وسّعت إسرائيل عمليات إجلاء السكان من التجمعات الواقعة على جبهتها الشمالية مع لبنان اليوم الأحد مع تصاعد الاشتباكات عبر الحدود مع جماعة حزب الله اللبنانية منذ اندلاع الحرب في غزة قبل أكثر من أسبوعين، فيما حذر بنيامين نتنياهو حزب الله من فتح جبهة حرب ثانية مع إسرائيل.
وبعد تفعيل خطة في الأسبوع الماضي لنقل السكان من 28 قرية في المنطقة الحدودية ومن بلدة كريات شمونة القريبة مع توفير إقامة مؤقتة على نفقة الدولة، أعلنت وزارة الأمن الإسرائيلية وجيش الاحتلال أنه تقرر إخلاء 14 بلدة ومستوطنة أخرى تبعد عن الحدود اللبنانية حتى 5 كيلومترات، بتمويل من المؤسسة الرسمية.
واستقبلت مدينة إيلات، على البحر الأحمر، وحدها أكثر من 60 ألف شخص أخلوا بيوتهم، وتعمل على إقامة خيام قرب مدخل المدينة، بحسب ما أفادت صحيفة "معاريف" اليوم الأحد.
وأوضحت الصحيفة أنه بعد أن امتلأت جميع الغرف في الفنادق وبيوت الضيافة في المدينة، أوعز رئيس البلدية إيلي لانكري لعمال البلدية، بتقديم خطة للحكومة لإقامة مدينة خيام، تمتد على مساحة 150 دونما.
وُضعت الخطة من قبل فرق الإدارة الهندسية وقسم الطوارئ والأمن في البلدية بالتعاون مع الشركات التابعة للبلدية، منها "الشركة الاقتصادية لإيلات" واتحاد المياه والصرف الصحي وقيادة الجبهة الداخلية.
إلى جانب ذلك، تستعد منظمة "إخوة السلاح" بالتنسيق مع البلدية، لتحويل مزرعة إبل لتستوعب حوالي 500 شخص في المرحلة الأولى.
وقال لانكري: "مدينة إيلات هي أول مدينة تجندت للمهمة واستقبلت حتى الآن عشرات الآلاف من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم وسط تضامن كبير جداً من جانب جميع سكان المدينة. إيلات مستعدة ولديها استعداد لاستيعاب المزيد. الجهود البلدية تحتاج إلى دعم حكومي، وأتوقع من الحكومة التجاوب الفوري من الاحتياجات من أجل الاستعداد كما ينبغي وفي الوقت المناسب".
وزاد تبادل إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل منذ أن شنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عملية طوفان الأقصى على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري ردا على الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، فيما ردت القوات الإسرائيلية بقصف جوي مكثف على قطاع غزة.
وهذا هو أسوأ تصعيد للعنف على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية منذ حرب عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم إنه ضرب عدة أهداف تابعة لحزب الله في لبنان خلال الليل، وشمل ذلك استهداف ما وصفه بمجمع أُطلق منه صاروخ على إحدى طائراته المسيرة، ولم يحدد الجيش الموقع.
وفي أعقاب ذلك، قصفت القوات الإسرائيلية 3 مجموعات من المقاتلين الذين أطلقوا أو كانوا يستعدون لإطلاق صواريخ مضادة للدروع عبر الحدود، حسبما قال الجيش مضيفا أنه أسقط أيضا طائرة مسيرة كانت قادمة من لبنان.
وذكرت قناة المنار التلفزيونية التي تديرها جماعة حزب الله أن قصفا إسرائيليا استهدف محيط قرية علما الشعب والمناطق المحيطة بها الواقعة غربي المناطق الحدودية، وكذلك محيط قرية عيترون شرقا، وأضافت أن المنطقة المحيطة ببلدة حولا اللبنانية على الجهة المقابلة لكريات شمونة الإسرائيلية تعرضت لقصف إسرائيلي أيضا.
وقالت جماعة حزب الله إن 19 من مقاتليها قتلوا في الاشتباكات على الحدود منذ 7 من أكتوبر/تشرين الأول حتى أمس السبت.
وكانت مصادر قد قالت إن هجمات حزب الله على إسرائيل تهدف إلى إبقاء الجيش الإسرائيلي منشغلا دون إثارة حرب كبرى، وتقول إسرائيل إنها ليست مهتمة بشن حرب وإنها ستحافظ على الوضع الراهن إذا مارست جماعة حزب الله ضبط النفس.
لكن تفاقم التوتر أثار مخاوف في المنطقة وخارجها من نشوب صراع أوسع نطاقا في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لتوغل بري متوقع في غزة.
في غضون ذلك، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأحد حزب الله من مغبة فتح جبهة حرب ثانية مع إسرائيل وقال إن ذلك من شأنه أن يدفع إسرائيل لتنفيذ ضربات مضادة بقوة "لا يمكن تخيلها ويأتي بدمار خراب على لبنان".
وفي نص رسمي لإفادة أدلى بها نتنياهو لكوماندوز من إسرائيل قرب الحدود مع لبنان قال أيضا "لا يمكن أن أقول لكم الآن ما إذا كان حزب الله سيقرر دخول الحرب بالكامل".
وأضاف نتنياهو للقوات أن الحرب الدائرة حاليا هي بمثابة "التحرك أو موت" بالنسبة لإسرائيل.
المصدر : وكالات