أعلنت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" مسؤوليتها عن عملية اقتحام حاجز عسكري إسرائيلي وقتل وإصابة عدد من الإسرائيليين جنوب القدس المحتلة، وذلك في وقت تحذر الولايات المتحدة الاحتلال الإسرائيلي من خروج الوضع في الضفة الغربية عن السيطرة .
وتشهد مناطق متفرقة من الضفة الغربية، بما فيها مدينة القدس، حملات مداهمة واقتحامات للقرى والبلدات من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلي، تصحبها مواجهات واعتقالات وإطلاق نار وقنابل غاز على الفلسطينيين.
وقالت "القسام" في بيان على منصة تلغرام أن "كتائب القسام-الضفة الغربية تعلن مسؤوليتها عن عملية اقتحام حاجز النفق جنوب القدس المحتلة صباح اليوم".
وأوضح البيان أن مجموعة تابعة للكتائب "أغارت على قوات العدو في الحاجز العسكري الفاصل بين شمال بيت لحم وجنوب القدس المحتلة، وتمكنوا من قتل وجرح عددا من الجنود الصهاينة، انتقاماً لدماء الشهداء في غزة".
في السياق أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل أحد جنوده في عملية إطلاق النار التي وقعت صباح اليوم جنوب القدس.
وفي وقت سابق الخميس، قالت الشرطة الإسرائيلية إن إطلاق النار وقع عند حاجز النفق جنوب القدس، وإن قواتها "حيدت 3 أشخاص، بعد أن وصلوا بمركبة من الضفة الغربية إلى المعبر وفتحوا النار".
وأضافت أن الهجوم أسفر عن إصابة 7 أشخاص بجراح متفاوتة"، فيما أكدت وسائل إعلامية إسرائيلية إصابة سبعة إسرائيليين بجراح وصفت جراح أحدهم بالخطرة في عملية إطلاق النار.
وكشفت وسائل إعلام فلسطينية هوية الشهداء الثلاثة الذين سقطوا بعد تنفيذهم العملية، وهم عبد القادر القواسمي، ونصر الله القواسمي، وحسن قفيشة.
وردا على العملية، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال منازل الشهداء في مدينة الخليل بآليات عسكرية واعتقلت عددا من أقربائهم بينهم أمهات وأشقاء وسيدة تبلغ من العمر 61 عاما.
كما داهم الجيش الإسرائيلي بلدة حوسان قرب مدينة بيت لحم ومنع السكان من الخروج من منازلهم، واعتقل عددا من سكانها، وأعلنها منطقة عسكرية.
من جانبه، أعلن نادي الأسير الفلسطيني أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت 85 فلسطينيا على الأقل في الضفة الغربية الليلة الماضية من مدن وبلدات مختلفة بما فيها القدس وارتفع بذلك عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى 2735 منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بينهم 1050 ناشطا من حركة حماس.
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، مختبرات ومشاغل هندسة السيارات بجامعة فلسطين التقنية (خضوري) بمدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، وعاثت بممتلكاتها خرابا.
واستنكرت إدارة الجامعة "الهجمة الإسرائيلية الشرسة على مؤسسات التعليم العالي، ما يشكل انتهاكا صارخا للقوانين والأعراف الدولية التي تجرّم المساس بالمؤسسات التعليمية"، وناشدت المجتمع الدولي والمؤسسات القانونية والأكاديمية كافة بالعمل على إيقاف الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على المؤسسات التعليمية الفلسطينية وتوفير الحماية لها.
كما ذكرت وكالة قدس الإخبارية أن مجموعة من المستوطنين – وتحت حماية من قوات الاحتلال- شنت حملة عدوانية على أهالي حي الأرمن، في البلدة القديمة من القدس المحتلة، خلال الساعات الماضية.
وفي وقت سابق من اليوم، اقتحم الجيش الإسرائيلي عدة بلدات أخرى في مدينة الخليل وبيت لحم ونابلس وأريحا وجنين ورام الله والقدس المحتلة، بهدف تنفيذ حملة اعتقالات.
جبهة ثانية
يعتقد مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية أن الاحتلال الإسرائيلي قد يواجه خطر اندلاع جبهة ثانية، غير غزة، محذّرين قادته من خروج الوضع عن السيطرة في الضفة الغربية المحتلة.
وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية اليوم الخميس، أن المسؤولين الأميركيين حذّروا عدداً من كبار المسؤولين الإسرائيليين خلال محادثات بين الطرفين في الأيام الأخيرة، من أن السلطة الفلسطينية قد تفقد سيطرتها في المدن المركزية.
وتعتقد الإدارة الأميركية أن اندلاع أعمال عنف واسعة في الضفة الغربية سيضرّ أيضاً بالدعم الدولي الذي حصلت عليه إسرائيل لمواصلة حرب الإبادة التي تشنّها على قطاع غزة.
