أعلن خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أنه لن يترشح لانتخابات رئاسة المكتب السياسي للحركة التي ستجرى العام المقبل، مشيرا في الوقت نفسه أن حركته "أخطأت عندما استسهلت حكم قطاع غزة بمفردها عقب الانقسام مع حركة فتح".
جاء ذلك هذا في كلمته، مساء اليوم السبت، خلال ندوة "التحولات في الحركات الإسلامية" التي ينظمها مركز الجزيرة للدراسات (مقره قطر)؛ وحضرها إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، والذي يرجح مراقبون أنه سيخلف مشعل.
وفي رده على سؤال ما إذا كان سيترشح لرئاسة المكتب السياسي خلال انتخابات الحركة التي يعتقد أنها ستجرى إبريل/ نيسان 2017، قال مشعل: "العام القادم ستجري انتخابات داخلية في حركة حماس وسينتخب رئيس جديد للمكتب السياسي لحركة حماس".
وأضاف "كما أن اسماعيل هنية رئيس وزراء سابق، وهذا نموذج فلسطيني نفخر به، لا بأس أن يكون خالد مشعل رئيس مكتب سياسي سابق لحركة حماس".
وتابع: "ليكن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس في العام القادم".
وتجري الانتخابات الداخلية لحركة حماس كل 4 سنوات، بطريقة سرية، ويتم خلالها اختيار أعضاء ورئيس المكتب السياسي، ولم يعلن حتى اليوم عن الأسماء المتنافسة على شغل تلك المناصب بشكل رسمي من جانب الحركة.
وكانت وسائل إعلام قد قالت إن مغادرة هنية مطلع الشهر الحالي، قطاع غزة متوجهًا إلى الديار الحجازية لأداء فريضة الحج، هو تمهيدًا للمشاركة في الانتخابات الداخلية للحركة، التي ستعقد في نسيان/أبريل القادم، قبل أن تؤكد "حماس" أنها فقط لأداء الفريضة والعودة مرة أخرى للقطاع.
على جانب آخر، قال مشغل: "ما لدينا الآن من سلاح هو أضعاف ما كنا نملكه خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة، رغم أننا محاصرون".
وأشار إلى "تمسك حركة حماس بقرار الانتخابات، وأنها حرصت على ترتيب البيت الفلسطيني بشكل أكبر، بعد وقوع الثورات المضادة للربيع العربي".
وتابع مشعل: "قدمنا تنازلات لأجل الصالح الفلسطيني، وتعلمنا الدروس واعتبرنا بما يحدث في الداخل والخارج، وأخذنا قرار بدخول الانتخابات رغم أن أحدً لم يشاورنا في قرار عقدها، وعندما قررنا المشاركة قرروا تأجيلها".
وأرجأت المحكمة العليا الفلسطينية بمدينة رام الله، الأربعاء، البت في إجراء الانتخابات المحلية بالضفة وغزة إلى جلسة 3 أكتوبر/تشرين أول المقبل.
وكانت المحكمة قد قررت في الثامن من الشهر الجاري، وقف إجراء الانتخابات البلدية التي كان من المقرر إجراؤها في الثامن من أكتوبر/ تشرين أول القادم في الضفة وقطاع غزة.
وبررت المحكمة قرارها بعدم "شمول العاصمة القدس في الانتخابات وأن محاكم الاعتراضات التي شكلت ليست وفق الأصول".
وقال مشعل إن "حماس أخطأت عندما استسهلت حكم قطاع غزة بمفردها بعد أحداث الانقسام الفلسطيني مع حركة فتح، عقب فوزها بالانتخابات البرلمانية عام 2006، وظنت بأنه أمرًا ميسورًا ثم اكتشفت بأنه صعب".
وأكد مشعل على أن "القرار السياسي والنضالي لا يحق لأحد التفرد به"، مضيفًا:" أخطأنا عندما ظننا أن زمن فتح مضى، وحل زمن حماس، وفتح أخطأت عندما أرادت إقصاءنا".
وأردف: "على الاسلاميين أيضًا أن يتحملوا نقد الآخرين لهم، وهناك خطآن وقع الإسلاميون فيهما خلال وقت الثورات، الأول عندما بالغوا في تقدير الموقف، وقلة الخبرة وغياب المعلومة الدقيقة، والثاني الخلل والنقص في التعامل مع شركاء الوطن، واعتماد نظرية البديل خاطئة، والصحيح يجب أن يكون هناك شراكة مع كافة شرائح الوطن".
وشدّد مشعل على "ضرورة ذهاب كافة الأطراف في دول الربيع العربي، للشراكة الوطنية وتحمل المسؤولية والتوافق الوطني والسياسي، بعد الانتهاء من مرحلة الاقتراع الديمقراطية".
وفي سياق آخر، قال مشعل "بدون مكابرة تأثرت حماس بثورات الربيع العربي والثورات المضادة، ونؤكد عدم التدخل في صراعات المنطقة، مع توضيح موقفنا بلا التباس، فنحن مع الشعوب ومع الأمة واستقرارها أيضًا".
واستدرك: "نجتهد في إدارة علاقاتنا السياسية مع دول المنطقة استنادًا لمصالحنا وضروراتها كحركة تحرر ومقاومة، وإذا تعارضت المصالح ننحاز إلى مبادئنا".
وأوضح أن "حماس استبشرت واستفادت سياسيا واستفادت في دعم خيار المقاومة، من ثورات الربيع العربي، التي كانت سندًا للمقاومة، وظهر دورًا واضحًا عقبها لقطر وتركيا ومصر في حرب إسرائيل عام 2012 على القطاع".
وأكمل: "لا شك أننا نتأثر سلبا وإيجابيا ونحن جزء من إقليمنا، ولكن مقاومتنا ذاتية مرتبطة بالاحتلال، ونؤكد مقاومتنا ليست موسمية وعالة على الظروف الدولية، حسنت الظروف أو كانت ساءت سنظل نقاوم، نجد حليف نستقوي به، وإن لم نجد نصنع سلاحنا بأنفسنا".