اعتبر محلل إسرائيلي بارز، الأربعاء، أن قيام إسرائيل باغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية"حماس" صالح العاروري بقصف مساء الثلاثاء بالعاصمة اللبنانية بيروت "كان مقامرة".
وقال كبير محللي صحيفة "يديعوت أحرونوت" ناحوم بارنياع إن "العاروري حصل بصراحة على مكانه في القائمة المراد إقصاؤها" ولكنه تساءل عن الثمن.
وفي مقال تحليلي بعنوان "القضاء على العاروري مقامرة" قال بارنياع: "مثل يحيى السنوار (رئيس حركة حماس بغزة) زميله في غزة، كان يرتدي (العاروري) قبعتين على رأسه سياسية وأخرى عسكرية في مسيرتيه وكان عدوًا قاسيًا ومميتًا".
وأشار بارنياع إلى أنه "يمكن الافتراض أن المؤسسة الأمنية (الإسرائيلية) ابتهجت الليلة الماضية بعد إقصائه، الفرحة مفهومة تماما".
واستدرك: "لكن الاغتيالات المستهدفة لا تقاس فقط بالضربة التي يتلقاها العدو، فالسؤال هو ما الذي يمكن أن تفعله هذه الخطوة بنا. السعر مقابل القيمة والتكلفة مقابل المنفعة".
وأوضح أن "من قرر تصفية العاروري في بيروت توقع أن يكون هناك رد فعل عنيف، سواء من حماس أو من حزب الله".
وأضاف: "من بين كل ردود الفعل المحتملة لحماس، فإن أكثرها إثارة للقلق هي المتعلقة بالمختطفين (الإسرائيليين في غزة) ولا أعتقد أن أحداً من أصحاب القرار بإسرائيل يعتقد أن التصفية ستخفف من مواقف السنوار وتدفع نحو صفقة أخرى، هذه قصص نرويها لأنفسنا" في إشارة لتقديرات إسرائيلية بأن الاغتيال سيسرع صفقة تبادل للأسرى.
وتابع بارنياع: "الأرجح أن يؤدي الاغتيال إلى تأخير، وربما إلى نسف، استمرار المفاوضات (حول صفقة تبادل للأسرى)".
واستدرك: "صحيح أن فرصة التوصل إلى صفقة كانت ضئيلة حتى قبل التصفية في بيروت، لكن فيما يتعلق بحياة المختطفين فإن أي تأخير قد يكون حاسماً، وأي تصفية قد تؤدي إلى تصفية معاكسة".
وقال بارنياع: "ليس من المريح الاعتراف بذلك، لكن قرار القتل هو رهان على حياة المختطفين، سيحدد الوقت ما إذا كان الرهان مبررًا".
وأضاف: "من الممكن أن تحاول حماس أيضاً الانتقام من خلال الهجمات بالضفة الغربية والقدس وإطلاق صواريخ من المناطق الخاضعة لسيطرتها في غزة. ليس هناك جديد في هذا".
وتابع: "أعرب السنوار عن أمله في أن تؤدي أحداث 7 أكتوبر (تشرين الأول الماضي) إلى جر إسرائيل لحرب على ثلاث جبهات. ذلك لم يحدث. إن وفاة العاروري قد تعيد إحياء آماله".
وأشار بارنياع بهذا الصدد إلى أنه "عاجلاً أم آجلاً، سوف يرد حزب الله أيضاً. مساحة الرد لديه أكبر من مساحة الرد لدى حماس".
وقال: "فمن الممكن أن يخالف قواعد اللعبة المتفق عليها حالياً في تبادل إطلاق النار في الشمال ويخاطر بحرب شاملة؛ يمكنه مهاجمة السياح الإسرائيليين أو المراكز اليهودية في الخارج؛ ويمكنه السماح للعناصر الفلسطينية في لبنان بالانتقام على الحدود، ويمكنه الانتظار بصبر".
كما اعتبر بارنياع أنه "لم يكن القضاء على العاروري في صالح المفاوضات التي يجريها الأميركيون والفرنسيون في لبنان منذ الأسابيع القليلة الماضية".
وقال: "شجعت إسرائيل هذه الاتصالات، وكان الأمل هو التوصل إلى تسوية عبر الوسائل الدبلوماسية، تمنع الحرب وتسمح للسكان (مستوطنات شمال إسرائيل قرب الحدود اللبنانية) بالعودة إلى منازلهم".
وأضاف بارنياع: "ويعتزم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الوصول إلى هنا نهاية الأسبوع لتعزيز الاتصالات، وأعلن الليلة الماضية، بعد عملية الاغتيال، إلغاء زيارته".
وتابع: "هناك شيء واحد مؤكد: وفاة العاروري ومساعديه سمير فندي وعزام الأقرع سيضر على المدى القصير بنشاطات فرع حماس في بيروت، لكنه لن يغير الواقع، فحماس منظمة إرهابية أكبر من أي من شهدائها المحتملين، بما في ذلك السنوار"، وفق تعبيره.
ومساء الثلاثاء، نعت "حماس" العاروري والقياديَين في "كتائب القسام" سمير أفندي وعزام أقرع، و4 آخرين من كوادر الحركة، الذين قضوا "بثلاثة صواريخ من مسيرة إسرائيلية، استهدفت مقرا للحركة في ضاحية بيروت الجنوبية"، وفق الإعلام اللبناني.
المصدر: الأناضول