع الأطراف المعنية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وضمان إدخال المساعدات وإطلاق الرهائن، مشيرا إلى "وجود تحديات في المفاوضات، وقتل أحد كبار قادة حماس في بيروت (في إشارة إلى نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري) أمرٌ قد يؤثر على هذه العملية المعقدة، لكننا لا نستسلم".
وشدد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن في العاصمة القطرية الدوحة، على "ضرورة احتواء هذه الأزمة في أسرع وقت، والوصول إلى وقف إطلاق نار في غزة لتهدئة باقي المناطق في الإقليم الذي قد تتسع نطاق الحرب فيه.. الأولوية لنا في المرحلة الحالية هي إنهاء الحرب الدائرة في غزة".
وذكر أن "غزة جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة التي يجب أن تكون تحت قيادة فلسطينية، ووحده الشعب الفلسطيني يملك القرار فيها، فلا سلام في المنطقة دون تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية".
وحول التصعيد في البحر الأحمر، أشار الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى أن "موقف قطر واضح من حماية الملاحة"، واصفا ما يجري في البحر الأحمر بأنه "مؤسف (..) ولا نرى أن الحل العسكري هو الحل السليم لما يحدث في البحر الأحمر".
رئيس الوزراء القطري: من المؤلم أننا وصلنا إلى مرحلة اعتدنا فيها على صور الدمار والقتل والكارثة الإنسانية غير المسبوقة، وتحول الضحايا إلى مجرد أرقام
وذكر المسؤول القطري أن "ما يقع في غزة امتحان كبير لإنسانيتنا، ويتحتم علينا ألا نستسلم للتطبيع مع هذا المشهد الذي نراه يوميا في نشرات الأخبار"، معربا عن أسفه لاستمرار الحرب منذ 3 أشهر وبوتيرة متصاعدة رغم كل الجهود التي بذلت.
وأضاف: "من المؤلم أننا وصلنا إلى مرحلة اعتدنا فيها على صور الدمار والقتل والكارثة الإنسانية غير المسبوقة، وتحول الضحايا إلى مجرد أرقام"، مشددا على أن "تهديد النزوح ما زال وارداً، والتهديد بنكبة فلسطينية جديدة قائما، بدليل التصريحات المستفزة لبعض الوزراء الإسرائيليين المتطرفين".
بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي إن بلاده ستستخدم نفوذها لتجنب ظهور جبهات جديدة في النزاع الحالي، مؤكدا أن "هجمات الحوثيين في البحر الأحمر تسبب ضرراً للشعوب حول العالم، بما فيها اليمن وغزة"، وتعهد بمواصلة الدفاع عن الأمن البحري في المنطقة.
وحذّر من أن الحرب في غزة قد "تنتشر" وتهدد الأمن في كل أرجاء الشرق الأوسط، موضحا: "إننا إزاء توتر عميق في المنطقة. هذا نزاع قد ينتشر بسهولة، ما يزيد من انعدام الأمن والمعاناة".
وأضاف بلينكن: "نناقش مع المسؤولين الإسرائيليين الحاجة إلى القيام بكل ما يمكن لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وسنبحث في إسرائيل هذا الأسبوع ضرورة بذل المزيد من الجهود للحد من سقوط قتلى ومصابين من المدنيين". وذكر أنه "من الضروري أن تبذل إسرائيل المزيد لحماية المدنيين" الفلسطينيين في قطاع غزة، الذين "يجب أن يتمكنوا من العودة إلى ديارهم ما أن تسمح الظروف بذلك".
علّق وزير الخارجية الأميركي على استشهاد الصحافي حمزة الدحدوح، نجل مدير مكتب الجزيرة في قطاع غزة وائل الدحدوح، وهو نجله الثاني الذي يستشهد خلال الحرب الإسرائيلية.
وزير الخارجية الأميركي: المدنيون في غزة يجب أن يتمكنوا من العودة إلى ديارهم ما أن تسمح الظروف بذلك وما يواجهه وائل الدحدوح مأساة حقيقية
ووصف بلينكن هذا الفقدان بأنه "مأساة لا يمكن تخيلها". وقال: "أشعر بالأسف الشديد على الخسارة التي لا يمكن تخيلها، أنا أب وأتخيل الفظائع التي يواجهها زميلكم وائل الدحدوح، ليس لمرة واحدة ولكن مرتين الآن، هذه مأساة لا يمكن تخيلها".
وواصل: "هذا ينطبق على الكثير من الفلسطينيين الأبرياء من النساء والأطفال، والمدنيين والصحافيين وغيرهم، ولجنة حماية الصحافيين وجدت أن هناك أكثر من 70 صحافياً قُتلوا حتى الآن في غزة، وسقوط صحافي واحد هو أكثر مما يجب".
وواصل وزير الخارجية الأميركي مخاطباً الصحافيين: "نضع على عاتقكم واجب جلب الحقائق إلى العالم، والآن مهمتكم أهم من أي وقت مضى"، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة تضغط من أجل توصيل المساعدات، وكذلك توفير الحماية للناس".
واستهدف الاحتلال الإسرائيلي بصاروخ من طائرة مسيّرة، صباح اليوم الأحد، عدداً من الصحافيين غرب خانيونس في قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد الصحافي حمزة الدحدوح، والصحافي مصطفى ثريا (متعاون مع وكالة "فرانس برس")، كما أصيب صحافيون آخرون، ونُقل الجثمانان إلى مستشفى غزة الأوروبي.
العربي الجديد
أخبار ذات صلة
الأحد, 19 نوفمبر, 2023
رئيس الوزراء القطري: اقتربنا من اتفاق بشأن الأسرى والتفاصيل العالقة ليست جوهرية