عقد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، اجتماعاً مع رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، اللواء عباس كامل، بُحثَت خلاله الأوضاع في قطاع غزة، في حين أعلنت الإدارة الأمريكية أن الاحتلال وافق على هدنة إنسانية شمال القطاع بواقع اربع ساعات يوميا.
ووصل هنية إلى القاهرة، صباح الخميس، على رأس وفد من الحركة ضم كلاً من خالد مشعل، رئيس إقليم الخارج، وخليل الحية، رئيس دائرة العلاقات العربية في الحركة.
وبحسب مصادر مصرية، فإن زيارة وفد حماس للقاهرة تهدف إلى "بحث ملف الرهائن المحتجزين لدى الحركة، في مقابل الهدنة الإنسانية". وتلعب كل من مصر وقطر دوراً في ملف الأسرى والرهائن.
وقال مصدر مصري لـ"العربي الجديد" إن عباس كامل "بحث مع وفد حركة حماس الوساطة المتعلقة بإطلاق سراح عدد من الأسرى الأجانب، مقابل هدنة مؤقتة تصل ليومين".
وأشار المصدر إلى أن الحركة "أكدت أنها منفتحة على جهود الوساطة المصرية"، لافتاً إلى أن وفد حماس "نقل لرئيس المخابرات ضرورة إدخال الوقود للقطاع بأسرع وقت ممكن، ضمن بنود الهدنة الإنسانية التي تعمل كل من مصر وقطر على التوصل إليها".
وخلال اللقاء شدد هنية، بحسب المصدر، على "تمسك حركة حماس بموقفها الرافض للتهجير لأي مكان خارج غزة"، مشيراً إلى أن رئيس المكتب السياسي لحماس "حذر من أن استمرار الوضع في ظل استهداف قوات الاحتلال المرافق العامة في القطاع من شأنه إجبار قطاع واسع من السكان على الاتجاه نحو الحدود لتلبية حاجاتهم الإنسانية الملحة".
وقال المصدر إن "المسؤولين في القاهرة أكدوا لوفد الحركة رفض مصر لمعظم التصورات المتعلقة بشكل إدارة قطاع غزة عقب انتهاء الحرب، وهو ما لاقى استحساناً وترحيباً من جانب وفد الحركة".
وأشار المصدر إلى أن "الأمور تسير بشكل مبشّر بشأن الهدنة، في ظل ضغوط أميركية على تل أبيب للسماح بإطلاق سراح الأسرى الأميركيين"، لافتاً إلى أن "هناك إمكانية لإعلان الهدنة قبل انعقاد القمة العربية في المملكة العربية السعودية".
وفي إطار تنسيق المواقف العربية قبيل القمة، يزور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني العاصمة المصرية القاهرة، غداً الجمعة، حيث يلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، للتباحث وتنسيق المواقف بشأن قطاع غزة.
وقال مصدر دبلوماسي مصري إن زيارة أمير قطر للقاهرة غداً "تأتي في إطار تبادل الرؤى وتكثيف المشاورات بين القاهرة والدوحة بشأن العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة، قبيل القمة العربية المرتقبة في المملكة العربية السعودية في الحادي عشر من الشهر الجاري".
وأضاف أن "هناك العديد من القضايا العاجلة التي ستُبحَث في اللقاء، من بينها قضية إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل مستدام، والوساطة التي تبذلها كل من القاهرة والدوحة في ملف الأسرى".
البيت الأبيض: إسرائيل توافق على "هدن إنسانية"
في السياق، أعلنت الإدارة الأميركية، اليوم الخميس، أن الاحتلال الإسرائيلي وافق على "هدن إنسانية" شمالي قطاع غزة، وذلك بواقع أربع ساعات يومياً، تكف خلالها قوات الاحتلال عن القيام بأي عمليات عسكرية من أجل السماح بخروج المدنيين.
يأتي ذلك في وقت قال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن "القتال في غزة مستمر ولن يكون هناك وقف لإطلاق النار بدون الإفراج عن مخطوفينا".
