أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن تركيا ستواصل "عزل إسرائيل دوليا، وتوفير كافة أشكال الدعم لفلسطين".
جاء ذلك في كلمة خلال اجتماع الكتلة النيابية لحزبه "العدالة والتنمية" في البرلمان التركي بالعاصمة أنقرة، الأربعاء.
وقال أردوغان: "في خطة مزدوجة سنواصل عزل إسرائيل في الساحة الدولية بينما نوفر كافة أشكال الدعم الإنساني لفلسطين".
وأشار إلى أن أنقرة ستواصل "اتخاذ خطوات لضمان محاكمة القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين أمام المحاكم الدولية بعدما قتلوا بوحشية شعب غزة المظلوم".
ولفت إلى أن "إسرائيل تطبق استراتيجية تدمير كامل لمدينة غزة وسكانها"، وأضاف: "أقولها بصراحة وبقلب مستريح.. إسرائيل دولة إرهاب".
وشدد الرئيس التركي أنه سيجري "اتصالات هاتفية مع زعماء البلدان التي امتنعت عن التصويت على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن غزة مؤخرًا والذي صوتت لصالحه 121 دولة".
وأكد أن الحكومة التركية "لن تتردد أبدًا بسبب انزعاج أحدهم من التصريح بأن أفراد حركة حماس مقاومون يسعون إلى حماية وطنهم وأرواحهم".
ووجه أردوغان حديثه لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلا: "تمتلك قنبلة ذرية، قنبلة نووية، وتهدد بها، امتلك ما شئت فإنك راحل".
كما خاطبه قائلا: "هل تمتلك قنبلة ذرية أم لا؟ إن كنت شجاعا فأعلن عنها، لكنك لا يستطيع"، مشيرا إلى أن وزراء إسرائيليين يعترفون أمام الكاميرات بامتلاكهم أسلحة نووية، لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا تتحرك حيال ذلك.
ولفت إلى أن "الحكومة الإسرائيلية التي تتلقى دعمًا غير محدود من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية تواصل منذ 40 يومًا مجازرها".
وبيّن أن "إسرائيل تستهدف عمدًا المدارس والمساجد والكنائس والمستشفيات والأسواق والأبنية والشوارع".
وشدد أردوغان على أن "إسرائيل تُظهر إرهاب الدولة بالمعنى الحقيقي للكلمة، من خلال قصف المدنيين عمدا على الطريق بعد إجبارهم على مغادرة منازلهم"، مؤكدا أن "حماس حزب سياسي شارك في الانتخابات في فلسطين وفاز بها".
وأضاف "بعد فوزها (حماس) في الانتخابات سلبتم حقوقها، فإسرائيل والولايات المتحدة سلبتها حقوقها، فلنر هذه الحقائق، ورغم ذلك لا يزال هناك أشخاص في بلدنا لا يعرفون أو يفهمون أن حماس حزب سياسي".
ولفت أردوغان، إلى أن "الأطفال والنساء يشكلون ثلثي ما يقرب من 12 ألف من سكان غزة الذين قتلتهم إسرائيل حتى الآن".
وبيّن أن "الإدارة الإسرائيلية نفذت أكثر الهجمات خسة في تاريخ البشرية ضد أطفال ونساء ومدنيي غزة"، مشددا على أنه "لا يمكن لأي شخص يقول عن نفسه إنسان أن يوافق أو يبرر أو يرى ما يحدث في غزة مشروعًا".
وأردف: "لن ننسى الذين يدعمون هذه المجازر علناً ويبذلون قصارى جهدهم لإضفاء الشرعية عليها، فمن لا يرفعون أصواتهم ضد جرائم الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل هم طرف فيها مثل مرتكبيها".
وتابع: "دماء الأطفال الذين قتلوا في غزة وصمة عار على جبين من يقدمون الأسلحة والذخيرة والدعم الاستخباراتي للإدارة الإسرائيلية".
وتساءل "هل يمكنكم أن تتخيلوا مئات الأطفال يقتلون يوميًا تحت القنابل؟ ولا تصدر أي كلمة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومن يتحدثون باستمرار عن حقوق الإنسان!"
ولفت أردوغان، إلى أن مجلس الأمن الدولي لا يستطيع حتى حماية موظفي الأمم المتحدة، ناهيك عن حماية حياة المدنيين في غزة.
وقال إن "الإرادة التي أظهرتها الدول الـ121 الأعضاء في الأمم المتحدة بالجمعية العامة يتم اغتصابها رسميًا من قبل دولة أو دولتين في مجلس الأمن".
