تواصلت الشحنات الإغاثية نحو مطار العريش المصري اليوم الاثنين، وسط تقارير عن تكدس المساعدات بمعبر رفح في طريقها إلى قطاع غزة، في حين دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لفتح ممر إنساني دائم في القطاع الذي يتعرض لغارات إسرائيلية مكثفة لليوم الـ17 مخلفة آلاف الشهداء والجرحى.
يأتي ذلك بعد أن بدأ دخول الدفعة الثالثة من المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، عبر معبر رفح البري الحدودي مع مصر، بعدما وصلت دفعتان من المساعدات الإنسانية إلى القطاع خلال اليومين الماضيين.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان اليوم الإثنين، تسلمه 20 شاحنة من المساعدات الإنسانية، من نظيره المصري مقدمة لقطاع غزة.
وجاء في البيان الذي وصل الأناضول نسخة منه: "الهلال الأحمر الفلسطيني يستلم من شقيقه الهلال الأحمر المصري الشحنة الثالثة من المساعدات الإنسانية، 20 شاحنة تحتوي على طعام وماء وأدوية ومستلزمات طبية".
من جانبها، قالت وكالة الأنباء المصرية: "نجحت الدفعة الثالثة من القوافل الإغاثية للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي وحياة كريمة، المُحمّلة بالمساعدات الإنسانية في العبور عن طريق ميناء رفح البري إلى الشعب الفلسطيني في غزة".
وبحسب مراسل وكالة الأناضول، عبرت القافلة الجانب المصري من المعبر بعد أن خضعت للتفتيش والتجهيز.
مساعدات كويتية وتركية
وأقلعت اليوم أولى طائرات الجسر الجوي الإغاثي من الكويت، مُحملة بمساعدات إغاثية وطبية لصالح الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وفق ما نقلته وقالت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا).
ولم تذكر الوكالة مراحل إيصال تلك المساعدات، إلا أن طائرات الإغاثة تتوجه عادة إلى مطار العريش المصري، بانتظار دخولها إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري.
من جهته، قال وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة إن بلاده أرسلت طائرتي شحن إلى مصر اليوم الاثنين تحملان معدات وإمدادات طبية لغزة، مضيفا أنه سيتم إرسال طائرتين أخريين محملتين بمزيد من الإمدادات.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أرسلت تركيا 3 طائرات تحمل مساعدات لغزة، إلى جانب إرسالها أمس الأحد فريقا طبيا وإمدادات إلى مصر، وقالت إنها مستعدة لعلاج الجرحى الفلسطينيين في تركيا، إذا لزم الأمر.
مساعدات قطرية
وأمس الأحد، هبطت بمطار العريش بمصر طائرتان قطريتان، وأوضحت وزارة الخارجية القطرية توجه طائرتين تابعتين للقوات المسلحة القطرية، وعلى متنهما مساعدات لقطاع غزة.
وتتكون شحنة المساعدات القطرية من 87 طنا من المساعدات الغذائية والطبية، مقدمة من صندوق قطر للتنمية، والهلال الأحمر القطري، تمهيدا لنقلها إلى قطاع غزة.
كما نشر الهلال الأحمر الفلسطيني اليوم صورا -عبر حسابه على فيسبوك- موضحا تسلمه من نظيره المصري الشحنة الثالثة من المساعدات الإنسانية، والتي تضم 20 شاحنة تحتوي على طعام وماء وأدوية ومستلزمات طبية.
بصيص أمل
وفي حين تتحدث تقارير عن صعوبة تواصل دخول قوافل المساعدات إلى غزة وتكدسها عند معبر رفح، وصف منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة مارتن غريفيث، عبر حسابه على منصة "إكس"، المساعدات التي يتم تسليمها إلى غزة بأنها "بصيص أمل صغير"، وأكد أن سكان القطاع "يحتاجون إلى المزيد والمزيد".
وكان غريفيث شدد عند دخول أول شاحنات المساعدة السبت الماضي، على وجوب ألا تكون الأخيرة، داعيا إلى ضرورة توفير الإمدادات الأساسية من غذاء وماء ودواء ووقود إلى سكان غزة بطريقة مستدامة وآمنة ودون عوائق.
ومن جهتها، أعربت ألمانيا اليوم الاثنين، عن قلقها إزاء الوضع الإنساني المتردي في قطاع غزة ووصفته بالكارثي، مشددة على ضرورة فتح حدود أكثر اتساعا، وتسليم المزيد من شحنات المساعدات إلى القطاع.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية سيباستيان فيشر، في مؤتمر صحفي "نظرا للوضع الإنساني الكارثي، من المهم أن يدخل أكبر عدد ممكن من السلع الإنسانية، الغذاء والدواء والمياه وأيضا الوقود إلى غزة"
ممر إنساني دائم
من جانب آخر دعت حركة حماس اليوم الاثنين، الدول العربية والإسلامية، والأمم المتحدة، إلى تكثيف الجهود لفتح ممر إنساني دائم لإدخال الوقود والمواد الغذائية والمستلزمات الطبية إلى قطاع غزة.
وأوضحت الحركة -في بيان اطلعت عليه الأناضول- أن ذلك يأتي "تجنبا لكارثة إنسانية، وإبادة جماعية تحت آلة الحرب الصهيونية، ورفضا لسياسات الاحتلال وجرائمه ضد الإنسانية".
وبشأن القافلتين اللتين دخلتا غزة قالت حماس إن إدخال كميات محدودة جدا من المساعدات إلى قطاع غزة خلال اليومين الماضيين، "لا يغطي الحاجات المتزايدة لأبناء شعبنا في ظل العدوان الهمجي، والحصار المتواصل.
وفي وقت سابق الاثنين، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن فتح معبر رفح البري بشكل دائم، أصبح ضرورة مُلحة في ظل تفاقم الوضع الإنساني داخل القطاع.
في السياق، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم، الإثنين، على ضرورة استمرار عمليات إرسال المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة.
جاء ذلك خلال استقبال السيسي، بقصر الاتحادية شرقي العاصمة القاهرة، رئيس وزراء ماليزيا الذي يزور مصر حاليا، وفق بيان الرئاسة المصرية.
وأفاد البيان بأنه "تم التوافق بين مصر وماليزيا بخصوص ضرورة تنسيق الجهود لوقف التصعيد وتحقيق التهدئة، فضلا عن توفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين".
كما أكدا الطرفان على "ضرورة الاستمرار في توفير النفاذ الآمن والعاجل للمساعدات الإنسانية إلى أهالي القطاع"، وفق المصدر ذاته.
وأعرب الجانبان أيضا عن "القلق من خطورة اتساع رقعة العنف إلى المنطقة، مع التشديد على الرفض التام لتصفية القضية الفلسطينية من خلال فكرة التهجير القسري لأهالي غزة".
ويأتي ذلك في ظل مواصلة إسرائيل عدوانها على غزة وشن غاراتها المكثفة على القطاع، مخلفة آلاف الشهداء والجرحى ودمارا هائلا بالمباني السكنية والمرافق الحيوية بما فيها المستشفيات إلى جانب فرضها حصارا خانقا على القطاع، مع استمرار عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية فجر السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ردا على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين على الشعب الفلسطيني ومقدساته.
المصدر : وكالات