وذكر البيت الأبيض أن الاحتلال الإسرائيلي أبلغ أميركا بأنه لن تكون هناك عملية عسكرية في مناطق خلال فترات توقف القتال تبدأ اليوم، دون أن يوضح إن كانت "الهدن الإنسانية" تشمل باقي أرجاء قطاع غزة. واعتبر البيت الأبيض أن فترات التوقف في القتال "خطوة في الاتجاه الصحيح".
من جانبه، قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن "القتال في غزة مستمر، ولن يكون هناك وقف لإطلاق النار بدون الإفراج عن مخطوفينا"، في إشارة إلى الأسرى الذين تحتجزهم حركة حماس، ويقدر عددهم بنحو 240. وقالت حماس إنها مستعدة لإجراء صفقة تبادل بشأنهم إما كلياً أو جزئياً، لا تشمل المحتجزين مزدوجي الجنسية الذين أكدت أنها ستفرج عنهم متى سمحت الظروف بذلك.
وزعم نتنياهو في بيان عممه مكتبه أن "إسرائيل تسمح بوجود ممرات آمنة تمتد من شمال القطاع إلى جنوبه، حيث مر فيها بالأمس فقط 50 ألفا من سكان غزة. ندعو مرة أخرى سكان القطاع إلى التوجه جنوباً".
وفي التفاصيل، قال المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، إن هذه الهدن نجمت عن مناقشات بين مسؤولين أميركيين وإسرائيليين في الأيام الأخيرة، بما في ذلك محادثات أجراها الرئيس الأميركي جو بايدن مع نتنياهو.
وأضاف كيربي أن وقف الحرب لأربع ساعات سيسمح للناس بالابتعاد عن طريق الأذى وبإيصال المساعدات الإنسانية، كما يمكن استخدامها كوسيلة لإخراج الأسرى.
وتابع "الإسرائيليون أبلغونا أنه لن تكون هناك عمليات عسكرية في هذه المناطق خلال فترة التوقف، وأن هذه العملية ستبدأ اليوم"، مضيفا "نتفهم أن إسرائيل ستبدأ في تنفيذ وقفات لمدة أربع ساعات في مناطق شمال غزة وستعلن موعدها قبل ذلك بثلاث ساعات".
وقال كيربي أيضا إن وقف إطلاق النار ليس كلياً، لأن ذلك سيساعد حركة حماس و"يضفي شرعية على ما فعلته في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وببساطة لن ندافع عن ذلك في هذا الوقت"، في إشارة إلى عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حماس مع فصائل فلسطينية أخرى رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته.
من جهته، أكد الرئيس الأميركي، اليوم الخميس، أنه حالياً "لا توجد إمكانية" لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال بايدن للصحافيين رداً على سؤال حول فرص تطبيق وقف لإطلاق النار قائلاً: "لا توجد إمكانية"، قبل أن يتوجه إلى ايلينوي.
ويُواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تضييق الخناق على شمال قطاع غزة، فيما ينزح عشرات آلاف الفلسطينيين جنوبا هرباً من الحرب بعد أكثر من شهر على حملة القصف والحصار الذي يحرمهم المياه والغذاء.
وغادر مدينة غزة 72 ألفاً، وفق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة (أوتشا). إلا أن مئات آلاف الفلسطينيين الآخرين لا يزالون شمال وادي غزة "في وضع إنساني كارثي"، بحسب الوكالة الأممية.
وتفرض إسرائيل منذ التاسع من أكتوبر/تشرين الأول "حصارا مطبقا" على قطاع غزة، حارمة سكانه من المياه والكهرباء والمواد الغذائية والوقود. ويخضع القطاع أساسا لحصار إسرائيلي بحري وجوي وبري منذ عام 2007.
ومنذ 34 يوما، يشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا على غزة دمّر خلالها أحياء سكنية على رؤوس ساكنيها، واستشهد أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني، بفعل قصف مدفعي وغارات جوية مستمرة على مناطق مأهولة ومكتظة بالمدنيين.
المصدر: العربي الجديد