كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليوم الاثنين إن عددا من الأسرى الفلسطينيين توفوا بمعسكر اعتقال لجيش الاحتلال في النقب نتيجة ظروف اعتقالهم القاسية.
وأوضحت الصحيفة أن جيش الاحتلال يُبقي الأسرى معظم الوقت معصوبي الأعين ومكبلي الأيدي، معلنة أن العديد منهم ماتوا داخل المنشأة (مركز الاحتجاز)، دون ذكر عددهم.
وفي الوقت نفسه، ذكرت هآرتس لم يتم توضيح ظروف مقتلهم بعد، وبحسب الجيش الإسرائيلي فإنهم "إرهابيون والقضية قيد التحقيق"، على حد تعبيرها.
وكشفت الصحيفة أن مركز الاحتجاز الذي يتم إحضار المعتقلين إليه يقع في قاعدة "سديه تيمان" بالقرب من بئر السبع، مبينة أن أعمار المعتقلين متفاوتة وتراوح بين قاصرين وكبار.
وحول ظروف الاعتقال، أوضحت الصحيفة أن المحتجزين يربطون بالأغلال التي تسمح لهم بالحركة بشكل محدود، وتناول الطعام، بينما ينامون على مراتب رقيقة على الأرض في 3 مجمّعات سجون يتسع كل منها لنحو 200 معتقل.
وتتواصل التحقيقات معهم، فيما يقول جيش الاحتلال الإسرائيلي إن المعتقلين الذين يتبيّن "عدم ضلوعهم في عمليات إرهابية يُعادون إلى قطاع غزة"، في حين يُنقل آخرون إلى سلطة السجون الإسرائيلية.
وتشمل قائمة المعتقلين أطفالاً وقاصرين ومسنين وأسرى من مختلف الأجيال، فيما لا تسمح لهم القيود التي تكبّل أجسادهم سوى بالتحرك بشكل محدود جداً وتناول الطعام.
واعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء توغله البري في غزة نساء وقاصرات أيضاً، زج بهن في معتقل في قاعدة "عناتوت" العسكرية قرب القدس المحتلة.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، اعتقاله أكثر من 500 فلسطيني في قطاع غزة خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، زاعماً أن من بينهم 350 ناشطاً في حركة حماس و120 في حركة الجهاد الإسلامي.
وينام المعتقلون في معتقل قاعدة "سدي تيمان" على فرشات رقيقة جداً على الأرض في ثلاثة مربعات اعتقال. ويضم كل مربع نحو 200 معتقل، فيما جرى بناء منطقة احتجاز رابعة في المكان.
"غوانتنامو" جديد للمعتقلين من غزة
في الأثناء، دعا "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" إلى "تحقيق دولي محايد وعاجل في تصفية الجيش الإسرائيلي مدنيين فلسطينيين بعد اعتقالهم من مناطق متفرقة من قطاع غزة".
وأشار في بيان اليوم إلى تطابق شهادات جمعها مع ما كشفته صحيفة "هآرتس" العبرية بشأن "جرائم إعدام ميداني نُفذت بحق معتقلين، فيما قضى آخرون جراء التعذيب الشديد وسوء المعاملة" خلال احتجازهم في معسكر "سدي تيمان".
وذكر المرصد أن هذا المعسكر تحول إلى سجن "غوانتنامو" جديد يُحتجز فيه المعتقلون في ظروف قاسية جدًا، داخل أماكن أشبه بأقفاص الدجاج في العراء ومن دون طعام أو شراب لفترة طويلة من الوقت.
وكشف أن الفئات العمرية للمعتقلين في المعسكر تتراوح "بين القصر وكبار السن، ويُحقّق معهم وهم معصوبو الأعين وأيديهم مكبلة معظم اليوم في مجمعات مسيجة. وبحسب الإفادات، فإنه وخلال ساعات الليل، تكون الأضواء مضاءة ومسلطة عليهم بقوة بهدف إرهاقهم وتعذيبهم".
وبحسب شهادات قال المرصد إنه جمعها لمعتقلين أُفرج عنهم من المعسكر الإسرائيلي، فإنهم "تعرضوا إلى أنماط متعددة من التعذيب وسوء المعاملة، وجرى منعهم من استخدام الهواتف، ولم يحظوا بفرصة لقاء محامين أو بزيارات من اللجنة الدولية للصليب الأحمر".
وأكد هؤلاء وجود مسنين معتقلين تعرضوا للضرب المبرح والمعاملة المهينة، بالإضافة إلى تكبيل أيدي المعتقلين وأرجلهم وعصب أعينهم في الحافلة خلال نقلهم واحتجازهم من دون ماء أو طعام، فيما يُقابل بالعنف والشتائم كل من يحاول طلب شيء.
وقال أحد المفرج عنهم (طلب عدم ذكر اسمه خشية من الانتقام منه) إنه شهد على إطلاق جنود إسرائيليين الرصاص بشكل مباشر على خمسة من المعتقلين وتصفيتهم في حالات منفصلة.
مطالبات بالكشف عن مصير الأسرى
في السياق، طالبت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، الإثنين، إسرائيل بالكشف عن مصير الأسرى الذين اعتقلوا من داخل قطاع غزة، منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
جاء ذلك في نداء عاجل وجهته الهيئتان الفلسطينيتان للعالم والمؤسسات الحقوقية الدولية، للضغط على إسرائيل للكشف عن مصير معتقلي غزة، ووقف جريمة "الإخفاء القسري" بحقّهم، بحسب بيان مشترك للهيئتين، وصل الأناضول نسخة منه.
وقالت المؤسستان في بيانهما إنه "بعد مرور 73 يوما على بداية حرب الإبادة الجماعية في غزة، تواصل إسرائيل تنفيذ جريمة الإخفاء القسري بحق معتقلي غزة، والتي تشكل مخالفة صارخة للقانون الدولي".
وأضاف البيان: "إصرار الاحتلال على عدم الإفصاح عن مصير المعتقلين وإخفائهم قسرا، يحمل تفسيرا واحدا، هو أن هناك قرارا بالاستفراد بهم، بهدف تنفيذ المزيد من الجرائم بحقّهم بالخفاء".
وأشار البيان إلى نشر القوات الإسرائيلية "صور ومشاهد مروّعة حول عمليات اعتقال المئات من غزة وهم عراة خلال الاجتياح البري، واحتجازهم في ظروف تحط من الكرامة الإنسانية".
ونوه إلى عدة شهادات من أسرى أُفرج عنهم من سجن عوفر غربي رام الله، أشارت إلى أنّ إسرائيل تنفذ "عمليات تعذيب مروّعة" بحقّ معتقلي غزة.
وطالبت المؤسستان، "اللجنة الدولية للصليب الأحمر وهيئة الأمم المتحدة، وكافة المؤسسات الدولية، بمراجعة دورها اللازم في ضوء كثافة الجرائم التي يصعّد الاحتلال من تنفيذها بحقّ الأسرى والمعتقلين، ومنهم معتقلو غزة".
المصدر: يمن شباب نت + وكالات
أخبار ذات صلة
الأحد, 17 ديسمبر, 2023
بعد اعتقاله مع العشرات.. قوات الاحتلال تجبر فلسطينيا على ارتداء حزام ناسف ودخول نفق بغزة