جابت مسيرة حاشدة، اليوم السبت، أنحاء العاصمة البريطانية للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، مع دخول حرب الإبادة على غزة أسبوعها الثالث.
ووفقا لشرطة العاصمة البريطانية، فإن ما يصل إلى 100 ألف متظاهر تجمعوا وسط لندن في مسيرة مؤيدة لفلسطين، ورفع المشاركون لافتات كتب عليها "الحرية لفلسطين" و"أوقفوا قصف غزة".
وفي اليوم الذي دخلت فيه كمية قليلة من المساعدات إلى غزة، تجمع المتظاهرون تحت المطر في ماربل آرك بالقرب من هايد بارك في لندن قبل أن يسيروا إلى الحي الحكومي وايتهول.
وتضمنت كثير من الهتافات واللافتات شعارات مناهضة لإسرائيل بقوة، ورفع أحد المتظاهرين لافتة بها صورة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك والرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع عبارة تقول "مطلوبون لارتكابهم جرائم حرب".
يأتي ذلك في ظل تحذيرات شديدة من الشرطة من أن أي شخص سيبدي دعمه لحركة حماس سيتعرض للاعتقال، كما أنها لن تتسامح مع أي فعل يصنف باعتباره جريمة كراهية، حسب وصفها.
مظاهرات تعم العالم
وفي برشلونة، أفادت قناة الجزيرة عن مراسلها أيمن الزبير بأن عدد المشاركين في المظاهرة التي تجري حاليا -والتي تحظى بدعم أكثر من 140 منظمة مدنية وحقوقية- فاق 70 ألفا، وإنها من أكبر المظاهرات التي تشهدها برشلونة.
وأضاف أن عددا من المدن الإسبانية تشهد مظاهرات موازية، من بينها العاصمة مدريد.
أما في سيدني الأسترالية، فقد شهدت مسيرة داعمة لسكان قطاع غزة ومنددة بالحرب الإسرائيلية على القطاع، وقالت مجموعة العمل الفلسطيني التي نظمت المسيرة إن نحو 15 ألفا شاركوا في المسيرة، ورفعوا لافتات مؤيدة للقضية الفلسطينية، ولوح المحتجون بأعلام فلسطين، وردد المتظاهرون شعار "فلسطين لن تموت أبدا".
وفي مدينة دوسلدورف (غربي ألمانيا)، رفع آلاف المتظاهرين اللافتات، وكتب على إحداها عبارة "من أجل السلام والعدالة وكرامة الإنسان في فلسطين"، كما كُتِب على لافتة أخرى عبارة "ضد الحرب والعنف والعدوان في غزة"، ولوح المشاركون بعلم فلسطين.
كما شهدت أوكلاند، أكبر مدن نيوزيلندا سكانا، مسيرة حاشدة مؤيدة للقضية الفلسطينية، وشارك في الفعالية مواطنون ومغتربون من كافة الأطياف القومية والدينية، وجابت المظاهرة شوارع المدينة وهي تهتف بتحرير فلسطين، وتطالب بإنهاء الحصار ووقف الإبادة الإسرائيلية في غزة.
واحتج آلاف المتظاهرين أمام الكونغرس قبل تحركهم أمام البيت الأبيض، ورفع المشاركون شعارات تطالب بالحرية لفلسطين وبوقف فوري لإطلاق النار، كما طالبوا الرئيس جو بايدن بإرسال المساعدات الإنسانية لفلسطين بدل البوارج الحربية.
وفي الوقت نفسه، خاطبت عضوتان في الكونغرس الأمريكي الحشد من منصة مزينة بلافتة سوداء كبيرة كتب عليها "وقف إطلاق النار".
وأعربت عضوة الكونغرس كوري بوش عن امتنانها للحاضرين قائلة: "إننا نقف معا، ولستم وحدكم".وسلطت الضوء على تقديمها "قرار وقف إطلاق النار الآن" إلى الكونغرس، مشددة على الدعوة إلى إنهاء العنف.
ويحث القرار إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على الدعوة إلى الوقف الفوري للتصعيد ووقف إطلاق النار في إسرائيل وفلسطين المحتلة، إلى جانب تقديم المساعدات الإنسانية لغزة.
بدورها، أكدت عضوة الكونغرس المسلمة رشيدة طليب أن جرائم حرب تحدث في غزة. وقالت إن "الإبادة الجماعية تحدث الآن والناس يلتزمون الصمت"، داعية إدارة بايدن إلى اتخاذ خطوات أكثر أهمية نحو تحقيق وقف إطلاق النار.
وفي نيويورك، تظاهر أكثر من ألف شخص في مانهاتن بالقرب من مبنى الأمم المتحدة، للتضامن مع غزة، مرددين هتافات تتهم بايدن ونتنياهو بارتكاب إبادة جماعية في غزة، وتتوعدهم بالمحاسبة.
كما تظاهر ناشطون يابانيون ومقيمون عرب وأجانب قرب السفارة الإسرائيلية في طوكيو للتنديد بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وطالب المتظاهرون الحكومة اليابانية بإعلان موقف حازم تجاه انتهاك إسرائيل جميع حقوق الإنسان والقوانين الدولية.
عربيا، شارك مئات التونسيين، السبت، في مسيرة حاشدة- نظمتها اللجنة الوطنية لدعم المقاومة في فلسطين- وسط العاصمة، تضامنا مع الشعب الفلسطيني.
وانطلقت المسيرة من ساحة حقوق الإنسان، بشارع محمد الخامس مرورا بالمسرح البلدي بشارع الحبيب بورقيبة، وصولا لمقر السفارة الفرنسية، وفق وكالة الأناضول.
ورفع المحتجون شعارات أبرزها "اذا كنت لا تستطيع رفع الظلم ،على الأقل أخبر الجميع عنه"، و"الشعب يريد تجريم التطبيع" و"الفرنسيين والأمريكان شركاء في العدوان"، و" مقاومة مقاومة لا صلح لا مساومة".
بدوره، قال البرلماني السابق والقيادي بحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد منجي الرحوي، إن "هذه المسيرة تهدف لدعم ومساندة الشعب الفلسطيني، والضغط على الدول الغربية وسفاراتها في تونس، ووقف العدوان الاسرائيلي والمجازر التي تتعرّض لها فلسطين".
وأكد في كلمة ألقاها من أمام المسرح البلدي وسط العاصمة التونسية أنه "على الجميع اليوم الانخراط في معركة تحرير فلسطين".
وأشار إلى أن "بلاده يجب أن تنسق مع كل الدول الرافضة لهذا العدوان، والضغط من أجل إنصاف القضية"، داعيا إلى "ضرورة الإسراع في المصادقة على قانون تجريم التطبيع مع إسرائيل".
المصدر : وكالات