نشرت كتائب "عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، مساء الاثنين، رسالة محتجزين إسرائيليين لديها موجهة إلى الحكومة الإسرائيلية طالبوها فيها بالعمل على الإفراج عنهم.
 
وحمل مقطع الفيديو، عنوان "لا تتركونا نشيخ" باللغات الثلاث العربية والعبرية والإنجليزية، وظهر فيه ثلاثة محتجزين إسرائيليين من الرجال كبار السن.
 
وتحدث في الفيديو محتجز قال إنه يدعى "حاييم بري" وعمره (79 عاماً) وكان يقطن في مستوطنة نير عوز بمنطقة غلاف غزة عندما احتجزه عناصر "القسام".
 
وأضاف: "أنا موجود هنا مع مجموعة كبار في السن كلهم أصحاب أمراض مزمنة ويعانون من ظروف قاسية جدا. نحن جيل بنى الدولة. نحن شاركنا في بناء الجيش وأنا لا أفهم لماذا نحن متروكون هنا؟".
 
وقال: "يجب عليك (في إشارة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) أن تفرج عنا بكل ثمن. نحن لا نريد أن نكون ضحايا لاستهداف سلاح الجو". وأكمل حديثه: "أفرج عنا بدون أي شرط. لا تتركونا نشيخ".
 
وجاء بث فيديو الأسرى بعد أيام من إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي قتله عن طريق الخطأ ثلاثة محتجزين في غزة، ما أدى إلى تزايد الضغوط على حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاتخاذ خطوات جديدة في صفقة تبادل.
 
"إعدام وليس خطأ"
 
وفي وقت سابق اليوم نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي تصريحات عن آفي شامريز، والد الأسير الإسرائيلي ألون شامريز قوله، إن إطلاق جنود إسرائيليين النار على ابنه وقتله في قطاع غزة الجمعة الماضي، "لم يكن خطأ وإنما إعداما".
 
وقال آفي شامريز: "لم يكن ذلك خطأ، بل كان إعداما بالمعنى الحرفي للكلمة"، وطالب بالاطلاع على توثيق الحادثة.
 
وأضاف: "لقد فعلوا (الأسرى) كل شيء بشكل صحيح - خلعوا قمصانهم، وحملوا علما أبيض، وساروا في وضح النهار وسط الشارع وصرخوا طلبا للمساعدة، لكن جنودنا لا يعرفون كيفية اتباع قواعد إطلاق النار".
 
وتابع: "حتى لو كان إرهابيا، لماذا أطلق عليه النار بهذه الطريقة؟ لقد كان عاريا وغير مسلح، وحتى لو كان إرهابيا، فلماذا لا تطلق النار على ساقيه؟ هذا مخالف لجميع القواعد التي يعلمها الجيش الإسرائيلي"، بحسب المصدر ذاته.
 
مباحثات حول صفقة تبادل
 
يأتي ذلك في حين أفادت القناة 12 العبرية بانطلاق اجتماع مساء اليوم الاثنين يبحث على ما يبدو، خططا من أجل التوصل إلى صفقة تبادل أسرى بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، وذلك "بعد أن شهدت الأيام الأخيرة تبادل أفكار بين الوسطاء وحماس".
 
وقالت إن رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" ديفيد بارنيع ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، يعقدان بالإضافة إلى رئيس جهاز الاستخبارات الأميركية "سي آي إيه"، وليام بيرنز اجتماعاً في إحدى العواصم الأوروبية.
 
من جانبه، أفاد موقع "يديعوت أحرونوت" نقلاً عن مصادر مطّلعة لم يسمّها، بأنه من المتوقع أن تكون مفاوضات صفقة تبادل أسرى "طويلة ومعقدة وأصعب من المعتاد"، ما يتوافق مع ما نشرته صحيفة "هآرتس" أيضاً في وقت سابق، بشأن التوقعات بخصوص المفاوضات.
 
وترفض حركة "حماس" الحديث عن أي صفقة لتبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي قبل انسحاب الأخير من قطاع غزة ووقف شامل لإطلاق النار.
 
وقال نائب رئيس حركة "حماس" خليل الحية، في تصريحات صحفية، الأحد: "نريد وقف إطلاق نار شامل، وانسحاب كل قوات الاحتلال من غزة، ثم نتحدث عن ملف الأسرى، كما أننا نريد وحدة لشعبنا في غزة والضفة".
 
وانتهت مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري، هدنة مؤقتة بين إسرائيل و"حماس"، تم خلالها تبادل أسرى ومحتجزين بين الطرفين، وإدخال مساعدات إغاثية قليلة، وكميات وقود محدودة إلى القطاع.
 
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء الاثنين، 19 ألفا و453 شهيدا، بالإضافة إلى 52 ألفا و286 جريح معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.
 
وردا على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، شنت "حماس" في ذلك اليوم هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في محيط قطاع غزة.

المصدر: يمن شباب نت+ الأناضول