نقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين أمنيين مصريين قولهما في وقت سابق اليوم الاثنين، إن اتفاقاً مصرياً أميركياً إسرائيلياً تم على فتح معبر رفح الحدودي الساعة التاسعة، بالتزامن مع وقف إطلاق النار، فيما نفت حماس ومكتب نتنياهو ذلك، وأكدت مصر أنّ إسرائيل لم تسمح بعد بفتح المعبر الحدودي بين قطاع غزة ومصر.
ونفى عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق في بيان، التوصل إلى هدنة مؤقتة في قطاع غزة، أو فتح معبر رفح، فيما نفى المكتب الإعلامي الحكومي في غزة كذلك تلقي أي اتصالات أو تأكيدات من الجهات المعنية بالجانب المصري حول نية فتح معبر رفح اليوم.
من جانبه، نفى مكتب نتنياهو في بيان الاتفاق على هدنة حالياً، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة مقابل إخراج الأجانب.
وقال المصدران المصريان إن "وقف إطلاق النار سيستمر لعدة ساعات، لكن لم تتضح بعد المدة على نحو دقيق"، وأضافا أن الدول الثلاث اتفقت على استمرار فتح معبر رفح حتى الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش، اليوم الاثنين، ليوم واحد بشكل مبدئي.
إلى ذلك، أفاد مصدران لوكالة "الأناضول"، أحدهما فلسطيني رفيع المستوى وآخر إغاثي، بعدم إعلامهما بعد بقرار تشغيل معبر رفح أو بدء هدنة، داعياً للانتظار لحين وصول موقف رسمي من الجانب المصري.
يأتي هذا في وقت قال فيه وزير الخارجية المصري سامح شكري، اليوم الاثنين، إن الحكومة الإسرائيلية لم تتخذ بعد موقفاً يسمح بفتح معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة، مؤكداً بدء بلاده محادثات مع الأمم المتحدة في هذا الشأن.
وأضاف شكري، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته الفرنسية كاترين كولونا، أن "الحكومة الإسرائيلية لم تتخذ للأسف حتى الآن موقفًا يوحي بإمكانية فتح المعبر من ناحية غزة، للسماح بدخول المساعدات أو خروج المواطنين من دول ثالثة".
وأضاف: "نحن على أتم استعداد وكل الأجهزة المصرية على المعبر على أهبة الاستعداد، لإدخال المساعدات وخروج مواطني دول ثالثة، وأيضاً عمل المعبر بالوتيرة الطبيعية له لإدخال الاحتياجات الطبية للإخوة الفلسطينيين".
وأعرب وزير الخارجية المصري سامح شكري، عن "الأمل في انفراجة في هذا الصدد".
وقال شكري إن "مصر تسعى منذ بداية اندلاع الأزمة في غزة إلى أن يكون معبر رفح مفتوحاً، ويتيح دخول المساعدات الإنسانية التي تم تجميع عدد كبير منها في العريش".
وأكد أن "مصر تعمل بالتنسيق الكامل مع منظمات الأمم المتحدة والصليب الأحمر لإدخال المساعدات التي تزداد الحاجة إليها، لرفع المعاناة عن المدنيين والشعب الفلسطيني في غزة".
وأشار إلى أنه "تباحث هاتفياً مع المبعوث الأممي (لم يذكر اسمه) الذي كان يستفسر إذا ما كانت الاتصالات التي تم إجراؤها بالأمس قد أتت بثمار، ولكن للأسف حتى الآن ليس هناك جديد في هذا الشأن".
ووصف شكري بأن ذلك "أمر خطير نظراً لما يتعرض إليه الشعب الفلسطيني في غزة من احتياج شديد، إذ ليست هناك مياه أو مواد طبية أو غذاء، والنزوح أدى إلى ضغوط إضافية، فليس هناك مأوى لمن أجبروا على النزوح من شمال غزة".وأضاف: "كل هذه أمور إنسانية متصلة بالقانون الدولي الإنساني، ويجب احترامها ومراعاتها".
إلى ذلك، ذكرت قناة "كان" التابعة لسلطة البث الإسرائيلية أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي سيصل اليوم الاثنين إلى تل أبيب، سيحث القيادة الإسرائيلية على عدم الاعتراض على تدشين معبر إنساني بين قطاع غزة ومصر لخدمة الفلسطينيين الذين يقطنون في جنوب قطاع غزة، من منطلق أن هذه الخطوة ستسمح للولايات المتحدة والغرب بمواصلة تقديم الدعم الدبلوماسي للهجمات التي تواصل إسرائيل شنها في قطاع غزة.
وبحسب القناة، فإن مصادر أميركية أكدت أن بلينكن سيحذر إسرائيل من أنه في حال تواصل تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وتحديداً في جنوبه، فإن الولايات المتحدة ستجد صعوبة في مواصلة تقديم الدعم لإسرائيل.
وأشارت القناة إلى أن بلينكن سيضع إسرائيل في صورة قرار الإدارة الأميركية تعيين ديفيد ساترفيلد "مبعوثاً خاصاً للشؤون الإنسانية" بهدف إدارة ملفي الأسرى الإسرائيليين لدى حركة "حماس"، والمساعدات الإنسانية المقدمة لقطاع غزة.
في السياق، أعلن مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أنه سيتوجه إلى الشرق الأوسط، الثلاثاء، للمشاركة في المفاوضات حول إدخال المساعدات إلى قطاع غزة.
وأوضح غريفيث "سأتوجه بنفسي إلى المنطقة غدا لأحاول المساعدة في المفاوضات ولأحاول أن أكون شاهدا وأعبر عن تضامني مع الشجاعة الاستثنائية لآلاف العاملين في مجال الإغاثة الذين صمدوا وما زالوا هناك يساعدون الناس في غزة والضفة الغربية".
وقال غريفيث -في بيان مصور- إنه يأمل في سماع "أنباء جيدة" في وقت لاحق الاثنين عن إيصال المساعدات إلى القطاع الفلسطيني المحاصر عبر معبر رفح.
وأضاف غريفيث "نحتاج إلى طريقة لإيصال المساعدات. نجري محادثات معمّقة مع الإسرائيليين والمصريين وغيرهم"، في عملية "ساعد فيها بشكل هائل" وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عبر الزيارة التي قام بها إلى دول المنطقة.
ومن المقرر أن يزور غريفيث القاهرة الثلاثاء، على أن تستمر جولته في المنطقة عدة أيام.
ومعبر رفح بين مصر وغزة هو الممر الوحيد من القطاع الذي لا تسيطر عليه إسرائيل، وهو مغلق منذ الثلاثاء الماضي بعدما تعرّض لـ3 ضربات إسرائيلية خلال أقل من 24 ساعة ألحقت أضرارا به من الجانب الفلسطيني.
ودعا الجيش الإسرائيلي الجمعة المدنيين في شمال غزة (1.1 مليون نسمة) إلى الانتقال نحو جنوب القطاع، وحثهم السبت على عدم الإبطاء.
وقال غريفيث "لا يمكنكم أن تطلبوا من الناس الابتعاد عن طريق الضرر دون مساعدتهم على القيام بذلك، أي الذهاب إلى الأماكن التي يختارونها حيث يريدون أن يكونوا آمنين، ومع المساعدات الإنسانية التي يحتاجون إليها للقيام بهذه الرحلة بأمان". وأضاف "نعيش في أسوأ الأوقات".
المصدر: وكالات