يواجه مجمع الشفاء الطبي حصاراً واشتباكات عنيفة وقصفاً بالقرب منه، فيما يواصل الجيش الإسرائيلي لليوم الـ36 على التوالي، غاراته العنيفة على قطاع غزة.
حيث قال مدير مستشفى الشفاء إن "المستشفى محاصر تماماً، والقصف مستمر في محيطه، والطواقم الطبية عاجزة عن العمل".
فيما قصفت الطائرات الإسرائيلية، مساء السبت، مناطق متفرقة داخل قطاع غزة، من بينها محيط المستشفى الإندونيسي وتل الزعتر، شمالي القطاع.
في الوقت نفسه قالت وسائل إعلام فلسطينية إن طبيبين استشهدا وأصيب نازحون آخرون في قصف إسرائيلي استهدف مستشفى مهدي للولادة غرب غزة، وفي ظل القصف الإسرائيلي المستمر، ناشد النازحون في مستشفى مهدي للولادة بغزة الصليب الأحمر للتدخل وإجلائهم وإنقاذ الجرحى.
وقالت وزارة الداخلية بغزة في بيان: "الاحتلال يشن سلسلة غارات عنيفة وحزاماً نارياً في منطقة تل الزعتر، ومحيط المستشفى الإندونيسي شمال غزة، ومحيط مفترق السرايا، وسط مدينة غزة".
وأضافت في بيان ثانٍ: "طائرات الاحتلال تقصف منزلاً لعائلة (أبو عبدو)، ومسجد الهدى بمخيم النصيرات، وسط القطاع، وأشارت إلى "وصول 4 شهداء إلى مستشفى شهداء الأقصى".
ولفتت إلى "تدمير بناية سكنية لعائلة الفرا، في منطقة الشيخ ناصر بخان يونس، جنوبي القطاع، بسبب الغارات الإسرائيلية، ما أدى إلى سقوط 5 شهداء، بالإضافة إلى استهداف منزل في حي الزيتون".
ونشرت الوزارة عبر "تلغرام"، صوراً لما قالت إنها "لطواقم الدفاع المدني، وهي تعمل على إخماد الحريق، بعد قصف طائرات الاحتلال منزلاً، في الحي النمساوي بخان يونس".
وأوضحت أن "طائرات الاحتلال تشن غارات مكثفة وسط مدينة غزة وشمالها، وفي حي النصر، وقرب بلدة جباليا شمال القطاع".
وفاة أطفال رُضع
في وقت سابق، السبت، قال مسعفون إن رضيعين خدج توفيا في المستشفى بمدينة غزة عندما توقفت وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة عن العمل بسبب انقطاع التيار الكهربائي.
وأفادت جمعية أطباء من أجل حقوق الإنسان الإسرائيلية غير الحكومية بوجود “خطر حقيقي على حياة 37 رضيعاً من الخدج الآخرين”.
وأكد الجراح في المستشفى محمد عبيد وفاة الطفلين الخدج، مضيفاً أن مريضاً بالغاً توفي أيضاً بسبب عدم توافر الكهرباء لجهاز التنفس الاصطناعي.
وقال، في تسجيل صوتي نشرته منظمة “أطباء بلا حدود”: “نريد من يضمن لنا إمكان إجلاء المرضى لأن لدينا نحو 600 مريض”.
وأكد شهود عيان في المستشفى أن إطلاق النار المتواصل والغارات الجوية والقصف المدفعي تحول دون تحرك الناس حتى داخل مجمع الشفاء الطبي.
استهداف المستشفيات
من جانبه، قال مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إن إطلاق النار على المرضى والمدنيين الذين يحاولون الفرار في قطاع غزة "أمر غير مبرر".
وأضاف أنه "لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر لارتكاب أعمال الحرب في مرافق الرعاية الصحية وتركها من دون كهرباء ولا طعام ولا ماء".
وشدد غريفيث، في بيان نشره عبر حسابه على منصة "إكس"، على أن "المستشفيات يجب أن تكون أماكن آمنة وليست ساحة حرب".
وفي وقت سابق اليوم، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، إن "الأضرار الجسيمة في البنية التحتية والخدمات الأساسية بقطاع غزة تؤثر (سلباً) في قدرة الأشخاص على صون كرامتهم".
وأضاف المكتب الأممي، في تدوينة عبر منصة "إكس"، أنه "لا مكان آمناً في غزة بما في ذلك المستشفيات، والمدارس".
وأكد ضرورة "حماية المدنيين والأعيان المدنية في جميع الأوقات".
يأتي ذلك ضمن موجة تصعيد إسرائيلية واسعة النطاق ضد مستشفيات قطاع غزة، حيث يتعرض مستشفى الشفاء ومحيطه بمدينة غزة، لاستهداف مستمر بالقصف من جانب الجيش الإسرائيلي بزعم "وجود مقر للمسلحين الفلسطينيين" فيه، وهو ما نفته حكومة غزة مراراً.
ويشهد قطاع غزة موجة قصف إسرائيلي غير مسبوقة، طالت مناطق متفرقة، واستهدفت المستشفيات المكتظة بالنازحين، وسط تحذيرات من وزارة الصحة في القطاع، بضرورة "لجم الاحتلال".
ومنذ 36 يوماً، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً جوية وبرية وبحرية على غزة "دمر خلالها أحياء سكنية على رؤوس ساكنيها"، وقتل 11078 فلسطينياً بينهم 4506 أطفال و3027 سيدة و678 مسناً وأصاب 27490 بجراح مختلفة، بحسب مصادر رسمية، حتى ظهر الجمعة.
(وكالات)