طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، بالإعلان رسمياً عن انتشار المجاعة في غزة، وسط الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع المحاصر لليوم الواحد والثمانين.
وأشارت الوزارة، في بيان، إلى أنّ التقارير الصادرة عن الجهات الدولية والأممية المختصّة في قضايا الغذاء والتغذية "تفيد بأنّ المواطنين في قطاع غزة يعانون نقصاً عاماً وحاداً في الغذاء"، في ظلّ العدوان الذي تمضي فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأضافت وزارة الخارجية أن تلك التقارير "تؤكد انتشار الجوع على نطاق واسع بين الأسر الفلسطينية التي تمضي أياماً كاملة من دون الحصول على أيّ طعام"، وتبيّن أنّ "أكثر من نصف مليون شخص في قطاع غزة يتضوّرون جوعاً".
وتابعت أنّ أربعة من بين كلّ خمسة أشخاص "الأكثر جوعاً" في العالم "موجودون في قطاع غزة"، بحسب ما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، و"أنّ 95 في المائة من أطفال قطاع غزة لا يتوفّر لهم الحليب والمواد الغذائية ويعانون من سوء التغذية".
وأشارت وزارة الخارجية الفلسطينية إلى أنّ "1.9 مليون نازح في مراكز الإيواء يتعرّضون لجوعٍ شديد، وأنّ 50 ألف امرأة حامل في مراكز الإيواء بلا ماء ولا دواء ولا رعاية صحية".
وأكدت أنّ "ما يتعرّض له شعبنا في قطاع غزة في هذا الإطار ليس جوعاً ولا تجويعاً فقط إنّما مجاعة"، مشدّدة على أنّ المجاعة في غزة "حقيقية بكلّ ما تعنيه الكلمة من معنى وتهدّد حياة المواطنين بالموت جوعاً".
وبيّنت الخارجية الفلسطينية أنّ "وفقاً للمعايير المعتمدة لدى الأمم المتحدة فإنّ المواطنين في قطاع غزة يتعرّضون للمجاعة ومخاطرها وانتشار سوء التغذية". واستناداً إلى ذلك، طالبت "الأمم المتحدة بالإعلان رسمياً عن أنّ قطاع غزة يعاني من مجاعة حقيقية تهدّد حياة المواطنين بالموت، بسبب حرب الإبادة الجماعية، والحصار المفروض على شعبنا".
وفي سياق متصل، طالبت وزارة الخارجية "مجلس الأمن الدولي بتحميل إسرائيل المسؤولية عن الإبادة بالمجاعة"، وكذلك "بكسر الحصار على قطاع غزة".
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الثلاثاء، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع المحاصر والمستهدف إلى 20 ألفاً و915 شهيداً و54 ألفاً و918 جريحاً، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأضاف المتحدث باسم الوزارة في غزة أشرف القدرة، في بيان، أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 18 مجزرة طاولت عائلات بكاملها، وقد راح ضحيتها 241 شهيداً فيما أُصيب 382 جريحاً.
وأعرب القدرة عن "الخشية من أن يكون استهداف محيط مجمّع ناصر الطبي (في خانيونس جنوبي قطاع غزة) تكراراً للسيناريو الذي نفّذه الجيش (الإسرائيلي) ضدّ مجمّع الشفاء الطبي بمدينة غزة ومستشفيات شمالي القطاع".
وطالب القدرة الوكالات الأممية بـ"حماية مجمّع ناصر الطبي، وحماية الطواقم الطبية والجرحى والمرضى وآلاف النازحين فيه". يُذكر أنّ المقاتلات الحربية الإسرائيلية قد شنّت، فجر اليوم الثلاثاء، غارات عنيفة في محيط مجمّع ناصر الطبي.
كذلك، دعا المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة الوكالات الأممية إلى "تدخلات عاجلة تضمن توفير الأدوية والوقود اللازم لإعادة تشغيل مجمّع الشفاء الطبي أمام حاجة آلاف الجرحى والمرضى".
وتصعّد قوات الاحتلال الإسرائيلي حربها على مستشفيات قطاع غزة والطواقم الصحية فيه، من ضمن حربها المدمّرة على قطاع غزة التي خلّفت خسائر مادية وبشرية ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، بحسب ما تؤكد السلطات في القطاع وكذلك الأمم المتحدة.
(الأناضول، رويترز، العربي الجديد)