ولفت ممثلو الإدارة الأميركية في محادثاتهم مع المسؤولين الإسرائيليين، إلى العديد من القضايا التي تقلقهم، وتشير إلى العوامل التي تزيد احتمالات التصعيد في الضفة، من بينها ضعف السلطة الفلسطينية، مع التنبيه إلى خطورة الأزمة المالية التي تعصف بها.
بحسب تقديرات الإدارة الأميركية، كما أوردت "هآرتس"، فإن "السلطة الفلسطينية قد تصل إلى حالة انهيار اقتصادي وتصبح غير قادرة على دفع الرواتب لأجهزتها الأمنية التي تعمل اليوم ضد حماس ومنظمات (..) أخرى".
ويقلق هذا الأمر أيضاً قادة المستوى الأمني في إسرائيل، الذين خاضوا معركة ضد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، لإقناعه بتحويل أموال الضرائب إلى السلطة الفلسطينية.
وحذّرت الإدارة الأميركية إسرائيل، بحسب "هآرتس"، من استمرار اعتداءات مجموعات اليمين الإسرائيلي المتطرف، خصوصاً من البؤر الاستيطانية غير القانونية (فعلياً كل الاستيطان غير شرعي)، على الفلسطينيين، مشيرة إلى أن هذه الاعتداءات تحظى بتغطية إعلامية واسعة في وسائل الإعلام الفلسطينية، وبحسب تقديرات الإدارة الأميركية فإن هذا يعزز دعم المجتمع الفلسطيني لحركة حماس ومنظمات أخرى في الضفة الغربية، تصفها أميركا بأنها "إرهابية".
وتخشى الإدارة الأميركية بالأساس من احتمال مشاركة عناصر في شرطة السلطة الفلسطينية، بعمليات ضد إسرائيل. وطلبت الإدارة الأميركية من إسرائيل فحص عدد من الحالات التي نشب فيها تلاسن كلامي حاد، في الأسابيع الأخيرة، بين جنود في جيش الاحتلال الإسرائيلي وعناصر في الشرطة الفلسطينية.
يدرك المستوى السياسي الإسرائيلي جيداً أن الأزمة الاقتصادية في الضفة الغربية قد تؤدي إلى "أعمال عنف". وفي محاولة لتفادي ذلك، فحصت إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، بعض الخطط، من أجل تحويل الأموال إلى فلسطينيين في الضفة الغربية، خصوصاً أولئك الذين يعملون بشكل دائم في إسرائيل، إلى جانب تحويل جزء من أموال الضرائب للسلطة الفلسطينية.
وأفادت الصحيفة الإسرائيلية بأن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، حاول العثور على دولة ثالثة، توافق على تحويل منحة تضمن احتياجات المعيشة الأساسية، لعمال فلسطينيين لا يسمح لهم الآن بالعمل في إسرائيل.
ويفحص أيضاً مبادرة أخرى، تتيح لهؤلاء العمال إمكانية الوصول الفوري إلى الصناديق التي حوّلت إليها الأموال المقتطعة من رواتبهم شهرياً (مستحقات أتعاب وتقاعد وغيرها).
وتقدّر إسرائيل أن هذه الصناديق فيها نحو 3.5 مليارات شيكل (أقل من مليار دولار) لعمال فلسطينيين، وأن نحو 65% من الفلسطينيين الذين عملوا في إسرائيل بشكل دائم، حوّلوا الأجزاء المقتطعة من رواتبهم إلى مثل هذه الصناديق.
ويخشى المستوى السياسي الإسرائيلي من أعمال تحاكي عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وأيضاً من إمكانية مشاركة قوات الأمن الفلسطينية في الضفة في عمليات ضد أهداف إسرائيلية.
وكان نتنياهو قد أصدر تعليماته في الآونة الأخيرة إلى الجيش الإسرائيلي لوضع خطة عمل لإحباط أي هجوم محتمل من جهة الضفة الغربية على المستوطنات أو البلدات القريبة من خط التماس.
وذكرت الصحيفة العبرية أن التحذير الأميركي من اشتعال الضفة الغربية لم يفاجئ كبار المسؤولين الأمنيين في إسرائيل، لكنه قد يُفاجئ شرائح واسعة في المجتمع الإسرائيلي، الذي يرى في هذه الأيام أن الحدود مع لبنان مرجّحة أكثر لاندلاع جبهة قتال ثانية.
وتراقب الإدارة الأميركية من كثب الأحداث في لبنان والقتال شبه اليومي بين "حزب الله" وإسرائيل، لكنها ترى أن "خطر حدوث تصعيد كبير في الضفة الغربية لا يقلّ خطورة".
واختتمت الصحيفة تقريرها بأن "أحد المخاوف الرئيسية للإدارة الأميركية، هو أن يؤدي اشتعال الأوضاع في الضفة الغربية إلى زيادة احتمال تحرك حزب الله ضد إسرائيل، تحت غطاء الأحداث في الضفة".
المصدر: يمن شباب نت+ العربي الجديد+ وكالات