في اليوم الـ93 للعدوان الإسرائيلي على غزة، يستمر الاحتلال في حرب الإبادة الجماعية، التي تفاقم معاناة سكان القطاع، حيث واصل قصفه الجوي والبري مستهدفاً مناطق متفرقة خصوصاً أماكن النزوح والإيواء والمستشفيات.
وبينما المعارك محتدمة بين المقاومة وقوات الاحتلال في محاور عدة من بينها مخيم المغازي وسط القطاع، يستمر القصف الإسرائيلي على مناطق واسعة، إذ قالت وزارة الصحة بغزة إن حصيلة الضحايا ارتفعت إلى 22 ألفا و835 شهيدا، و58 ألفا و416 مصابا منذ بداية الحرب.
وفي الضفة الغربية، استشهد 8 فلسطينيين بنيران قوات الاحتلال بينهم 7 استهدفتهم مسيّرة في جنين، ومنهم 4 أشقاء، في حين أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل مجندة وإصابة 4 في اشتباكات مع مسلحين فلسطينيين.
مجازر جديدة
في جديد جرائم الاحتلال، استشهد عدد من الفلسطينيين وجرح آخرون في قصف الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، وأطلقت قوات الاحتلال نيرانها صوب سيارات الإسعاف لعرقلة عملها الإسعافي في المخيم.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) باستشهد 71 فلسطينياً، بينهم أطفال، في غارات إسرائيلية وقصف مدفعي استهدف عدة مناطق بخانيونس، وذلك منذ منتصف الليلة الماضية.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن طائرات الاحتلال الإسرائيلي دمرت مسجدي ذو النورين وبلال بن رباح في شرقي خانيونس.
وقال مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة إنه استقبل منذ صباح اليوم الأحد 41 شهيدًا، جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على المدينة.
من جانبها، قالت وسائل إعلام فلسطينية إن قوات الاحتلال استهدفت بالطيران والمدفعية مناطق شرق حي الزيتون في غزة.
وقالت وزارة الصحة في غزة، إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 12 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 113 شهيدا و250 مصابا خلال الـ24 ساعة الماضية.
وبحسب بيان للوزارة فإن حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وصلت إلى 22.835 شهيدًا و58.416 مصابًا.
ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 110
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ارتفاع عدد الشهداء الصحافيين منذ بدء العدوان على قطاع غزة إلى 110، بعد الإعلان عن استشهاد الصحافي سالم أبو عجوة.
وفي وقت سابق اليوم استشهد الصحافيان حمزة وائل الدحدوح (نجل مراسل الجزيرة في غزة وائل الدحدوح) ومصطفى ثريا في قصف إسرائيلي استهدف سيارتهما في رفح جنوبي قطاع غزة.
وفي هذا السياق، قالت حركة "حماس" إن استهداف الصحافيين حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا، "جريمة حرب صهيونية متعمدة، تستهدف إرهاب وثني الصحافيين عن نقل الحقيقة وتغطية جرائم الاحتلال".
وطالبت حركة المقاومة الإسلامية في بيان، المؤسسات الحقوقية الدولية بتوثيق "هذه الجرائم بحق أبناء شعبنا لمحاكمة هذا الكيان المارق".
يونيسف: لا يمكن للعالم البقاء متفرجا وأطفال غزة بين قتيل ومحروم
قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، الأحد، إنه "لا يمكن للعالم أن يقف متفرجا وأطفال قطاع غزة الآن بين قتيل ومحروم، في ظروف معيشية تتدهور بسرعة".
وأضافت "يونيسف" في تدوينة نشرتها المنظمة الأممية على حسابها عبر منصة "إكس" أن "أطفال غزة يواجهون الآن العنف من الجو، والحرمان من الأرض".
وشددت على أن "آلاف الأطفال في غزة قتلوا بالفعل في أعمال عدائية، بينما تستمر الظروف المعيشية للأطفال الباقين على قيد الحياة في التدهور السريع". واختتمت بالقول: "لا يمكن للعالم أن يقف متفرجا، هذا يجب أن يتوقف".
استهداف مستشفى شهداء الأقصى وأطباء بلا حدود تسحب موظفيها
وصفت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، مساء اليوم، استهداف الاحتلال الإسرائيلي مستشفى شهداء الأقصى بواسطة المسيرات بأنه "أسلوب جديد لإخراج المستشفى عن الخدمة".
وقالت الوزارة في بيانها عبر تليغرام إن "الاحتلال الإسرائيلي يرهب المرضى والطواقم الطبية في مستشفى شهداء الأقصى من خلال المسيرات"، مشيراً إلى أن المسيرات الإسرائيلية تطلق نيرانها بكثافة تجاه أقسام وساحات المستشفى مستهدفة كل من يتحرك.
وأشارت الوزارة إلى أن الجرحى والمرضى يهربون من مستشفى شهداء الأقصى تحت نيران مسيرات الاحتلال الإسرائيلي، مضيفة أن "خروج مستشفى شهداء الأقصى عن الخدمة هو حكم بالإعدام على آلاف الجرحى والمرضى في المنطقة الوسطى".
من جهتها أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" سحب موظفيها من المنطقة الوسطى بقطاع غزة، بما في ذلك مستشفى "الأقصى"، على خلفية تزايد هجمات جيش الاحتلال الإسرائيلي.
رغم أن منظمة الرعاية الطبية الدولية (غير حكومية) قالت في بيان صدر في وقت متأخر من السبت إنها "تواجه صعوبة في إجلاء موظفيها وعائلاتهم من غزة"، إلا أنها أعلنت سحب طاقمها من مستشفى الأقصى.
وقالت كارولينا لوبيز، منسقة الطوارئ بالمنظمة في مستشفى الأقصى بغزة: "بضمير مثقل، يتعين علينا إخلاء موظفينا، بينما يظل المرضى والعاملون في المستشفى، والعديد من الأشخاص الذين يبحثون عن الأمان في مباني المستشفى"، حسب البيان نفسه.
وحول تزايد الهجمات الإسرائيلية على المنطقة الوسطى بغزة، أوضحت لوبيز: "بالأمس، عند الساعة 13:30 بالتوقيت المحلي، اخترقت رصاصة جدار وحدة العناية المركزة في مستشفى الأقصى، وخلال اليومين الماضيين، كانت هجمات الطائرات المسيرة ونيران القناصة تسقط على بعد بضع مئات الأمتار من المستشفى".
وأكدت المنظمة الدولية أنها "اتخذت هذا القرار الصعب بإجلاء موظفيها وعائلاتهم من المنطقة الوسطى بغزة في أعقاب أمر الإخلاء الذي أصدرته القوات الإسرائيلية من خلال منشورات أسقطتها من الجو في الأحياء المحيطة بالمستشفى".
وقالت "أطباء بلا حدود" إن "الوضع اتخذ منعطفا خطيرا لدرجة أن بعض الموظفين الذين يعيشون في المناطق المجاورة لم يتمكنوا من مغادرة منازلهم بسبب التهديدات المستمرة من الطائرات المسيرة والقناصة".
وشددت أن "رعاية المرضى تتأثر سلباً مع انخفاض عدد الموظفين في المستشفى"، مضيفة: أنه "بموجب القانون الإنساني الدولي، يجب على إسرائيل حماية المرضى والعاملين في المستشفى الوحيد العامل بالمنطقة الوسطى بغزة".
واختتمت "أطباء بلا حدود" حديثها بالقول: "ندعو بشدة إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، منعاً لوقوع المزيد من الوفيات والإصابات".
المصدر: وكالات