قال مصدر دبلوماسي إنه "من غير المستبعد ألا يصدر بيان ختامي" عن قمة القاهرة للسلام التي عُقدت اليوم السبت، في العاصمة الإدارية الجديدة في مصر، بشأن تطورات الأوضاع في قطاع غزة.
وأوضح المصدر، شريطة عدم ذكر اسمه لـ"العربي الجديد"، أن هناك خلافاً بين المجموعة العربية المشاركة في القمة، والمسؤولين الأوروبيين الحاضرين، بسبب "وضع جملة (حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها)، وإدانة صريحة لحماس في البيان الختامي".
وكان أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قد غادر مصر، بعد أن شارك في قمة القاهرة للسلام بشأن تطورات الأوضاع في قطاع غزة، من دون أن يلقي كلمة خلال القمة.
وتستمرّ أعمال قمة القاهرة للسلام، حيث شددت الكلمات التي ألقيت حتى الساعة على ضرورة خفض التصعيد، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين، وتجنّب توسّع الصراع في المنطقة.
وشهدت قمة القاهرة للسلام المنعقدة في العاصمة الإدارية الجديدة بمصر، لمناقشة الأوضاع في غزة والأراضي الفلسطينية، غياب بعض الدول العربية وتمثيلا ضعيفا من الولايات المتحدة الأميركية.
وبينما حضر من الدول العربية ممثلو كل من: الإمارات، والبحرين، والكويت، والسعودية، وقطر، وعُمان، والأردن، وفلسطين، والعراق، وليبيا، والمغرب، وموريتانيا وجزر القمر، غابت عنها الجزائر، وتونس، واليمن، وسورية، ولبنان، والسودان، والصومال، وجيبوتي.
وقال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في كلمته الافتتاحية لقمة القاهرة للسلام، إن مصر تدين استهداف قتل المدنيين وتعبر عن دهشتها من تفرج العالم على الأزمة الإنسانية في غزة.
وأضاف أنه اتفق مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، على تشغيل معبر رفح بشكل مستدام لتوزيع المساعدات من قبل الأمم المتحدة على سكان غزة.
وشدد على أن مصر ترفض تهجير الفلسطينيين إلى سيناء وترى في ذلك إنهاء للقضية الفلسطينية، مؤكداً أن "تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل لن يحدث على حساب مصر".
قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إن الشعب الفلسطيني "غير راغب في ترك أرضه حتى لو كان تحت الاحتلال والقصف"، مضيفاً أنه "يجب الوصول إلى حل وسلام شامل وعادل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين".
وشدد على أن "حل القضية الفلسطينية الوحيد هو حصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة في دولة مستقلة"، معتبراً أن "مصر دفعت ثمناً هائلاً من أجل السلام في هذه المنطقة والمزايدة عليها جوفاء".
وقال كذلك إنه يجب ضمان تدفق المساعدات إلى غزة والانتقال إلى التفاوض وقف إطلاق النار.
من جانبه حذر الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أمام قمة القاهرة، من محاولة طرد الفلسطينيين من بيوتهم وتهجيرهم في غزة والضفة والقدس، مشدداً "لن نرحل وسنبقى في أرضنا".
وأشار إلى أن "الأمن والسلام لن يتحققا سوى بحل الدولتين وإنهاء الاحتلال وحل قضية اللاجئين وفق قرارات الأمم المتحدة وبضمانات دولية".
وأضاف "نلتزم بالشرعية الدولية والاتفاقات الموقعة لتحقيق أهدافنا الوطنية ونحذر من استمرار العنف ضد المدنيين من الجانبين".
بدوره، قال العاهل الأردني، الملك عبد الثاني، إنه يتعين على "إسرائيل إدراك أن الحل العسكري لحل مخاوفها الأمنية لا ينفع ولا يفيد 5 ملايين فلسطيني تحت الاحتلال"، مضيفاً أن "رسالة أن حياة الإسرائيليين أهم من حياة الفلسطينيين خطيرة ويجب تطبيق القانون الدولي على الجميع".
وأضاف في كلمته أمام قمة القاهرة: "يجب وقف الكارثة الإنسانية في غزة والتي تدفع المنطقة كلها إلى الهاوية"، مشيراً إلى أن "أعمال العنف ضد كل المدنيين أغضبتنا والعقاب الجماعي للسكان المحاصرين في غزة مرفوض".
وأردف "إسرائيل تجوع المدنيين في غزة بينما تم تجويع الفلسطينيين عن الحرية لسنوات".
وتابع "نريد مستقبلاً من الأمن يعيش فيه الفلسطينيون دون خوف"، مشدداً على أن "الحل الوحيد يجب أن يقوم على دولتين للفلسطينيين والإسرائيليين تعيشان بسلام".
إلى ذلك ذكر وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، في كلمته أن بلاده ملتزمة "بحماية حقوق الشعب الفلسطيني وكل الشعوب"، مضيفاً "سنواصل العمل على تحقيق ذلك".
وأضاف "على إسرائيل أن تتوقف عن عملياتها العدائية ضد الفلسطينيين"، داعياً إلى "الالتزام بالقانون الدولي والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة"، ومندداً باستهداف الاحتلال الإسرائيلي المدنيين في منازلهم والمستشفيات.
من جهته شدد وزير الخارجية السعودي، الشيخ فيصل بن فرحان، على أن "الأولوية هي لوقف التصعيد العسكري في غزة"، مطالباً في كلمته بالقمة بفتح ممرات إنسانية آمنة والسماح بخروج المصابين من غزة، ورفع الحصار عن القطاع.
وقال كذلك "نرفض انتهاك القانون الدولي من كل الأطراف ونشجب استهداف المدنيين"، معلناً رفض بلاده "ازدواجية المعايير من قبل المجتمع الدولي ونطالب برفع الحصار عن غزة
وتابع في كلمته: "نتمسك بالسلام خياراً استراتيجياً ونجدد تأييدنا إقامة دولة فلسطينية مستقلة وفق القرارات الدولية".
في السياق، قال ولي العهد الكويتي، الشيخ مشعل أحمد الصباح، إن المجتمع الدولي يتعامل مع الانتهاكات الإسرائيلية بمعايير مزدوجة، معرباً في كلمته بالقمة عن رفض دولة الكويت تهجير الفلسطينيين ومطالبتها بإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وشدد ولي العهد الكويتي: "نؤكد موقفنا الثابت في دعم حقوق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على حدود 67 ونجدد تمسكنا بخيار السلام وفق القرارات الدولية".
بدوره قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إن "شعب غزة يحتاج منا فعل المزيد من أجل استمرار دخول المساعدات ونحن سنواصل العمل مع جميع الأطراف المعنية لتحقيق ذلك".
ودعا في كلمته أمام قمة القاهرة إلى "وقف إطلاق النار في غزة الآن ووقف بحر الدم هذا لتحقيق السلام ومنع تمدد العنف في المنطقة"، مضيفاً أنّ "أطفال غزة يعيشون كابوساً وحان الوقت لإنهائه".
المصدر: وكالات