وأضاف "هؤلاء الذين يسمحون لأفعال السفلة الذين أحرقوا نسخ القرآن الكريم ويطلقون عليها اسم حرية التعبير، يوقفون ويعتقلون أصحاب الضمائر المحتجين على المجزرة في غزة، ويحاولون بكل الطرق إسكات أصواتهم".
وتابع "شهدنا العديد من المعايير المزدوجة وانعدام الضمير مثل هذه، وما زلنا نشاهد".
وهنأ أردوغان، ممثلي وسائل الإعلام، الذين باتوا يمثلون صوت غزة، باستخدامهم كافة وسائل الاتصال من وسائل التواصل الاجتماعي إلى الصحف والتلفزيون.
وقال "خسرت إسرائيل الجبهة الإعلامية في حربها ضد الأطفال والمدنيين الأبرياء في غزة، رغم كل سيطرتها على الإعلام العالمي".
ولفت إلى أن "خروج مئات الآلاف من الأشخاص الذين ملؤوا الساحات في جميع أنحاء العالم، يظهر أن إسرائيل باتت مدانة في الضمير الإنساني أيضا".
وأشار أردوغان إلى أن "رؤساء الدول والحكومات من جميع أنحاء العالم شاركوا في مسيرة نُظمت بباريس بعد مقتل 23 شخصًا في الهجوم ضد مجلة شارلي إيبدو (عام 2015)".
وتساءل: "الآن قتل قرابة 13 ألف شخص (في غزة والضفة)، أين رؤساء الدول والحكومات؟ هيا تعالوا سيروا من أجل هؤلاء أيضا، أليس لديكم ضمير وإنصاف؟".
وأكد أردوغان أن "النصر سيكون حليف سكان غزة والشعب الفلسطيني، وليس لدي أدنى شك في ذلك".
وتطرق إلى البيان الختامي للقمة الطارئة لمنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية في العاصمة السعودية الرياض السبت الماضي، وبين أنهم القمتين اتخذتا قرارات بشأن العديد من المواضيع لأول مرة وقال: "سنبذل الجهود اللازمة لتنفيذ القرارات المتخذة بشكل كامل".
وكان البيان الختامي للقمة المشتركة دعا منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى التحقيق في استخدام إسرائيل أسلحة كيميائية، وإلى عقد مؤتمر دولي للسلام (في الشرق الأوسط) في أقرب وقت.
وطالب البيان المحكمة الجنائية الدولية باستكمال التحقيق بجرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل، وبكسر الحصار عن غزة وإلزام دخول قوافل المساعدات فورا.
وأيضا دعا دول القمة إلى "الوقف الفوري لتصدير الأسلحة التي يستخدمها جيش الاحتلال والمستوطنون الإرهابيون لقتل الفلسطينيين".
وحول المساعدات التي أرسلتها تركيا إلى مصر لإيصالها إلى غزة، قال أردوغان إن بلاده أرسلت حتى الآن 10 طائرات تحمل مساعدات.
وأضاف في ذات السياق، أن سفينة مساعدات تركية وصلت الأحد إلى ميناء العريش المصري محملة بـ 666 طنا من المواد الإغاثية والضرورية.
وتابع: "بالتعاون مع الأشقاء المصريين سنقوم بإيصال المواد الإغاثية لأهل غزة عبر بوابة رفح، لقاءاتنا بشأن استقبال مرضى السرطان والأطفال الجرحى لعلاجهم في بلادنا مستمرة".
وفي هذا السياق، أعلن وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، أنه سيتم نقل 26 مريضا من قطاع غزة، عبروا معبر رفح الحدودي مع مصر، إلى تركيا، مساء الأربعاء.
وقال قوجه في تصريحات أدلى بها للصحفيين، في مطار العريش المصري،، "سيتم مساء اليوم الأربعاء، نقل 26 مريضا و13 مرافقا من غزة، عبروا معبر رفح، إلى تركيا".
وحول المرضى الذين سيتم نقلهم لتركيا، أشار إلى أنها "ستكون المرة الأولى التي يتم فيها نقل مرضى من غزة إلى دولة أخرى للعلاج بعد خروجهم إلى مصر".
وقبل قليل، توجه عدد من مرضى السرطان الذين تم إخراجهم من قطاع غزة مع مرافقيهم إلى مطار العريش العسكري في مصر تمهيدا لنقلهم إلى تركيا لتلقي العلاج.
وأفاد مراسل الأناضول مساء الأربعاء، أن أطباء أتراك استقبلوا المرضى عند بوابة رفح الحدودية، ليتم نقلهم بسيارات إسعاف إلى مطار العريش العسكري.
المصدر: الأناضول