قلل الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري من ادعاء إسرائيل بدء مرحلة ثانية من هجومها البري داخل قطاع غزة، واعتبر وجود خسائر في صفوف كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" منطقيا لكنها غير مؤثرة مثلما تزعم تل أبيب.
وبيّن الدويري في تحليله العسكري على قناة الجزيرة، أن كلام قادة إسرائيل حول المرحلة الثانية من العملية البرية في غزة "لا ينسجم مع الواقع"، مشيرا إلى أن ما حدث فعليا تطوير وتوسيع للمرحلة الأولى.
ونوه إلى اتساع خط الاشتباكات إلى 30 و32 كيلومترا مع دخول حي الزيتون (شرقي غزة) ومخيم جباليا (شمالي القطاع) على خط المعركة البرية، والهجوم عليهما من اتجاهين، وهو ما يفسر شدة المعارك مستدلا بالأرقام التي كشفت عنها كتائب القسام أمس الأحد بضرب 29 آلية ما يعني وجود ما يقرب من 150 قتيل وجريح.
وحول مغزى وجود سيارات إسعاف وطائرات إخلاء عمودية إسرائيلية، قال الدويري إن الأمر منطقي في ظل الإصابات الخطيرة التي يتكبدها جيش الاحتلال وتوجب سرعة التعامل معها.
وأكد أن المرحلة الثانية من العملية البرية تتطلب قوات وأهدافا جديدة، منوها إلى تراجع حدة القتال والاشتباكات اليوم الاثنين وتساءل "هل ذلك يأتي رغبة في تلافي أخطاء أمس الأحد في ظل الخسائر الكبيرة في صفوف جيش الاحتلال؟".
وحول أبرز التحديات لكلا الجانبين مع الاختلاف في قدرات كل منهما، قال الخبير العسكري إنه كلما تعمق جيش الاحتلال داخل غزة زادت حدة الاشتباكات وكذلك زادت الخسائر في الطرفين.
لكن الدويري في الوقت نفسه نفى ادعاءات جيش الاحتلال بأن الضربات التي تلقاها مقاتلو حماس قوية وقاصمة، وأشار إلى أنها "لو كانت هكذا لأثرت على الأداء الميداني وإدارة المعركة".
وحول ما يثار من دعم عسكري أميركي جديد لإسرائيل، شدد الدويري أن عملية التزويد مستمرة منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وبين أنّ هناك غلوّا وإفراطا إسرائيليَين باستخدام الذخائر؛ وهو ما يتضح من عملية التدمير الواسعة في غزة.
وأضاف أن هذا الاستخدام المفرط أثر على المخزونات، وبدأت أميركا بتعويض ما فُقد وتعزيزه، قبل أن يستعرض بعضا من الأسلحة التي يتم الحديث عنها كصاروخ هيلفاير الذي يستخدم على الطائرات بدون طيار وطائرات الأباتشي.
وتطرق في نهاية تحليله إلى صاروخ "بركان" الذي استخدمه حزب الله اللبناني في قصف إحدى ثكنات جيش الاحتلال على الحدود الشمالية مع لبنان، وقال إن مداه يصل إلى 10 كيلوغرامات، ووزن رأسه المتفجر بين 300 و500 كيلوغرام، كما يتم إطلاقه من خلال منصات منصوبة على شاحنات أو من تحت الأرض.
المصدر: الجزيرة